اختبار لقاحات وعقاقير مضادة لسرطان عنق الرحم

التدخين يرفع احتمالاته ونصائح بفحص مسحته بشكل دوري

TT

أعلن في العاشر من هذا الشهر بالولايات المتحدة عن بدء المرحلة الثانية من دراسة عقار جديد لمعالجة حالات التغير في خلايا عنق الرحم ذي الاحتمال شديد الخطورة، للتحول الى خلايا سرطانية. ونشر الباحثون من جامعة دارتماوث في نيوهامبشر نتائج جيدة لمتابعة تأثير لقاح سرطان عنق الرحم بعد خمس سنوات من تناوله. كما أكدت دراسة من جامعة أكسفورد أن تدخين النساء عامل قوي في ظهور سرطان عنق الرحم لديهن يُضاف الى فيروسات بابيلوما البشري.

تدخين الشابات

* الباحثون من جامعة أكسفورد ببريطانيا أثاروا من جديد تأثير التدخين على ظهور سرطان عنق الرحم، وكانت دراستهم ضمن جهود التعاون الدولي للدراسات الإحصائية حول سرطان عنق الرحم، وشملت مراجعة 23 دراسة حول تأثير التدخين عليه، والتي ضمت بمجملها أكثر من 23 ألف امرأة ممن كن غير مصابات بهذا النوع من السرطان.

وذكرت الدكتورة إيمي بيرينغتن في بحثها المنشور بالمجلة الدولية للسرطان، أن التدخين أحد العوامل المهمة في الإصابة بسرطان عنق الرحم، ويرفع بنسبة 60% من احتمالات ظهوره لدى المدخنات مقارنة بمن لا يدخن من النساء. وأكدت أن زيادة كمية السجائر المدخنة يومياً وصغر سن المرأة حين البدء فيه يرفع من احتمالات ذلك. علاج وقائي

* ومن الناحية الطبية، يعتبر ظهور تغيرات ذات طبيعة متقدمة في شكل خلايا عنق الرحم high-grade cervical intraepithelial neoplasia أحد أقوى المؤشرات على قرب تحولها الى خلايا سرطانية، وبالتالي بدء النمو المرضي لسرطان عنق الرحم. ويرتبط في الغالب ظهور هذا التغير المرضى في خلايا عنق الرحم بالإصابة بأحد فيروسات الأمراض الجنسية من نوع بابيلوما البشري human papillomavirus (HPV).. وطرحت إحدى الشركات الأميركية دواء جديداً عبارة عن هلام أو جل مهبلي intravaginal gel تستخدمه المرأة موضعياً، ويُسمى حتى اليوم عقار إيه ـ 007( A-007 ) لمعالجة هذه الحالة. وتسعى الدراسة التي ستبدأ قريباً فحص تأثيره في إزالة ووقف نمو هذه الخلايا قبل تحولها الى سرطان، وكذلك الى التأكد من آمان استخدامه. وستشمل 250 امرأة مصابة، يتم انتقاؤهن من 25 مركزاً طبياً في الولايات المتحدة، ومن المتوقع ظهور نتائجها بحلول نهاية عام 2007.

من جهتهم، يقول الباحثون من جامعة دارتماوث إن متابعة أكثر من 1100 امرأة تلقين لقاح سيرفاريكسCervarix لمنع نشوء سرطان الرحم أظهر وقاية بنسبة 70% خلال ما يقارب خمس سنوات من المتابعة، وفق نتائج دراستهم المنشورة في العدد الحالي من مجلة لانست العلمية. وهذا اللقاح موجه نحو فيروس بابيلوما البشري المسبب لغالبية حالات سرطان عنق الرحم، وتحديداً نحو ما يسبب 70% من الحالات وهما نوع 16 ونوع 18 من أنواع الفيروس، إضافة الى تأثيره على نوعين آخرين منها هما نوع 45 و 31. وسبب ذكر الأنواع هنا هو أن هناك 100 نوع من عائلة فيروسات بابيلوما البشري، تتسبب في ظهور 90% من حالات الثآليل genital warts للأعضاء التناسلية لدى الجنسين. وينتقل 30 نوعاً منها بالاتصال الجنسي، وتسبب 10 أنواع منها ظهور سرطان عنق الرحم. نتائج الدراسة أظهرت فاعلية وأماناً، لكن مدة المتابعة قصيرة نسبياً، ولذا لا يُعلم ما هي المدة التي بعدها يضعف تأثير اللقاح وبالتالي ستحتاج المرأة أخذ جرعة منشطة من اللقاح لتحقيق استمرار المفعول. من أجل ذلك تقول البروفيسورة داينا هاربر الباحث الرئيس في الدراسة إن هذا يعني أيضاً أن اللقاح لا يلغي أهمية إجراء فحص مسحة عنق الرحم بشكل دوري.

وبالإضافة الى لقاح سيرفاريكس فإن هناك لقاحا آخر جديدا يُدعى غاردازيل Gardasil من إنتاج شركة أخرى، موجه نحو أربعة أنواع من فيروسات بابيلوما، وينتظر أن يحصل على إذن السلطات الصحية في الولايات المتحدة للبدء باستخدامه في دراسات التأكد من الآمان والفاعلية مع نهاية العام الحالي.

وتشير الاحصاءات الحديثة الى أن سرطان عنق الرحم هو ثاني أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء، ويتسبب بوفاة أكثر من نصف مليون امرأة في شتى بقاع العالم سنوياً.

مسحة عنق الرحم

* إجراء الطبيب لمسحة عنق الرحم هو أحد أهم الخطوات الأساسية للكشف عن وجود سرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة. ويتم فيه أخذ عينة من طبقة الخلايا الحية الخارجية المغلفة لمنطقة عنق الرحم بما يُمكن من اتخاذ الخطوات العلاجية الحاسمة، في حال وجود أي اضطرابات في شكل نمو الخلايا تلك.

وتشير الإرشادات الطبية لرابطتي أمراض النساء والولادة، وأطباء الأسرة في الولايات المتحدة الى أن المرأة عليها أن تُجري الفحص هذا لأول مرة بعد بدء ممارسة الجنس أو في عمر الثامنة عشر. ثم عليها أن تقوم بالفحص مرة سنوياً. وإذا ما كانت النتائج سليمة لمدة ثلاث سنوات متتالية، أي نتائج ثلاث عينات، فإنها يُمكن بعد هذا أن تقوم بالفحص مرة كل ثلاث سنوات طوال العمر حتى بعد بلوغ سن اليأس. هذا ما لم يكن للطبيب المتابع رأي آخر بناء على مجمل حالة المرأة الصحية أو وجود عوامل قد ترفع من احتمالات الإصابة بسرطان عنق الرحم لدى المرأة، إذْ يجب حينها اتباع إرشاداته. وترى بعض المصادر الطبية أن المرأة التي قامت بشكل منتظم بإجراء الفحص حتى بلوغ سن 65 سنة وكانت كل النتائج سليمة فإن طبيبها ربما يرى في الغالب عدم الحاجة بعد هذا السن لإجراء الفحص، لكن القرار هنا يُترك أيضاً للطبيب المتابع.

عوامل الخطورة

* أهم عوامل خطورة الإصابة بسرطان عنق الرحم هي الممارسات الجنسية الخاطئة والتعرض بالتالي الى الإصابة بأحد الأمراض الجنسية. فالبدء بممارسة الجنس قبل سن العشرين وتعدد الشركاء مع عدم اتخاذ أي من الاحتياطات للحيلولة دون الإصابة بالأمراض الجنسية، إضافة الى التدخين كلها عوامل ترفع من احتمالات ظهور سرطان عنق الرحم. ويرى كثير من الهيئات الطبية أن مجرد البدء بممارسة العملية الجنسية قبل سن العشرين لا يعني وحده رفع احتمالات ظهور سرطان عنق الرحم في مراحل تالية من العمر، بل هي الأمور الأخرى المرتبطة بانفلات الممارسات الجنسية كتعدد الشركاء، أو تكرار إصابة الشريك بالأمراض الجنسية التي ينقلها واحدة تلو الأخرى لشريكة حياته.