التشخيص المبكر والتحاليل المناسبة تساعد على إنقاذهم من فقد إبصارهم

TT

تعتبر متلازمة ارتفاع الضغط بالمخ أو متلازمة ورم المخ الكاذب لدى الأطفال من الأمراض الخطيرة جداً، حيث يزداد الضغط داخل المخ فيما يعرف بـ «الورم الكاذب» مما يؤدي إلى حدوث ارتشاح وتورم بقاع العين، حول العصب البصري، مما يسبب ضموراً فى العصب البصري وفقد الإبصار. ويصيب المرض تقريبًا طفلاً من كل عشرة آلاف . والتشخيص المتأخر أو الخاطئ وعدم إجراء التحاليل والأبحاث اللازمة في الوقت المناسب تؤدي كلها إلى صداع منهك للطفل والأخطر من ذلك أنه يؤدي إلى فقدان البصر.

يقول الدكتور ماهر خليفة: استشاري طب الأعصاب للأطفال، مستشفى باقدو والدكتور عرفان العام بجدة ان هذا المرض يختلف في الأطفال عنه في الكبار بحيث أنه لا يوجد فرق في الجنس بين الذكور والإناث عند الأطفال، بينما يصيب هذا المرض غالباً الإناث أكثر من الذكور لمن هم في العقد الثالث والرابع من العمر، وغالباً ما يعانون من الزيادة في الوزن، بينما نجد أن السمنة ليس لها دور مهم عند الأطفال كما هو الحال في الكبار، ومن جانب آخر نجد أن الأعراض المتعارف عليها لدى الكبار لا توجد إلا في أقل من 50% من الأطفال.

* أعراض وأسباب

* لذا توصي الدراسات طبيب الأطفال أو طبيب أعصاب الأطفال أن يكون فطنًا لهذا المرض، وأن يحمل مؤشر شك عالٍ لهذا المرض، والاختلاف الأهم هو أن هذه المتلازمة دائمًا ما يكون وراؤها سبب لدى الأطفال عكس الكبار، حيث ان معظمها يكون بدون سبب، ففي الفحص الإكلينيكي (السريري) لا نجد شيئاً بالمريض سوى الارتشاح المائي ببقاع العين (حول العصب البصري)، وبعمل الأشعة المقطعية على المخ أو أشعة الرنين المغناطيسي، أيضاً، لا نجد ورماً بالمخ رغم أن الأعراض تشبه ورم المخ، ولهذا يسمى بالورم الكاذب، حيث إن نتيجة الأشعة تكون سلبية.

وفي حالة كون الحالة حادة يُفاجأ المريض بأن حالة الإبصار أخذت تتدهور بسرعة، مما يؤدى إلى فقد الإبصار في يوم أو يومين. ولن يكون هناك مجال للعلاج الدوائي، بل يتحتم عمل بذل للسائل النخاعي فوراً لتقليل الضغط، وتحسين حالة الإبصار.

أما إذا حضر المريض في حالة متدرجة في خلال أسابيع أو شهر فهذه لا تسبب خطورة على العصب البصري مما يعطي فرصة للعلاج الدوائي أولاً، بإعطاء المريض أدوية تساعد على تقليل الضغط بالمخ مع المتابعة المستمرة، وغالباً يتحسن المريض في خلال أسابيع وإلا فلا بد من اللجوء للعلاج الجراحي.

ومن الأسباب الشائعة فقر الدم مثل: نقص الحديد، وأنيميا الخلية المنجلية. ومن الأسباب أيضاً تناول بعض الأدوية مثل: مركبات السلفا. ومن الأمراض التي تؤدي إلى مثل هذه الحالة التهاب الجهاز التنفسي العلوي والتهاب الأذن، ونقص الكالسيوم. لذلك فإن الدراسات أيضاً، توصي بالتركيز على الفروق بين هذه المتلازمة للحالات بين الأطفال والكبار. ويساعد في ذلك، كثيراً، وسائل التشخيص الحديثة مثل: الرنين المغناطيسي للمخ ومحجرة العين، وهي من الوسائل التي تساعد على استبعاد أمراض أخرى تؤدي إلى نفس الأعراض.

ولعلاج هذا المرض وتشخيصه يحتاج الأمر إلى فريق عمل من طب الأطفال وأعصاب الأطفال وطبيب العيون وجراح المخ والأعصاب، حيث ان بعض الحالات تحتاج إلى تدخل جراحي لخفض الضغط على عصيب البصر.

الخلاصة الذهبية: التشخيص المبكر والتحاليل المناسبة، يساعدان على إنقاذ الأطفال من فقد البصر.