الصفراء عند حديثي الولادة

تكسر الكريات الحمراء يتسبب في 60% منها ولبن الأم في 2% فقط

TT

* صفراء حديثى الولادة Neonatal Jaundice هو من الأمراض الشائعة والتي تصيب أعدادا كبيرة من الأطفال، خاصة حديثي الولادة، ومن حسن الحظ أن هذا المرض يكون علاجه في معظم الحالات سهلا وفعالا. ويظهر المرض بعلامات مرئية وواضحة على جسم الطفل وعينيه، وأول تلك العلامات ظهور الاصفرار على الجلد وعلى بياض العين وتحت الأظافر نتيجة زيادة مادة الصفراء الناتجة عن تكسير كريات الدم الحمراء بعد الولادة. ويبدأ الاصفرار من الرأس حتى يصل إلى القدمين. ومادة الصفراء تُفرز بشكل طبيعي عن طريق الكبد إلى الأمعاء ثم تخرج مع البراز.

أنواع الصفراء الدكتور ضياء الدين أيوب استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى باقدو والدكتور عرفان العام بجدة، يصنف الصفراء في الأطفال حديثي الولادة إلى الأنواع التالية: 1 ـ الصفراء الطبيعية (الفسيولوجية):

يوجد هذا النوع من الصفراء في حوالي 60% من حديثي الولادة نتيجة عدم اكتمال نمو الكبد وبالتالي عدم المقدرة على التخلص من الكمية الزائدة من الصفراء الموجودة في الدم. ويبدأ هذا النوع من اليوم 3 ـ 5 ويختفي بعد 10 أيام أو أسبوعين.. وعادة لا يصل إلى النسب الخطيرة ولا يحتاج إلى أي علاج إلا في حالات نادرة وذلك إذا ارتفع المعدل عن نسبة 18 ـ 20% ملجم.

2 ـ الصفراء نتيجة الرضاعة من لبن الأم: يحدث هذا النوع في 2% فقط من حديثي الولادة نتيجة إفراز إنزيم معين في لبن الأم يساعد على امتصاص الصفراء من الأمعاء بعد إفرازها من الكبد.. ويبدأ هذا النوع بعد 4 ـ 7 أيام ويستمر بين 3 ـ 10 أسابيع. وعلاج هذا النوع يتم عن طريق زيادة عدد الرضعات من صدر الأم بمعدل كل 2/11 ساعة إلى 2/12 ساعة، حيث ان ذلك يسبب في زيادة عدد مرات البراز وبالتالي خروج الصفراء مع البراز بسرعة.

وإذا لم يتحسن الطفل على هذه الطريقة من الممكن إعطاء حليب صناعي بالتبادل مع لبن الأم لمدة 3 أيام ثم يرجع إلى لبن الأم ثانياً.. في حالات قليلة 1% قد ترتفع النسبة إلى 20% ملجم.

3 ـ الصفراء نتيجة اختلاف فصائل الدم بين الطفل والأم: في بعض الأحيان يمكن ظهورها لاختلاف فصائل الدم لكل من الأم والطفل الرضيع، خصوصاً الموجب والسالب من فصيلة عامل ريسوس Rh factor. وينتج عن ذلك حدوث مضادات ضد كرات الدم الحمراء للطفل عن طريق الأم وينتج عنها تكسير شديد في كرات الدم الحمراء للطفل وذلك يؤدي إلى ارتفاع شديد في نسبة الصفراء إلى معدلات عالية تصل إلى 20 ـ 25% ملجم وغالباً ما يحدث ذلك في خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى وإذا لم يتم علاجه بطريقة صحيحة قد يؤدي إلى الصمم وضمور المخ. والطفل المولود بهذه الحالة قد يولد ميتاً، أو يموت في خلال أيام من الولادة، وفي حالات قليلة فإن الشفاء قد يتم بعد حدوث أعراض بسيطة للمرض. يتم علاج الطفل المصاب بالصفراء نتيجة اختلاف فصيلة (Rh )، أولا بالولادة المبكرة وثانياً بتغيير دمه قبل أن تصل نسبة الصفراء إلى الحدود الخطرة كما يتم تعريضه لضوء النيون لتخفيض نسبة الصفراء في الدم.

ومن الممكن منع هذا الارتفاع الشديد في نسبة الصفراء عن طريق تغيير الدم إذا لزم الأمر إضافة إلى استخدام الأشعة البنفسجية.

ولقد طرأت تحديثات في هذا الموضوع بناء على التوصيات العالمية الجديدة عن طريق الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP مع التعرض لأسباب حدوث المضاعفات وكيفية منعها ويتم ذلك حسب عمر الطفل بالساعات مع معدل ارتفاع الصفراء والتدخل بالعلاج الضوئي أو تغيير الدم عند معدلات معينة جديدة.

لقد أصبح من الممكن منع إنتاج الأجسام المضادة لكريات الدم الحمراء للجنين بسبب فصيلة ريسوس (Rh) بنسبة تصل إلى 100% وذلك بإعطاء الأم نوعاً من أنواع الجلوبيولين يسمى (Rh GAM) بعد الولادة بـ 36 ـ 72 ساعة.

كما ينبغي الوقاية بعمل الفحص الطبي قبل الزواج ومعرفة فصيلة الدم للأفراد المقبلين على الزواج لتلافي حدوث هذا المرض أو للمتابعة الصحية إذا تم الزواج مع اختلاف في فصائل Rh.