باحثون برازيليون: «لا» لمزج مشروبات الطاقة بالكحول

خلطات مدمرة للصحة تعمل على فصل الواقع عن إدراك الإنسان الحسي به

TT

في محاولة للفهم العلمي وتحليل نتائج التخبط في الطرق الجديدة لتناول المشروبات الكحولية، أسوة بالفهم العلمي لعمليات خلط أنواع من المركبات الكيميائية المخدرة والخروج بخلطات غريبة ذات تأثيرات مدمرة للصحة بشكل أبلغ. فإن العادة أصبحت شائعة لدى متناولي المشروبات الكحولية. وذلك بمزجها بأحد أنواع مشروبات الطاقة مثل «ريد بُل»، يقول عنها الباحثون من البرازيل أنها تعمل على فصل الواقع عن الإدراك الحسي به، وذلك في معرض انتقادهم العلمي لهذه العادة. وبالرغم من أن من يصنعون ذلك يقولون ان الأمر يقلل من شعورهم بالإرهاق ويرفع من مستوى إحساسهم بالمتعة، إلا أن الحقيقة أن قدراتهم العقلية تزداد انحداراً آنذاك، وبدرجة كبيرة كما يشير الباحثون. وعلق الدكتور ديفيد كاتز مدير مركز الأبحاث الوقائية التابع لكلية الطب بجامعة يال، بقوله إن هذا المزيج يؤدي إلى اتخاذ قرارات غاية في السوء، فحينما يشعر المرء بدرجة أقل من ناحية السكر وفي نفس الوقت بوعي أكبر خاصة عند قيادة السيارة، لكن مع اختلال توازن قدرات الدماغ واضطراب الشعور بالوقت، فإن القرارات خلف مقود السيارة قد تنجم عنها مآس، على حد وصفه.

وكانت دراسة الباحثين من جامعة ساو باولو الفيدرالية في البرازيل قد نشرتها مجلة الأبحاث الإكلينيكية والتجريبية لإدمان الكحول في عدد ابريل الحالي، وتناولت بالبحث تأثير تناول ريد بُل مع المشروبات الكحولية وعلاقة ذلك بمكوناتهما من المواد الكيميائية. ومن المعروف أن مشروبات الطاقة عموماً تحتوي كافيين بالإضافة إلي مركب تاورينTaurine . ومركب تاورين هو أحد الأحماض الأمينية التي تتكون من البروتين، ولها تأثير هام في نمو الدماغ وشبكية العين، وكذلك تعمل على رفع مستوى تأثير الكافيين. كما تحتوي على مركب غلوكورونولاكتون Glucuronolactone الذي من المفترض أنه يعمل على إثارة معدل عمليات الأيض الأساسية basal metabolic rate، ذات الطبيعة الكيميائية الحيوية في الجسم ابتغاء رفع نشاطه.

والذي دفع بالباحثين من البرازيل لدراسة الأمر كما تقول الدكتورة ماريا سوزا ـ فورميغوني أن المقولات الشائعة في أوساط متناولي الكحول تقول إن إضافة مشروبات الطاقة إليها يخفف من الشعور بالاكتئاب الناجم عن تناول الكحول، ولا يُوجد بحث علمي يناقش هذا الكلام الشعبي النظري.

وقام فريق البحث بتحليل نتائج تناول مجموعة من الشباب لثلاثة أنواع من المشروبات، إما مشروب الكحول كالفودكا فقط، أو مزج الكحول بمشروب الطاقة الخالي منه، أو تناول مشروب الطاقة الخالي من الكحول. ووجد الباحثون أن تناول الكحول فقط أعطى مستويات أعلى من ضعف الجسم وصعوبة المشي والشد العضلي والصداع، بينما إضافة مشروب الطاقة منع من الشعور بالصداع، لكنه مثل الكحول فقط سبب إحساساً بالإرهاق والتعب والضعف والدوخة، بينما مشروب الطاقة وحده رفع من حدة البصر وتركيز المشي والسمع والكلام. وعلقت على مجمل النتائج بقولها إن مزج مشروب الطاقة مع الكحول قلل من إحساس الشخص بالسكر، لكنه لم يخفف البتة من حصول السكر ذاته، أي أنه كما أوضحت لم يخفف من تأثيرات الكحول، لكن قلل من شعور المرء بتأثيرات السكر الموجودة حقيقة.

ولذا نبهت قائلة إنه يجب تحذير الناس من أنه بالرغم من عدم شعورهم بالسكر إلا أنهم واقعون ومتأثرون به، وعلى الأخص فإن توازن حركتهم يصيبه الاختلال حينها. الأمر الذي يفرض عليهم قيادة السيارة أو القيام بأي أنشطة تتطلب مهارة في توازن حركات الجسم.

والحقيقة أن المشكلة المتنامية هي في إقبال صغار السن من البالغين أو حتى غير البالغين على إجراء تجارب وهمية بغية بلوغ أكبر درجة من النشوة والمتعة عند تناول المشروبات الكحولية أو تعاطي المخدرات بأنواعها. ومن حين لآخر تظهر صرعات وتقليعات كما يُقال تزيد الطين بله والأمر سوءاً.