بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة*

TT

كيف يبدو المولود للوهلة الأولى؟

* من الأخطاء الشائعة لدى بعض الزوجات اللائي سيصبحن أمهات لأول مرة وسيقابلن مواليدهن الرضع بعد انتظار شهور تسعة، وكل منهن تحلم بشكل خاص لمولودها، في حين أن ليس لديها أي فكرة عما سيبدو عليه شكل طفلها الرضيع الجديد للوهلة الأولى. وبالرغم من أنّ الواحدة منهن قد تملك رُؤية قوية لتمييز الرضيع ما إذا كان ولدا أَو بنتاً، إلا أن الحقيقة قَدْ لا تَجاري تلك الصورة. فالعديد منْ المواليد الجدد يبدون كمخلوقاتَ صغيرة الجسم رطبة الملمس عندما يَظْهرونَ لأول مرة. وفي أغلب الأحيان تكون رؤوسهم مستطيلة مدببة نتيجة العُبُور في قناة الولادةَ. وهذه الصورة مؤقتُة فقط، لأن الرأس سوف تتدور خلال بضْعَة أيام. ومن المفاجئَ لها أيضاً أن رأس المولود الجديد تكون كبيرُة إذا ما قورنت ببقيّة الجسم.

والصواب هنا أن يتم تهيئة الوالدين لاستقبال المولود الجديد للمرة الأولى، وتعريفهم على ما سيبدو عليه الطفل الرضيع للوهلة الأولى، فالطفل الرضيع أيضاً قَدْ يَبدو مَقْضُوما للأعلى بسبب كون الساقين والذراعين كانت منحنية باستمرار في منطقة الرُكَبتين والمرفقين طيلة شهور الرحم، وبعد شهور قلائل منْ النَمُو سوف تستقيم هذه الأطراف وتعود إلى وضعها الطبيعي.

ليس ذلك فحسب، فإذا نظرنا إلى أصابع الطفل الرضيعَ الصغيرة جداً وكذلك أصابعَ القدم، سَتُلاحظُ بأنّ أظافره رقيقة مثل الورق وطويلة.

وحتى جلد الطفلَ الرضيع لَرُبَّما يظهر بواحد من عدّة أشكال ومظاهر محتملة. بغض النظر عن الخلفية العرقية، فالطفل الرضيع من المحتمل أن يَبْدو في بادئ الأمر أحمر جداً، ورديا أَو أرجوانيا. بَعْض الأطفال الرُضَّع يولدون بطلاء أبيض يدَعى vernix، ووظيفته أن يَحْمي جلدَهم منْ التعرّض إلى السائل الأمنيوسي amniotic fluid وهم في الرحم. وسوف يُزال طلاء الفيرنيكس vernix مع أول حمّام للطفل الرضيع بعد ولادته. هناك أطفال رُضَّع آخرون يولدون مجعّدي الجلد. والبعض، خصوصاً الأطفال الخُدّج، يكون جلدهم فرويا ناعما بسبب مادة تسمى lanugo، وهي عبارة عن شَعر رفيع ينمو والجنين في الرحم. ثم يَنفصلُ هذا الشعر Lanugo بعد أسبوع أَو اثنين.

الطفح، اللطخات، أَو البُقَع البيضاء الصغيرة هي أيضاً لَيستْ غير عادية على المواليد الجدد. وجميعها يختفي عموماً خلال الأيام القليلة أَو الأسابيع الأولى بعد الولادة.

ويجب على الطبيب بالمستشفى أن يقوم بفحص الطفل الرضيع خلال 12ـ 24 ساعة منْ الولادة ويتأكّد بأنّ ذلك الطفح أَو البُقَع هي طبيعية، وأن يطمئن الوالدان أن طفلهما الرضيع سَيَتغيّرُ مظهره ولونه بشكل مثير بعد مرور الأسابيع الأولى بينما هو ينْمو بشكل طبيعي، فالأطراف مثلاً سَتُمدّدُ، ودرجة لون الجلد سَتَتغيّرُ، واللطخات سَتَختفي.

أهمية تشخيص هشاشة العظام

* من الأخطاء الشائعة عدم الاهتمام بفحص كثافة العظام بشكل دوري خاصة مع تقدم العمر لتحديد وتشخيص هشاشة العظام وبالتالي علاجها ومنع مضاعفاتها. لكن الحاصل في الواقع هو اكتشاف هذه الحالات بعد حدوث المضاعفات ومنها الكسور.

ـ هشاشة العظام حالة شائعة خاصة بعد انقطاع الدورة الشهرية للسيدات، نتيجة نقص هرمون الاستروجين الذي يساعد على دمج الكالسيوم في العظام. كما تحدث هذه الحالة عند كبار السن من الجنسين وإن كانت تتضاعف عند السيدات أكثر من الرجال نتيجة نقص الكالسيوم بسبب تقدم العمر وعدم وجود توازن بين العظام التي تنكسر والعظام التي تنمو من جديد.

كما تحدث هذه الحالة أيضاً مع حالات مرضية مثل فشل مزمن في الكلى، خلل في الهرمونات، خاصة هرمون الغدة الدرقية، أو الجار درقية أو خلل في الأدرينالين. ولدى متعاطي بعض الأدوية مثل الكورتيزون ومضادات التشنجات.

تشخيص حالة الإصابة بهشاشة العظام يعتمد على الأعراض المصاحبة للحالة، ثم الفحص الإكلينيكي، وعمل أشعة إكس على العظام، وعمل اختبار فحص كثافة العظام.

وإذا كانت الوقاية خير من العلاج في كافة الأمراض فإنها تكون واجبة في حالة هشاشة العظام، وذلك بتناول الاحتياجات اليومية من الكالسيوم قبل سن الثلاثين، ثم شرب كوبين من الحليب وتناول فيتامين «دي» يومياً بعد ذلك، حيث يزيد من كثافة العظام في منتصف العمر، وبعد ذلك فإن بدائل الاستروجين لها تأثير فعال جداً لدى السيدات، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي والتمارين التي تحرك العظام والعضلات. أما العلاج بالعقاقير والهرمونات سواء الاستروجين بالنسبة للسيدات أو التستستيرون بالنسبة للرجال فيجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي مباشر.