أستشارات طبية

TT

* غسيل الكلى أم الزراعة > والدي مُصاب بالسكري وارتفاع ضغط الدم، عمره 56 سنة، تقول الطبيبة أنه سيحتاج الى غسيل كلى قريباً، هل أتبرع له بكليتي؟

عبد الوهاب م ـ الرياض.

ـ هذا الملخص المهم من رسالتك. الذي قالته الطبيبة مهم في معناه، وهو أن هناك تدهوراً متقدماً في قدرة الكليتين على تنقية الدم، وعلى تزويد الجسم بعدد من المركبات الكيميائية من هورمونات وغيرها والمهمة في تنظيم عمليات حيوية في الجسم، كبناء العظم وإنتاج خلايا الدم الحمراء وغيرهما من الوظائف الواسعة للكلى.

تدهور الكلى غالباً ناتج عن تأثرها بارتفاع ضغط الدم وبمرض السكري. والضروري هو إدراك أن وتيرة التدهور من الممكن كبحها بانتظام معدل الضغط ونسبة سكر الدم لتخفيف العبء على وظائف الكلى. ولذا فإن المدة ما بين حال والدك الآن وبدء الحاجة الى غسيل الكلى يتفاوت، وهو ما يحتاج متابعة وظائفها وأيضاً كما أشرت ضبط الأسباب المؤدية الى الفشل الكلوي.

زراعة الكلى تغني بالأصل عن الحاجة الى الغسيل، لكن تقرير الوقت المناسب لذلك، ومدى ملاءمة حالتك الصحية للتبرع وسلامة كليتك هي الأخرى، وملاءمة كليتك لجسم والدك، كلها أمور تحتاج الى فحوصات طبية.

ومن الضروري إجراء عملية الزراعة في مراكز جيدة وقادرة على القيام بنجاح في إجراء العملية.

التهيئة لعمليات غسيل الكلى أمر مهم آخر، خاصة فيما لو تقرر إجراء غسيل الدم بجهاز الديلزة. ومن المعلوم أن هناك طريقتين للغسيل إحداهما الديلزة من خلال مرور الدم الخارج من أحد شرايين الجسم في الجهاز ثم عودته الى الجسم بعد تنقيته، وهو ما يتطلب عدة أمور أهمها إجراء جراحة لعمل توصيلة فيما بين الشريان والوريد، وغالباً تتم في المعصم. والنوع الثاني هو غسيل السائل البريتوني، عبر حقن كمية من سائل معين داخل تجويف البطن، وإعادة سحبه بعد بضع ساعات حينما يتحمل بالمواد السمية والفضلات التي على الجسم أن يتخلص منها.

* الدهون والكوليسترول > أجريت لي توسعة الشريان الأمامي في القلب بالقسطرة، ولدي ارتفاع في الكوليسترول الخفيف، وأتناول دواء «زوكور». هل أحتاج أن أقطع تناول الشحوم والزيوت نهائياً وأتحول الى الخضار المسلوقة فقط؟

فريدة أحمد ـ دبي ـ وردت أسئلة متعددة ومشابهة لفحوى هذا السؤال. وهناك نقطة مهمة من سؤالك الذي ذكرت مختصره، وهي أن وقايتك من آثار الكوليسترول الخفيف الضارة على جسمك هي وقاية من النوع المتقدم. أي أنها وقاية من اللازم والضروري أن تكون صارمة في تحقيق خفض نسبة الكوليسترول الخفيف عند تحليل الدم. الطريق الى تحقيق هذه الغاية واضح جداً. ووسائل المعالجة، وليس الدواء الخافض للكوليسترول فقط تحقق هذا الهدف.

مصادر الكوليسترول الخفيف في الجسم هما إنتاج الكبد له ويشكل 80% من نسبة الكوليسترول الخفيف في الدم والوجبات الغذائية وتشكل مصدر 20% مما هو في الدم. ولذا فالعامل المهم في رفع نسبة الكوليسترول الخفيف في الدم ليس الكوليسترول الذي تتناولينه من الطعام، بل هو ما يدفع الكبد لإنتاج مزيد من الكوليسترول الضار. وهذه نقطة عليك استيعابها بتأن.

عوامل رفع إنتاج الكبد للكوليسترول متعددة، أهمها الوراثة، وأيضاً تناول مواد دهنية شحمية من الغذاء، ذات محتوى عال من الدهون المشبعة أو الدهون المتحولة. أما الإكثار من تناول الكوليسترول، أي بكمية تفوق 300 مللي غرام في وجبات الطعام فهو عامل أقل أهمية وإن كان يحتاج الى عناية منك. والعوامل التي تخفف من إنتاج الكبد للكوليسترول الضار هي الأدوية المثبطة لأنزيمات صناعة الكبد للكولسترول كدواء زوكور أو لبتور أو غيرهما مما هو متوفر، إضافة الى جعل أكثر ما تتناولين من دهون غذائية هو من النوع غير المشبع سواء الأحادي أو العديد.

من كل ما تقدم، عليك قطع تناول الدهون المتحولة أولاً كالتي في المأكولات سريعة التناول المقلية بالزيوت المهدرجة كالبطاطا أو الدجاج أو الروبيان أو الهمبورغر. وثانياً الحد بشكل كبير من تناول الشحوم الحيوانية أو الموجودة في مشتقات الألبان، وزيت النخيل وزيت جوز الهند، لأن غالبها دهون مشبعة. وثالثاً الإكثار النسبي من تناول الزيوت النباتية الطبيعية، وأكرر الطبيعية. كالتي في المكسرات أو الطبيعي من زيت الزيتون أو الكانولا أو دوار الشمس أو السمسم. ورابعاً جعل على أقل تقدير وجبتين أسبوعياً من الأسماك والمنتجات البحرية الأخرى. وخامساً تناول الألياف النباتية الذائبة كالتي في البقول أو الحبوب الكاملة، الشوفان أو القمح.

قطع تناول الدهون من الوجبات الغذائية أمر بعيد عن الحكمة، ولا يقوله الأطباء مطلقاً. بل ما يقولونه هو أن تشكل الدهون 35% من طاقة الغذاء اليومي، أي بعملية حسابية تناول 70 غراما منها. وعليك قراءة الملصقات المرفقة بالمنتجات الغذائية لمعرفة كمية الدهون فيها وأنواعها.