ربع سكان السعودية يعانون من مرض السكري

تقع ضمن أول 10 دول في العالم تعاني من البدانة .. ونسبة أمراض الكلى فيها وصلت إلى 20 %

TT

في ختام فعاليات المؤتمر السنوي للغدد الصماء والسكري، الذي نظمه المستشفى السعودي الألماني بجدة، على مدى أربعة أيام، أوضحت الدكتورة همت عليوة الحداد، رئيسة المؤتمر واستشارية الغدد الصماء، أن المؤتمر قد ركز في جلساته العلمية على مشاكل السمنة وطرق علاجها طبيا وجراحيا وبجراحة التجميل، وقد كان هناك إجماع على أن يتم تعريف الشخص البدين بناء على مقاييس الطول ومساحة سطح الجسم. ومن اللافت للنظر من خلال الأبحاث التي عرضت في هذا المؤتمر، أن مرض السكري عند الأطفال، قد أصبح في ازدياد واضح بسبب البدانة التي أضحت ظاهرة شائعة بينهم، وأن علاج هؤلاء الأطفال أصبح معتمداً على الحبوب الدوائية والحمية مثلهم مثل الكبار، وليس بعلاج السكري المعتمد على الأنسولين كما كان في السابق.

إصابات السكري

* وقد اتضح من الدراسة التي قدمها للمؤتمر البروفيسور أسامة حمدي، استشاري الغدد الصماء والسكري والسمنة من جامعة هارفارد الاميركية ضمن محاضرته عن السمنة، أن نسبة داء السكري في السعودية، قد ارتفعت كثيراً حتى وصلت بين 20 و25% من عدد السكان، كما أن المملكة العربية السعودية قد أصبحت من ضمن أول 10 دول في العالم تعاني من السمنة بنسبة مرتفعة.

كما اهتم المؤتمر بمناقشة المضاعفات الشائعة لمرض السكري، ومنها مشاكل القدم السكري وكيفية علاجها طبيا وجراحيا وبالاستعانة بجراحة الأوعية الدموية، حيث أن الالتهابات في القدم السكري، إن لم يحسن تشخيصها وعلاجها في وقت مبكر من الإصابة بها، فمن الممكن أن ينتهي الأمر بها إلى بتر الساق.

ومن مضاعفات مرض السكري التي اهتم بها المؤتمر أيضاً، تأثر الكلى لدى مريض السكري الذي لا ينتظم في علاجه وتظل نسبة سكر الدم عنده مرتفعة معظم الوقت. وقد أشار الى ذلك الدكتور محمد الصاوي، استشاري الباطنية وأمراض الكلى بجامعة كوين في كندا، الذي قدم خصيصا ليشارك بخبرته عن أمراض الكلى المصاحبة لداء السكري، وأكد أن آخر الإحصاءات لديه تشير إلى أن نسبة 20% من الأشخاص في العالم يعانون من أمراض الكلى. وأن مما توصل إليه أن النساء المصابات بالكلى يعانين من قصور في العظام أيضاً، وذلك في الفترة العمرية من 50 إلى 70 سنة وتكون نسبتهم من 30 إلى 35% على خلاف اللاتي لا يشكين من أمراض الكلى، إضافة إلى مشاكل هشاشة العظام والنقص في الكالسيوم وفيتامين (دي) المنتشرة عند النساء بسبب سوء التغذية الصحية وعدم التعرض للشمس والحمل المتكرر، ويجب الإسراع بإعطائهن العلاج المناسب لحماية العظم لديهن، ومنها تناول فيتامين (دي).

البدانة والسكري وعن البدانة ومضاعفاتها، تقول الدكتورة سوسن خنكار، الطبيبة بعيادة السكر بمركز جدة لرعاية مرضى السكري وضغط الدم، أن البدانة تنتج حينما يتزايد حجم أو عدد الخلايا الدهنية داخل جسم الإنسان، وحينما يكتسب الشخص وزنا، فإن هذه الخلايا الدهنية تزيد أولا بالحجم، ثم بعد ذلك يزيد عددها، وأن الوزن الزائد والبدانة من أسباب داء السكري، كما أنها تسهم في ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول مسببةً أمراض القلب وتصلب الشرايين وحدوث الجلطة، كما تؤدي إلى العقم والفشل الكلوي وأمراض المرارة ومضاعفات عديدة للمواليد.

وكحقيقة علمية، فإن البدانة والسكري لا يجتمعان معا في كل الأحوال، فليس جميع الذين لديهم وزن زائد أو بدانة ستظهر عليهم أعراض السكري، وليس جميع مرضى السكري ـ النوع الثاني ـ بدناء. إن احتمال ظهور السكري مع حالات الوزن الزائد تعتمد على مشاركة عدد من العوامل منها:

ـ مقدار الوزن الزائد أو بدانة الفرد.

ـ مستوى الدهون في منطقة البطن.

ـ النزعة والميل الجيني ـ الوراثي لظهور مقاومة الأنسولين.

ـ قدرة إفراز الأنسولين داخل جسم الفرد.

وقد لوحظ ان 80% من المصابين بداء السكري من النوع الثاني، إما تكون لديهم أوزان زائدة، أو بدناء.

علاج طبيعي ودوائي

* يعتبر اتباع الحمية الغذائية وممارسة الأنشطة البدنية هي الأساس الحقيقي لعلاج داء السكري من النوع الثاني، ووجد أن غالبية المصابين بداء السكري ـ النوع الثاني، يمكنهم فقد 5 ـ 10% من أوزان أجسامهم عند تقديم العلاج لهم من خلال فريق طبي يتكون من طبيب واختصاصي تغذية وشخص يقوم بتوعيتهم وتثقيفهم حول داء السكري، كما ان زيادة ممارسة الأنشطة البدنية تلعب دورا مهما في المحافظة على وزن مثالي. إن الغذاء هو جزء أساسي وجوهري في علاج داء السكري ويشتمل على: طعام قليل السعرات الحرارية والطاقة، قليل الدهون والكربوهيدرات. وقد تبين أن أسلوب الحياة المعيشية البسيطة يؤدي لتقليل خطورة ظهور داء السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 60%.

أما العلاج الدوائي، فيشمل:

ـ العقاقير الدوائية التي تعمل على تغيير عملية التمثيل الغذائي.

ـ العقاقير الدوائية التي تقلل من تناول الطعام والغذاء.

ـ العقاقير الدوائية التي تزيد من استهلاك الطاقة.

ـ وأخيراً التدخل الجراحي في حالة البدانة الشديدة والحالات الخطرة جدا.

* نصائح للوقاية من الوقوع في «فخ» البدانة: ـ تناول الأم لقدر ملائم من الغذاء أثناء الحمل.

ـ تعريف المولود على أطعمة وأذواق غذائية مختلفة بعد الرضاعة الطبيعية.

ـ ظهور تذوق للفاكهة والخضروات وتناولها في مرحلة عمرية مبكرة.

ـ الحث والتشجيع على الأنشطة البدنية أثناء الطفولة.

ـ المحافظة على تناول أغذية قليلة السعرات الحرارية والطاقة.

ـ تزويد الأطفال بأدوات الأنشطة البدنية المختلفة والمتنوعة.

ـ الحث على إتباع العادات السليمة وطريقة المعيشة الصحيحة في المجتمع.

ـ تعليم وتدريس العادات الغذائية الصحية وتوفير الأغذية والأطعمة الصحية بالمداري.

ـ مراقبة أوزان الأطفال.

ـ وضع علامات إرشادية على الأطعمة وأن تكون أحجامها بنسب صغيرة وأسعارها مخفضة.