مؤتمر جدة لتجميل الأسنان.. الأول خليجيا

تقنيات مطورة في توظيف الليزر والبلازما وأساليب التدقيق المجهري في العلاج

TT

كانت عيادات الأسنان ولا تزال، حديث المجتمع ومحور نقاشات العائلات لما يعاني البعض من مشاكل في الأسنان قد تمتد لشهور فتتحول إلى معاناة يومية مستمرة لأسباب عديدة. ولا تزال لزيارة طبيب الأسنان رهبة وخوف في قلوب الناس، ويواجه أطباء الأسنان مشكلة الخوف هذه لدى الكثير من المرضى، وهي غالباً ما ترتبط بذكرى قديمة قد تكون غير سارة، أو نتيجة خبرة سابقة مؤلمة. لكن طب الأسنان، في عصرنا التقني هذا، يشهد تطوراً كبيراً على كافة الأصعدة، سواء في مجال التكنولوجيا الطبية مروراً بتطور أساليب التخدير والتحكم بالألم وانتهاءً بتطور خبرات وقدرات الأطباء في هذا المجال، فأصبح من غير المنطقي ولا المقبول، أن يتألم المريض على كرسي طبيب الأسنان، خاصة أن طب الأسنان لم يعد ذلك التخصص المحدود في حشو أو خلع الأسنان فقط، بل أصبحت له فروع دقيقة امتدت إلى النواحي الجمالية التي تختص بطب الأسنان التجميلي.

موتمر علمي

* ومن هنا انبثقت فكرة تنظيم أول مؤتمر حول تجميل الأسنان على مستوى منطقة الخليج العربي، والذي يقيمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، تحت رعاية الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ مدينة جدة، وذلك في الفترة من 25 ـ 29 ربيع الأول 1427 هـ الموافق 23 ـ 27 أبريل 2006 بفندق جدة انتركونتننتال. أوضح ذلك في حديث حصري لـ «الشرق الأوسط» الدكتور طارق لنجاوي المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة وقال ان هذا المؤتمر يستقطب عددا كبيرا من الحضور لأهمية المواضيع والأوراق العلمية التي تُطرح من قبل 10 استشاريين عالميين متخصصين عن آخر المستجدات في طب تجميل الأسنان واللثة وزراعة الأسنان وتطبيق الحشوات اللدائنية المفعلة بواسطة الضوء، واستخدام الخزفيات والبروسلين في تجميل الأسنان الأمامية «بطبقة الفينيير» وحشوات الأضراس الخلفية.

ومن جانبه قال الدكتور طارق الجهني الأستاذ المشارك واستشاري طب الأسنان المتقدم بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر عن الأوراق العلمية التي ستناقش في المؤتمر أنها تتعلق بفلسفة الجمال ومناقشة القواعد العلمية لتطبيق صنع ابتسامة جميلة وجذابة.

جديد طب الأسنان

* وأضاف أن المؤتمر سيتطرق إلى جراحات الفك والأسنان التجميلية ودورها في تغيير الشكل العام بطريقة جذرية وأيضا أوراق علمية عن تبييض الأسنان وتطبيقاته المتطورة. كما ستصاحب المؤتمر مناقشاتٌ علمية لحالات تجميلية مستعصية وكيفية الوصول لحلول لها إضافة إلى مناقشة الأوراق العلمية الأخرى. وهناك ورش عمل تطبيقية عن كيفية استخدام الطبقات والحشوات التجميلية واستخدام الخزفيات في طب الأسنان التجميلي وطرق استخدام التصوير الفوتوغرافي في عيادات الأسنان بطريقة عصرية وفعالة بالإضافة إلى حلقات مناقشة علمية مفتوحة للحاضرين. وسيصاحب المؤتمر معرض لأدوات ومواد الأسنان وأحدث التقنيات في مجال طب الأسنان التجميلي. الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر يعتبر الوحيد في مجاله بمنطقة الخليج. وعن أهم أوجه التطور التي يشهدها طب الأسنان يقول الدكتور طارق الجهني الأستاذ المشارك واستشاري طب الأسنان المتقدم بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، أن ذلك يشمل مجال التحكم بالألم والتطور في أسلوب التخدير والمواد المستخدمة، وأيضاً أساليب التخدير الواعي conscious sedation واستخدام غاز أوكسيد النيتروز. وبالنسبة للأطفال، فهناك توجهات جديدة في طرق المعاملة والعلاج بحيث تصبح زيارة طبيب الأسنان رحلة ممتعة للطفل ويكون العلاج جزءا منظومة فيها الكثير من التهيئة النفسية والتعليم لكل من الطفل ووالديه، يختلط فيها العلاج بالكثير من المتعة التي تشمل العاب ومشاهدة أفلام الكرتون. ويضيف الدكتور الجهني أن التطور التقني والقفزة الرقمية التي أصابت كل العلوم من حولنا، أثرت إيجابا على تقنيات وأساليب طب الأسنان، وأصبح منطقيا لحدٍ ما القول ان طب الأسنان الآن قفز قفزات هائلة مقارنة بطب الأسنان قبل عشرة أو خمس عشرة سنة سابقة، وهذا التطور يشمل كل شيء ابتداء من تقنية الأدوات التي دخلت فيها التقنية الرقمية بشكل واسع مثل استخدام الأشعة الرقمية بدلا من العادية والتي هي اقل ضررا بكثير وأكثر فاعلية إلى تقنيات الكومبيوتر والكاميرات الفموية الرقمية. أيضاً شمل التطور مجال تقنية الحشوات التجميلية اللدائنية منها والمتصلبة بالضوء إلى الخزفية والتي تطورت جماليا بحيث تتيح لنا صنع تعويضات فموية تضاهي الطبيعية في الجمال والديمومة. ومن المجالات التي تطورت إلى حد كبير مجال استخدامات الليزر في طب الأسنان، وكذلك تقنيات التبييض المحفز بالضوء، سواء كان بواسطة ضوء البلازما أو الـ «إل إي دي»LED الحديث والتطور أيضاً امتد ليشمل التشخيص بالنسبة للتسوسات بحيث أصبح الآن بالإمكان اكتشاف ما إذا كان التسوس فعالا أو خامدا بواسطة جهاز ليزر متخصص قبل المعالجة، وأيضاً هناك الكثير من الأبحاث تدور حول إمكانية إيقاف نشاط التسوس السني.

نحن الآن في عصر طب الأسنان المجهري بحيث أن الفكرة القائمة هي في المحافظة بأقصى ما يمكن على ما هو طبيعي ويكون التعويض في حدود ضيقة لا تتعدى المكان المصاب بالتسوس. وفي الحقيقة قد يكون المكان هنا غير متسع ليشمل الحديث عن كافة التطورات في مجالات طب الأسنان المختلفة لأنه يوميا تخرج لنا مراكز الأبحاث بتطورات جديدة.

التبييض المحفز بالضوء

* تقنية التبييض ليست حديثة وهي مجربة لفترة طويلة وكافية لأن نجزم علميا أن لا أضرار حقيقية لها إن استخدمت بطريقة سليمة، بل هي من أكثر التقنيات التجميلية فاعلية وأقلها جهدا وتكلفة. والجديد فيها هو تقنية التحفيز بواسطة الضوء التي مرت بمراحل عديدة وبأساليب مختلفة ومصادر ضوئية متعددة منها الليزر والبلازما والـ «إل إي دي» LED وأيضاً الضوء العادي المركز، ولكل تقنية مميزات وعيوب إلا أن المستخدم الآن بفاعلية هو تقنية ضوء البلازما والتقنية الحديثة لضوء الـ «إل إي دي»LED البارد.

وبالنسبة للألم فهو غير وارد، وإن ما يحدث للبعض هو حساسية في الأسنان مؤقتة تجاه البارد والحار لدى نسبةٍ ممن يبيضون أسنانهم. وبالنسبة لعودة الاصفرار للأسنان، فإن عملية التبييض إن تمت بشكل سليم وكاف فان نسبة نكوص اللون تكون قليلة جدا وان حدثت فان اللون لا يعود أبدا لنفس درجة الاصفرار. وأطباء الأسنان يدعون الجميع دائماً مشجعين على القيام بتبييض أسنانهم.

طب الأسنان المجهري Micro Dentistry يعني الاتجاه في طب الأسنان لاستخدام مكبرات بصرية تتراوح بين عدسات مقربة إلى مجاهر جراحية ضخمة وأيضاً تقنيات المنظار السني لسبر جيوب اللثة والقنوات اللبية العصبية والهدف من هذا كله محاولة التركيز على إزالة الجزء المصاب فقط أثناء المعالجة السنية مع المحافظة على اكبر ما يمكن من السن وأيضاً أهميتها في إجراء جراحات الفم والفكين كما تستخدم في المعالجات اللبية واللثوية الدقيقة.

استخدامات الليزر

* لقد تطور استخدام الليزر في طب الأسنان وامتد ليشمل معالجات الجراحات اللثوية ومعالجات الأسنان وأيضاً تشخيص التسوس. كما يستخدم أيضاً كمحفز ضوئي في بعض أنظمة التبييض أو في الحشوات اللدائنية وإن كان بشكل اقل في التطبيقين الآخيرين. الليزر أيضاً يستخدم في تقنية معامل الأسنان للحام التطبيقات التعويضية المختلفة وبالأخص المصنوعة من مادة التيتانيوم.

ومعظم التقنيات الحديثة والأساليب المتطورة والمثبتة علميا أصبحت تستخدم في أقسام الأسنان المتطورة كما هو الحال بمستشفى الملك فيصل التخصصي لأن الهدف في النهاية هو خدمة المريض والتأكيد على حصوله على ما يستحق من الرعاية والاهتمام. وهذا يشمل حقه في العلاج بواسطة هذه النظم الحديثة والمتطورة. وكتأكيد على الجهود المستمرة للارتقاء بمستوى طب الأسنان في المملكة، يتم إعداد وتجهيز الدورات والمحاضرات التي تتحدث عن طب الأسنان وتقنياته الحديثة.

ويفصح هنا الدكتور الجهني عن اعتزام قسم الأسنان بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة تنظيم لقاء علمي في 17 فبراير من العام المقبل، وسيكون المحور الرئيس هو التقدم التكنولوجي لطب الأسنان وسيصاحب اللقاء معرض متكامل تعرض فيه الشركات احدث التقنيات في أجهزة التصوير الرقمي الفموي وأجهزة التبييض المحفز بالضوء على اختلاف أنواعها. وأخيرا يؤكد الدكتور الجهني على أمرٍ غاية في الأهمية وله علاقة بنجاح العمل بعيادات الأسنان ألا وهو موضوع مكافحة العدوى في عيادات الأسنان، فالتعقيم إن لم يكن بشكل دقيق وفعال قد يساعد في تحول حياة الإنسان من مريض يشتكي من شكوى بسيطة إلى مريض بمرض عضال لا قدر الله. فالحرص على اختيار المكان الأنسب لعلاج الأسنان والذي يضمن عناية فائقة بالنسبة للتعقيم أمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.