الزواج والقلب
* تقدم لخطبتي أحد أقاربي ممن أجرى عملية تغيير صمام أثناء صغره، أهلي يعترضون بسبب ذلك على الزواج منه. بم تنصحني؟
روان م. ـ الإمارات العربية المتحدة.
ـ يختلف الناس عموماً حول مبدأ تجنب الزواج بمن لديهم أحد العيوب الخَلْقية، سواء القابلة لتكرار التوريث للأبناء أو غير القابلة لذلك، وبشكل أخص الزواج بمن هي أو هو شديد القرابة لأنه يرفع من احتمال التوريث غالباً. كما أن الناس يختلفون في رفض أو قبول الزواج بمن لديه أحد الأمراض المزمنة سواء التي تسبب إعاقة دائمة بالمعنى الواسع للكلمة أو التي تستدعي من آن لآخر الحاجة الى العمليات الجراحية أو غيرها.
الذي أنصح به في مثل هذه الحالة وغيرها من الحالات التي تردني فيها أسئلة كثيرة حول الزواج من مرضى عموماً، هو أن لا يرفض الأهل الأمر ابتداء، بل الواجب أن تتم مناقشة الأمر بصراحة مع المتقدم للخطبة، ومع طبيبه، فليس من السليم أن يكون وجود مرض مزمن، خاصة عند التقدم للزواج، سراً لا يعلم عنه الآخر أو أهله على وجه الدقة، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون مانعاً من الزواج. وسأكون كطبيب قد ارتكبت خطأ طبياً وأخلاقياً لو أبديت مشورتي بناء فقط على المعلومات التي ذكرتها في السؤال، لأن كل ما ذكرته يحتمل أمورا عدة، منها ما أرى أنها لا تمنع من الزواج منه مطلقاً ومنها ما أرى أنها تحتاج منك اتخاذ قرار على أسس تتفهميها وتتعايشي معها، ولذا فإن مثلي يحتاج الى فهم الحالة بدقة كي أجيب جواباً أرجو أن يُقارب جانب الصواب، خاصة حول هذا الأمر المبارك وهو الزواج.
سلس البول مع الضحك
* عمري فوق الخمسين ولدي مرض السكري منذ 5 سنوات، وأعاني من خروج البول لا إرادياً عند شدة الضحك، بم تنصحني؟
ميسا ف. ـ بيروت.
ـ من الضروري مراجعة الطبيب في مثل هذه الحالة خوفاً من تكرار حصول التهابات البول أو طفح جلدي أسفل البطن، وللتخلص من الخجل الذي يعتريك كما ذكرت. لدى النساء عموماً تتعدد أسباب سلس البول، كضعف قوة عضلات الحوض، ومرض السكري كما لديك، والتغيرات التي تحصل في الأعضاء النسائية في مثل سنك بعد انقطاع الدورة الشهرية، إضافة الى التهابات البول المتكررة.
النوع الذي تشكين منه يُمكن أن يكون نوع السلس مع التوتر، كما أثناء الضحك أو السعال أو حمل شيء ثقيل حيث يرتفع الضغط داخل البطن، ومن ثم تفقد عضلات الحوض الضعيفة قوة التحكم في خروج البول. وبالإضافة الى معالجة الطبيب عند معاينته لك، فإن هناك بعض التمارين المفيدة لتقوية عضلات الحوض. وسنحرص على عرضها لاحقاً.
الثوم وضغط الدم
* لدي مشروع جامعي للتخرج في قسم البيوتكنولوجيا، وأردته حول علاج ارتفاع ضغط الدم بالثوم، لكن حديثك أنه لا يفيد فيه جعلني أحجم عن الأمر، أرجو الإفادة لأني لا أريد الكتابة عما لا فائدة منه؟
تسنيم ـ جامعة النجاح الوطنية في نابلس (فلسطين) ـ ولم لا؟ أنت طالبة في كلية علمية وتريدين البحث، لم لا تبحثي في الأمر حتى لو كان غير ثابت علمياً، وهو ما يفيد الكثيرين لو وضحت الأمر لهم، ففي علم الطب الإثبات والنفي مفيدان. الثوم اليوم يمثل لدى الكثيرين علاجاً سحرياً يتجاوز المعقول فيما يفترضون من فوائد صحية له، وبحثك في الأمر قد يُسهم في بيان حقيقة عدم فائدته لا على ضغط الدم ولا السكري ولا ارتفاع الكولسترول كما تدل عليه إرشادات الهيئات الطبية العالمية كرابطة القلب الأميركية والتقرير الثالث للجنة الخبراء في البرنامج الأميركي للتثقيف حول الكولسترول والتقرير السابع للجنة القومية الأميركية لارتفاع ضغط الدم.
مشكلة الثوم ذات شقين، الأول هو مدى ثبوت فائدته بلغة علمية مجردة، والثاني إقبال الناس عليه باعتبار أنه طبيعي لا يضر. وكلا الأمرين اعتقاد خاطئ. مما أوجد أعداداً من الناس تقبل عليه وتترك أدويتها الثابتة النفع والفائدة، أو تقبل على تناوله فوق الحد المعقول عادة مما يترك ضرراً على الجسم.
إن أحداً ليس ضد فكرة الاستفادة من النباتات أو الأعشاب أو غيرهما، لكن حينما يُنصح الناس بما يكون علاجاً لأمراضهم، فإن الأمانة العلمية وحدها هي سيدة الموقف. وللملحق عودة الى موضوع الثوم كما سبق أن وعدت.
هبوط الضغط بعد الأكل
* عمري 63 سنة، وأعالج من ارتفاع ضغط الدم. وأعاني من دوخة بعد تناول الطعام، وسبق لابنتي أن فحصت لي ضغط الدم مرات عدة وجدته دائما منخفضاً آنذاك، ما السبب وبم تنصح؟
فؤاد محمد ـ القاهرة.
ـ هناك بعض الناس، خاصة من هم فوق سن الخمسين يُصابون بنفس الحالة التي ذكرت، وهي. وكما أن البعض ينخفض لديه ضغط الدم عند الوقوف نتيجة سحب الجاذبية للدم الى منطقة الأرجل وعدم تمكن الأوعية الدموية من مقاومة ذلك، وبالتالي قلة تزويد الدماغ به، فإن البعض يُصابون بهبوط ضغط الدم فقط، وبشكل مفاجئ بعد تناول الطعام، خاصة عند الإكثار منه.
وبعد تناول الطعام يرتفع عادة طلب الأمعاء لكميات أكبر من الدم كي يعمل الجهاز الهضمي بأقصى طاقة لهضم الطعام وامتصاص المواد الغذائية المهضومة. ولقصور في وظائف الجهاز الدوري عن توزيع الدم في الجسم آنذاك بطريقة لا تُؤثر على تزويد الدماغ به، فإن هبوط ضغط الدم يحصل وكذلك الشعور بالدوخة. وأكثر من هم عرضة لهذا من لديهم بالأصل ارتفاع في ضغط الدم أو مرض السكري أو حالات مرضية تُؤثر على الجهاز العصبي اللارادي.
أنصحك بأمرين، الأول مراجعة الطبيب للتأكد من سلامة الجهاز العصبي اللارادي ومناسبة الكمية التي تتناولها من علاج الضغط لحاجتك، والثاني هو أن تجعل وجبات طعامك قليلة الكمية، وبدل 3 وجبات اجعلها 5 مثلاً، لكن بكمية أقل.
* استشاري باطنية وقلب ـ مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض ص.ب. 7897، الرمز البريدي 11159 [email protected]