الأطفال أكثر ضحايا عضات الكلاب

نصائح وإرشادات لعلاج حالاتها منزليا وطبيا

TT

نبهت التقارير الحديثة للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال والرابطة الأميركية للطب البيطري ومركز السيطرة على الأمراض حول التثقيف الصحي لسبل الوقاية من عضات الكلاب، إلى أن حوالي 5 ملايين حالة لعض الكلاب تحصل سنويا في الولايات المتحدة، برغم من أن أكثر الكلاب هي منزلية، ناهيك من الإحصائيات غير المعروفة عن النسبة في مناطق لا تشكل فيها الكلاب المنزلية سوى نسبة ضئيلة من أعداد الكلاب الكلي. وأضافت أن أكثر ضحاياها هم الأطفال فيما بين سن الخامسة والتاسعة من العمر. وأن أكثر من ثلثي الإصابات لدى الأطفال دون سن الرابعة من العمر هي في الوجه أو العنق. وأن الأطفال الذكور أكثر عُرضة للإصابة بعض الكلب من الأطفال الإناث. والأهم هو أن تبني الهيئات الصحية وهيئات التثقيف الصحي لبرامج واضحة للوقاية منها يُمكن أن يُقلل بشكل كبير من نسبة التعرض لعض الكلاب. وفي إشارة للجهود المشتركة للأكاديمية مع الرابطة في تطوير السلامة من عضات الكلاب وزيادة وعي المجتمع والأسر بأهمية الأمر، إبان الأسبوع القومي الثالث للوقاية من عضات الكلاب أواخر مايو (ايار) الماضي. قال رئيس الأكاديمية، الدكتور إيلين أويليتي: «إننا كأطباء أطفال غالبا ما نرى التأثيرات المؤذية لعض الكلاب على الأطفال. وكما أننا نحرص على نشر الوعي بين الأطفال والأسر حول وسائل السلامة عند ركوب السيارات مثلا، فإننا نأمل فعل الشيء نفسه عند التعامل مع الكلاب وخاصة التي تُعتبر صديقة داخل المنزل»، علي حد وصفه. في حين يُؤكد رئيس الرابطة الأميركية للطب البيطري أن أي كلب يُمكن أن يعض حينما يشعر أنه مهدد بخطر أو يشكو من ألم ما.

* أساس الوقاية

* وللوقاية من عض الكلب المنزلي أو غيره، فإن أهم ما يجب فعله هو تجنبها. بالإضافة إلي مراعاة:

ـ عدم العبث بالتعرض للكلب الغريب، أو الجري خلفه، أو اللعب معه، حتى لو كان منزليا يملكه الغير.

ـ تحاشي الهرب الواضح أو الصراخ حينما يهددك الكلب. بل حاول المحافظة على الهدوء والسكون، حتى لو لزم الأمر، كأنك أشبه ما تكون شجرة.

ـ حينما يهاجمك الكلب حاول التكور على نفسك، أي الانحناء لحماية الوجه والعنق والبطن والأعضاء التناسلية، وحافظ على هذه الوضعية في سكون وهدوء بدلا من مهاجمته وإعطائه فرصة لمزيد من العض.

ـ تجنب النظر المباشر إلى عيني الكلب آنذاك.

ـ إذا ما عض كلبك إنسانا ما، حاول إبعاد الكلب عن رؤية منظر المصاب وجروحه.

* خطوات الإسعافات الأولية ومن مايو كلينيك، يقول الأطباء حول الإسعافات الأولية لعضات الحيوانات، ان الكلاب أكثر عضا للإنسان من القطط، لكن عضة القطة أكثر عمقا وأكثر عرضة للالتهاب الميكروبي. والعض من الحيوانات غير المُلقحة، خاصة البرية، يحمل مخاطر نقل داء الكَلَب. وهذا الداء أكثر في الثعالب أو الوطاويط أو الظربان أو الراكون أو الكلاب البرية، مما هو في الكلاب أو القطط المنزلية.

* إرشادات ونصائح

* وحينما يتعرض الطفل لعضة كلب أو غيره من الحيوانات فاتبع الآتي:

ـ للجروح الصغيرة، أي التي لا تتجاوز عمق الجلد إلى ما تحته من أنسجة، تعالج كأي جروح بسيطة. بتعقيمها بالماء والصابون، ووضع مرهم من المضادات الحيوية مرتين يوميا، وتغطية المكان بضماد.

ـ للجروح العميقة، التي تخترق طبقة الجلد أو تتسبب في نزيف شديد أو تهتك الجلد. فيجب الضغط بقطعة من القماش النظيف أو الشاش الطبي حتى معاينة الطبيب للجرح.

ـ إبقاء المنطقة المصابة في مستوى أعلى من القلب، أي رفع اليد إن كانت فيها العضة، لمنع انتفاخها ولمنع التهابها.

أما العرض على الطبيب فبجب في الحالات التالية:

ـ عض الحيوانات المسعورة أو البرية لاتخاذه الاحتياطات اللازمة ضد عدوى داء الكَلَب.

ـ عض القطط، لأنه غالبا ما يلتهب بالميكروبات.

ـ إذا كان المصاب لديه أحد الأمراض المزمنة كداء السكري، أو أمراض الرئة، أو الكبد، أو السرطان.

ـ إن كانت هناك علامات التهابات ميكروبية كالانتفاخ أو الاحمرار أو الألم النابض الشديد أو خروج صديد من الجرح أو ارتفاع حرارة الجسم.

ـ إن كان النزيف لم يتوقف بعد ربع ساعة من الضغط المتوسط القوة. أو في حال وجود كسور في العظام أو تهتك في الجلد.

ـ إن كانت آخر مرة لتلقي لقاح التيتانوس أو الكزاز قبل أكثر من خمسة أعوام.

ـ إن كان العض في مناطق حساسة كالوجه مثلا.

* المعالجة الطبية والذي سيحرص عليه الطبيب، هو التأكد من معاينة منطقة العض وحالها، للتأكد من سلامة أوتار العضلات والأعصاب وسلامة العظم من الكسور أو التفتت، بالإضافة إلي وجود علامات الالتهابات الميكروبية. وسينظف الجرح ويزيل الأجزاء المتهتكة لو لزم الأمر، يخيط أماكن الجروح المستدعية لتقريب أطرافها بغية سلامة وسرعة الالتئام، ووصف المضادات الحيوية كالموضعية أو الحبوب منها، وإعطاء لقاح التيتانوس وغيرها من جوانب الرعاية.

وحول وجوب أخذ علاج داء الكَلَب من عدمه، فهو أمر يقرره الطبيب وفق ضوابط عدة تُترك له، أهمها مدى احتمالات أن يكون لدى الكلب هذا المرض. والمعالجة تشمل أخذ الجرعة الأولى لدى ارتفاع احتمالات الشك، أما الخمس جرعات الباقية والتي تُعطى بعد الجرعة الأولى علي مدى 28 يوما، فتتم حين التأكد من ظهور أعراض المرض على الحيوان أو عدم القدرة على التأكد من ذلك حين هروب الحيوان.

* اقتناء الكلاب ليس تسلية.. ومخاطرها جدية > ذكرت تقارير الرابطة الأميركية للطب البيطري ومركز السيطرة على الأمراض بالولايات المتحدة، عناصر يجب التنبه لها قبل اقتناء الكلاب المنزلية، وهي بالجملة تشير إلى حقيقة أساسية، وهي أن الكلب في نهاية الأمر حيوان غريب بالأصل عن الإنسان، وليس من طبعه الأصلي العيش داخل حجرات المنازل، بل محله الطبيعي خارج المنزل. ولذا فإنه حين رغبة البعض مخالفة هذه الطبيعة للكلاب، فإن جملة من الأمور يجب الاهتمام بها بحرص بالغ، لأن الصورة ليست براقة بوجود كلب داخل حجرات المنزل وبين الأطفال الصغار. ومنها:

ـ استشارة الطبيب البيطري حول أفضل الأنواع المناسبة للاقتناء والبقاء في المنزل، وتجنب أنواعها التي تشتهر بأذى الانسان.

ـ مراعاة مخاوف الأطفال في المنزل من الكلاب، وعدم اقتنائها آنذاك.

ـ التعرف على الكلب قبل اقتنائه وتمضية وقت معه قبل جلبه إلى المنزل، خاصة في حال وجود أطفال فيه.

ـ لا تدع مطلقا الأطفال، وخاصة الرضع منهم، مع الكلب في المنزل لوحدهم.

ـ تجنب اللعب العنيف مع الكلب، والملاحظة دوما لحصول أي مشاكل معه، وتعليم الأطفال كيفية الوقاية من عضه أثناء التعامل معه.

ـ التدريب الجيد للكلب المنزلي على إطاعة الأوامر والتعامل الاجتماعي مع الناس.

ـ الاهتمام بصحة الكلب عبر المتابعة لدى الطبيب البيطري، وعرض الكلب عليه عند ملاحظة أي تغير سلوكي أو ميل للعنف لديه.

ـ لا تحاول مطلقا إزعاج الكلب حينما يهتم بصغاره أو يأكل أو أثناء نومه، وهو ما لا يستطيع الأطفال غالبا فهمه أو مراعاته.

* أنواع حوادث العضات وأسبابها > تشكل عضات الكلاب 90% من أسباب العضات التي يتعرض لها الإنسان عادة، تليها القطط بنسبة 6%، ثم القوارض بنسبة 2%، وتشكل حوادث عض الإنسان لإنسان آخر نسبة 2%، ونسبة ضئيلة تنتج عن عضات بقية الحيوانات. و تختلف أماكن حوادث العضات وتأثيراتها الضارة على الجسم بحسب نوع الحيوان المُسبب لها.

عض الكلاب: غالبا تأتي من كلب يعرفه المُصاب. و يتعرض لأكثرها الأطفال، وتحديدا الذكور فيما بين سن الخامسة والتاسعة من العمر. وحوالي 70% منها في الوجه أو العنق لدى من هم دون سن الخامسة، ولدى 50% ممن هم بين الخامسة والعاشرة من العمر. واليد اليمنى أكثر تعرضا لدى الأطفال الأكبر سنا ولدى البالغين، حيث الرجال أكثر عرضة من النساء. بينما إصابات العض في الظهر أو البطن تشكل أقل من 8%. و أنواع منها ككلب الراعي الألماني أو الأنواع المهجنة أكثر تسببا في عض الإنسان من أنواع أخرى، وهو ما يُسأل عنه الطبيب البيطري قبل الإقدام على اقتنائها.

عض القطط: وتسبب الجروح عبر مخالبها أو أنيابها. وبعكس الكلاب، فإن الإناث والبالغين أكثر تعرضا لأذى القطط من الأطفال أو الذكور بشكل عام. 90% منها نتيجة للإقدام على تهيج القط أو إزعاجه. و75% منها في الأطراف العلوية أو الوجه. ولأن أنيابها حادة فإن جروح عضها عميقة، وقد تصل إلى العظم، خاصة في اليدين حيث توجد طبقة رقيقة من الجلد والعضلات، ومن السهل الوصول للعظم.

عض القوارض: الفئران على وجه الخصوص. كما في المناطق الفقيرة أو المساكن سيئة البناء ومتدنية النظافة أو المناطق البرية. و أكثر ما يتعرض لها هم الأطفال دون سن الخامسة، وفي الليل بشكل عام.

عض الإنسان: وتصيب الأطفال في الغالب، وفي الحالات الاعتيادية نتيجة اللعب أو التشاجر مع أطفال آخرين. وتكون علي شكل احمرار جلدي أو جروح بيضاوية أو دائرية. وغالبها في الوجه أو الأطراف العلوية أو الظهر. ولو كان قطر العضة أكثر من 3 سم فغالبا نتيجة عض من شخص بالغ، وهو ما يثير لدى الطبيب توقع حالات إساءة التعامل مع الأطفال أو تعذيبهم.