الكلاميديا ميكروبات صامتة تهدد النساء بالعقم

تحذيرات طبية حول ضرورة ضبط الممارسات الجنسية الخاطئة لدى الشابات

TT

بينما حذرت الدراسات الطبية التي اجرتها جامعة جون هوبكنز الأميركية, التي عرضت في مؤتمر مركز السيطرة على الأمراض بالولايات المتحدة الذي عُقد بفلوريدا في منتصف الشهر الماضي، من أن الشابات الصغيرات في الجامعات بالولايات المتحدة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجنسية وخاصة نوع الالتهاب بميكروبات الكلاميديا أو «المتدثرة»، حذرت دراسات أخرى فيها من أنهن عرضة بشكل أكبر لتكرار الإصابة بالتهاباتها.

* إصابات عالية

* ولدى متابعة طلاب الجامعات الأميركية تبين أن إصابة الطالبات بالكلاميديا في المراحل الأولى من الدراسة الجامعية تفوق 70% إصابة الطالبات في المراحل الجامعية المتقدمة، حيث تتجاوز النسبة 13% فيما بينهم. وهو ما دفع مؤخراً الدكتور أديلبيرت جيمس من مستشفى إميري الجامعي بأطلنطا في ولاية جورجيا الأميركية، والباحث الرئيس في الدراسة، الى القول بأن النتائج تفرض ضرورة التثقيف الصحي للطالبات بشكل واضح حول الكلاميديا، وإجراء فحوصات الكشف عنها، ومعالجة المصابات منهن. ولاحظ في المقابل أن مراكز الطلبة الصحية تقوم فقط بمعالجة المرضى منهن دون إجراء الفحوصات الروتينية لكل الطالبات للكشف عنها، في حين أن مركز السيطرة على الأمراض ينصح النساء دون سن الخامسة والعشرين ممن هن نشطات في ممارسة العلاقات الجنسية أو ممارستها دون مراعاة سبل الوقاية من عدوى الأمراض الجنسية، بأن يتم لهن فحص الكلاميديا. وأهمية الأمر كما يقول الدكتور جيمس أن الكلاميديا ترفع من احتمالات الحمل خارج الرحم أو العقم لديهن.

ولأنه مرض صامت في 80% من حالات النساء، و50 من حالات الرجال، فإن من المهم اجراء الفحص لتبين وجود المرض حتى لو لم يشك الإنسان من شيء، طالما كانت هناك ممارسات جنسية متحررة من أي وسائل للحماية من انتقال الأمراض الجنسية.

وفي نفس فعاليات المؤتمر، أعلن الباحثون من مركز أبحاث الصحة في ولاية نيويورك بأن الشابات عرضة بشكل كبير لتكرار إعادة الإصابة بعدوى الكلاميديا. وذلك في محاولة من الباحثين على حد وصف المصادر الطبية بيان حقيقة معاناة الشابات من المرض الجنسي الشائع. وأكدت الدراسات التي عرضت في المؤتمر جدوى الكشف عن المرض في الحد من انتشاره. وعلى وجه الخصوص فإن الشابات الصغيرات في السن أكثر عرضة للإصابة ليس بالكلاميديا فقط، بل ببقية قائمة الأمراض الجنسية المعدية، بسبب أنهن لا يدركن الكثير عن هذه الأمراض.

وبينت الدكتورة الين كلينغلير أن بمتابعة أكثر من 40 ألف شابة في دراستي متابعة منفصلتين، الأولى عام 2000 والثانية فيما بين عامي 2003 و2004، أن واحدة من بين ثماني نساء أُصبن بالمرض تكررت لديهن الإصابة أكثر من مرة في السنة الواحدة، وغالباً خلال ستة أشهر.

وعلق الدكتور رونالد فالديزيرا مدير المركز القومي للوقاية من الإيدز والأمراض الجنسية والسل بأن النتائج تخبرنا أن كثيراً من الشابات اللائي تتم معالجتهن من الكلاميديا تتكرر الإصابة لديهن بسبب العدوى من الشريك الذكري الذي لا يتم كشف وجود المرض لديه وبالتالي عدم معالجته. وأضاف بأن على الأطباء وطاقم العيادات بذل مجهود أكبر في إفهام الشابات ضرورة إخبار الشريك عن أي أمراض جنسية يُصبن بها وتكرار الفحص حتى بعد المعالجة وربما تزويد الشابة بجرعات كاملة من المضادات الحيوية كي يتناولها الشريك أيضاً.

* الكلاميديا ومضاعفاتها

* غالباً لا تتسبب الإصابة بميكروبات الكلاميديا في الأعضاء التناسلية لدى الجنسين بأي أعراض على الإطلاق، بل تظل تتلف سلامة الأغشية المبطنة لها في صمت مطبق، وكذلك تضر بالجنين حين الحمل ضرراً بالغاً، مما يجعل كثيراً من المصادر الطبية العالمية تحذر من مغبة الإصابة بها دون التعود على الفحص بشكل دوري ومتكرر للأعضاء التناسلية لدى من تدعو حاجتهم الى ذلك، أي نتيجة الانفلات في تعدد العلاقات بشركاء مختلفين. وأيضاً دون مراعاة وسائل الوقاية، التي أهمها التمهل في انتقاء الشريك الجنسي واتخاذ الاحتياطات السليمة في منع انتقال العدوى للأمراض الجنسية. وحينما تظهر الأعراض لدى المرأة فإنها تشمل إفرازات مهبلية وألما أثناء الجماع وألما في الحوض أو أسفل البطن، واضطراب انتظام الدورة الشهرية وصعوبات في تحقيق الحمل وربما العقم. ولدى الرجال تسبب ألما في الحوض أو أسفل البطن مع إفرازات من فتحة الإحليل للقضيب وحرقة أثناء إخراج البول.

وتحذر نشرات المركز القومي لمعلومات الصحة للمرأة التابع للإدارة الحكومية للصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة من أن عدم معالجة الكلاميديا سبب في مضاعفات تناسلية وصفتها بالخطيرة، إضافة الى مشاكل صحية أخرى. وعلقت بأن التلف الذي تُحدثه هذه الميكروبات يحصل بشكل صامت أسوة بصمتها المطبق عن إعلان وجودها عند الإصابة بها. وتُصاب خلايا عنق الرحم عادة لدى النساء وحينما لا يُعالج المرض فإن الميكروبات تنتقل الى الرحم وقنوات فالوب ومن ثم الى المبايض لتتسبب في مرض التهاب الحوض والذي يحصل لدى 40% من المُصابات بالميكروب، الأمر الذي يُؤدي الى:

ـ العقم. ويحصل فقد القدرة على الخصوبة والحمل نتيجة تلف بطانة قناة فالوب، الأمر الذي لا يُعطي فرصة لتهيئة ظروف موضعية للحيوانات المنوية أن تلقح البويضة القادمة من المبيض.

ـ الحمل خارج الرحم. وحتى لو تم تلقيح البويضة في قناة فالوب فإن بطانة القناة لا تستطيع تسهيل تدحرج البويضة المُخصبة كي تستقر في الرحم، بل تعلق في قناة فالوب وتنمو هناك مما ينشئ حالة الحمل خارج الرحم. وهي حالة طارئة قد تهدد حياة المرأة.

ـ ألم الحوض المزمن. نتيجة تكون تليفات وندبات في الأنسجة للجهاز التناسلي وحتى أمعاء الجهاز الهضمي والتصاق بعضها ببعض. وحين ممارسة المرأة للجنس بالفم أو في فتحة الشرج مع مُصاب بالميكروب فإن الحلق والمستقيم أيضاً عُرضة للالتهاب بتداعيات كل منهما. ويعاني الذكور المصابون من انتشار الميكروبات وإتلافها الموضعي لأجزاء مختلفة من الجهاز التناسلي مما قد يسبب العقم أيضاً.

والحوامل من المُصابات قد يتعرضن للولادة المبكرة. وأطفالهن حديث الولادة قد يصابون بالتهابات في العين والتهابات في الرئة، الأمر الذي يستدعي معالجتهم مبكراً بالمضادات الحيوية.

* إرشادات صحية للوقاية من الكلاميديا > في ما يلي إرشادات المركز القومي لمعلومات المرأة الصحية حول الوقاية من الكلاميديا:

ـ الامتناع عن ممارسة الجنس هو أفضل وسيلة للوقاية من الأمراض الجنسية.

ـ استخدام الشريك للواقي الذكري.

ـ الإحاطة علماً بأن وسائل منع الحمل كالحبوب أو اللولب أو غيرها لا تقي من الأمراض الجنسية.

ـ إدراك أعراض الأمراض الجنسية ومنها الكلاميديا عبر وسائل التثقيف الصحي.