تركيب أول مضخة لقراءة سكر الدم وضخ الأنسولين في السعودية

إنجاز رائد لمرضى السكري

TT

ظل مرضى السكري المعتمدون على حقن الأنسولين اليومية في علاجهم، يعانون من ألم ومضاعفات تلك الحقن ردحاً من الزمن. والعلماء لم يألوا جهداً في إيجاد حلول لتخفيف تلك المعاناة، وكان منها إنتاج نوع من الأنسولين طويل المفعول يعطى مرة واحدة يومياً، وإنتاج قلم خاص لحقن الأنسولين، لكنه أقل إيلاماً من الحقن العادية، ويعطي دقة أكبر في تحديد الجرعة المطلوبة. ثم تم إنتاج الأنسولين عن طريق الاستنشاق بدلاً من الحقن، وقد تم التصريح بإنتاج الدواء مع بداية عام 2006 باسم إكسيوبيرا Exubera. بعد ذلك حدث الاكتشاف العظيم لزرع خلايا البنكرياس في جسم المريض بالسكري لإفراز ما يحتاج إليه الجسم من الأنسولين.

وفي نفس الوقت توصل العلماء إلى تصنيع مضخة الأنسولين، وهي عبارة عن جهاز صغير مملوء بالأنسولين يتم تعليقه حول الوسط ويخرج منه أنبوب صغير يزرع تحت الجلد ليضخ الأنسولين داخل الجسم بشكل متواصل، ويتم برمجته على حسب احتياج المريض ونتائج القياس التي يجريها. وبذلك تمكن المريض من الحصول على أفضل تحكم في مستوى السكر في الدم، مما يقلل من التعرض لمضاعفات مرض السكري على المدى الطويل مع عدم الحاجة إلى أخذ الحقن اليومية عدة مرات. وقد حدث تطور في تصميم هذه المضخات لتلافي العديد من العيوب وتصميم عوامل حماية تقي من المشاكل التي يمكن التعرض لها مثل إعطاء إنذار عند حدوث انسداد في المضخة أو عدم التداخل بينها وبين الأجهزة الالكترونية الأخرى مثل الهاتف الجوال. ثم شهدت صناعة أنواع مضخات الأنسولين تطوراً كبيراً على صعيد العلاجات الجديدة لمرض السكري، ولم تعد وسيلة لإعطاء هورمون الأنسولين فحسب، بل تم ربطها بسكر الدم لتقوم بقراءة نسبة سكر الدم ومن ثم إعطاء الأنسولين حسب هذه القراءة. وفي أحدث انجاز في هذا المجال، تقول الدكتورة ثناء عامر، استشارية أمراض الغدد الصماء وطب الأطفال ورئيسة مركز السكر والغدد الصماء بمستشفى باقدو والدكتور عرفان بجدة، بأنه تم اخيرا في المستشفى تركيب أول مضخة أنسولين لقياس السكر على مستوى السعودية، حيث قامت الدكتورة ثناء عامر مع فريق المركز بالمستشفى بتركيب أول مضخة للأنسولين تقوم بقياس السكر أوتوماتيكيا، وهذه المضخة لم يتم استخدامها في السعودية من قبل. وقد تم تركيب 21 مضخة أنسولين بالمركز للأطفال من قبل، لكن بدون ميزة قياس السكر.

ـ تقوم المضخة بضخ الأنسولين بصورة منتظمة طوال الـ 24 ساعة، وبنسب تحدد بواسطة الطبيب وحسب احتياج الجسم.

ـ تضخ كمية من الأنسولين تتناسب مع كمية الأكل في كل وجبة وتضخ كمية أنسولين مناسبة لتصحيح معدل السكر في حالة ارتفاعه.

ـ وهناك ميزة إضافية لهذه المضخة، وهي أنها تقوم بقياس السكر في الدم، فلا يحتاج المريض إلى القيام بقياس السكر عن طريق الوخز كما هو المعتاد بواسطة الأجهزة المنزلية المعروفة. وهذه خطوة جديدة ورائدة، حيث إنها تساعد المريض على التعامل مع السكر والحفاظ على معدلاته في الحدود الطبيعية لتفادي حدوث أي مضاعفاته.