بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة*

TT

توتر القولون العصبي أيام الامتحانات

* من الأخطاء الشائعة بين الطلبة السهر طويلاً في ليالي الامتحانات وهو عادة سيئة لها سلبيات عديدة، أكثر من الايجابيات التي يتطلع إليها هؤلاء الطلبة. ومن ذلك عدم الاستطاعة التركيز أثناء أداء الاختبار، وعدم القدرة على استرجاع المعلومات بطريقة جيدة وسريعة. وهناك جانب آخر على درجة كبيرة من الأهمية وهو اضطرار هؤلاء الطلبة لتناول وجبة العشاء من المطاعم ذات الخدمة السريعة، والتي بلا شك يفتقد معظمها إلى وسائل النظافة المطلوبة والى الجوانب الصحية الأخرى، كما أن محتوياتها تكون عالية الدهون وفقيرة في العناصر الغذائية الأساسية. مما يعرض هؤلاء الأشخاص إلى الإصابة بأعراض اضطرابات الجهاز الهضمي مثل المغص والشعور بالانتفاخ ونوبات الإسهال. وهذه كلها علامات مألوفة تدل على توتر القولون العصبي الذي يصاحب مثل هذه الظروف النفسية الطارئة التي يمر بها الطلبة أثناء أداء الامتحانات، خاصة إذا كانت هناك ضغوط من الأسرة والأهل من أجل الحصول على معدلات عالية ونتائج متفوقة.

هذه الأعراض الطارئة قد تفقد الطالب سيطرته على الموقف وتتسبب في حصوله على نتائج عكسية غير مرضية له ولأهله.

ومن الوجهة الطبية، فإننا نحتاج إزاء هذه الأعراض القيام بالتشخيص الدقيق بأنها لا تعدو كونها تلك الأعراض المألوفة لتوتر القولون العصبي الطارئ، وعندها يمكن طمأنة الطالب المصاب بأن هذه الأعراض ليست خطيرة، وأنها مؤقتة وسوف تزول بزوال وانتهاء تلك الظروف الطارئة في حياة الطالب. كما يجب تعديل نظام العادات الغذائية التي ترافق هذا الموسم بضرورة الانتظام في تناول الوجبات الغذائية في وقتها ومن مصادر موثوق بها من ناحية النظافة ومكونات العناصر الغذائية وبالطبع يأتي في مقدمتها ما يتم إعداده في المنزل. أما عن احتمال تناول أدوية مهدئة ومسكنة، فإننا لا ننصح بها إذا كانت مجرد أعراض طارئة ومؤقتة، بعكس إذا كان الطالب معروفاً عنه أنه مريض قديم بتوتر القولون العصبي فهنا يجب أن يتناول نفس العلاج الموصوف له سابقاً ولا يتوقف عنه أبداً.

أهمية العلامات الإنذارية لنوبات الصرع

* من الأخطاء الشائعة التي تقع عند التعامل مع بعض الحالات المرضية وتكون لها آثار سلبية على المرض والمريض نفسه، التجمع حول مريض الصرع أثناء حدوث النوبة ومحاولة إيقاظه من النوبة قبل انتهائها، وكذلك عدم إفهام المريض بماهية هذا المرض وطرق التعرف على العلامات الإنذارية التي تسبق النوبة لأخذ الحيطة والسلامة منها.

الصرع ظاهرة مرضية ذات نوبات مختلفة تحدث إما تلقائيا أو كرد فعل لمثير يتفاعل معه الدماغ. ويصيب 0.5 ـ 5% من سكان العالم. ومن المؤكد أن للوراثة دوراً في الإصابة بالصرع، فهو يصيب 50% من الأطفال الذين يولدون من أبوين مصابين بالصرع. وللتغلب على الإصابات التي تنتج عن نوبات الصرع المفاجئة، يجب أن يتم تدريب المريض وتعريفه بماهية مرضه وكيفية التعرف على العلامات التحذيرية التي تسبق حدوث النوبة وهي:

شعور المريض بأعراض غير مألوفة كثقل في الصدر، ألم في المعدة، انتفاخ في البطن، تغير في طعم الفم والحلق، زغللة في الرؤية، غضب غير مبرر، ثورة وهياج، صراخ دون سبب. الخ. ثم تحدث النوبة بعد ذلك بفقدان الوعي والتشنج غير الإرادي كما في حالة النوبة الكبرى. ويعقب ذلك مرحلة الغيبوبة التي تختلف مدتها من مريض لآخر، ثم يستعيد المريض وعيه تدريجيا بعد نوم عميق ويكون مرهقاً وتعباً ومشوش الفكر والكلام.

يجب على المريض عند حدوث تلك العلامات أن يرتمي على الأرض أو على سرير منخفض ويستنجد بمن حوله من المدربين على الإسعافات الأولية لإسعافه، وأن يبتعد عن الأماكن الخطرة كالمرتفعات والسلالم والأفران والمكائن وحمام السباحة وأن يتوقف عن قيادة المركبة لحماية نفسه من الأضرار التي قد تحدث له. وعلى المجاورين له (المدربين فقط) إسعافه بالإمساك به وتثبيت الفك والمفاصل حتى لا تحدث أضرار خطيرة من جراء التشنجات الحادة كالجروح والخدوش وعض اللسان وإصابات الرأس وكسور الأطراف، وأن لا يتم إيقاظه حتى تنتهي النوبة بشكل نهائي ويفيق بنفسه.

حذار من نومة الطفل «الجهنمية»

* من الأخطاء الشائعة في معظم مجتمعات العالم استمرار تنويم الطفل على بطنه حتى يكبر فيتعود تلك الطريقة للنوم ولا يرضى بغيرها بديلاً ولن تنجح سواها في إخضاعه للخلود للنوم والسكون.

وكثير ممن تعودوا النوم على البطن يتعرضون لمشاكل صحية مختلفة، ابتداءً من حدوث أزمة تنفسية وانتهاءً بالموت المفاجئ الذي أثبتته عدة دراسات توصلت إلى ارتفاع نسبة حدوثه لثلاثة أضعاف عند النوم على البطن بدلاً من النوم على أحد الجانبين.

إن النصيحة الطبية لتنويم المواليد والأطفال في شهورهم الأولى على البطن لها أسبابها، مثل صغر سن هذا المخلوق وتعرضه باستمرار للتقيؤ المفاجئ في غياب مراقبة الأم وللتخلص من الغازات في الجهاز الهضمي إضافة إلى أن جسم الطفل في هذه السن يكون ليناً مرناً مما يبعده عن احتمالات حدوث المضاعفات التي تحدث عادة للكبار.

إن النوم على البطن مكروه شرعاً، وقد وصف هذه النومة النبي (صلى الله عليه وسلم) بأنها (نومة جهنمية) وأنها (ضجعة أهل النار) وإنها (ضجعة يبغضها الله عز وجل). وقد أثبت الطب الحديث مضار النوم على البطن، ومنها:

ـ انثناء الفقرات في منطقة الرقبة مما يؤدي إلى آلام في الرقبة والكتفين وخاصة لدى الذين يعانون من تيبس وخشونة في فقرات العمود الفقري.

ـ إعاقة ومنع القفص الصدري من التمدد والتقلص بحرية تامة عند الشهيق والزفير مما يؤدي إلى ضيق في التنفس فتقل كمية الأوكسجين المطلوبة لاستمرارية الوظائف الحيوية في الجسم وخاصة الدماغ. بينما يعتبر النوم على الجانب الأيمن من الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة القصبة الهوائية اليسرى من الرئة.

ـ عسر الهضم وصعوبة إفراغ المعدة لمحتواها من الطعام وارتجاع الحامض المعدي إلى المرئ خاصة عند الذين تعودوا النوم مباشرة بعد تناول وجبة العشاء.

ـ صعوبة الاستيقاظ صباحاً مع الشعور بالكسل والخمول وعدم الإحساس بكفاية النوم. ولهذا تنصح الأمهات بتعويد أطفالهن العودة إلى النوم على الجانب الأيمن مبكراً حسب ما ندب إليه ديننا الحنيف وما أثبت فوائدَهُ الطبُ الحديث.

* استشاري في طب المجتمع