بين الخطا والصواب

TT

* الأمراض النفسجسمية

* كثيرا ما يحتار الواحد منا عند إصابته بأحد الأعراض المرضية الطارئة ولا يعلم بمن يستعين ومن هو الطبيب المناسب لحالته! من الأعراض الشائعة والمحيرة في تشخيصها وعلاجها، الآلام بشكل عام. وقد يصفها المريض بأنها مبرحة ولا تُحتمل، فيتوجه إلى عدد من الأطباء عله يجد الدواء والشفاء من علته هذه، فيقصد أولاً أخصائي العظام ثم الأعصاب فالباطنية والجراحة وأخيراً يطرق باب عيادة طبيب الأسنان. ويكون خلال تلك الرحلة قد عمل تحاليل الدم لآلام المفاصل وخلايا الجسم ومختلف الصور الإشعاعية بما فيها المقطعية والمغناطيسية. ولكن النتيجة لم تتغير، ولم تُظهر كل هذه الفحوص ما يدل على العلة وعلاجها. هناك باب واحد لم يطرقه بعد هذا المريض وأمثاله، إنها العيادة النفسية.. فهو بحاجة لمعرفة الارتباط بين سلامته الجسدية وصحته الذهنية، فغالباً ما تكون حالته نوعاً من الاضطرابات النفسجسمية (النفس والجسم) psychosomatic disorders ، وبحاجة لتحليل نفسي دقيق لتحديد مدى الضغط الذهني الذي يعيشه بشكل يومي.

الكثير من الدراسات الطبية الحديثة تظهر بأن هناك نوعاً من الارتباط بين العديد من الأمراض الجسمية والضغط النفسي والإرهاق وحالات الاكتئاب وسواها، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي ومنها القولون العصبي، أمراض القلب ومنها النوبات الحادة، إضافة إلى أمراض السرطان والعقم. والكثير من الناس لا يدركون هذه العلاقة وهذا الارتباط بين الحالتين ويجهلون حجم المشكلة والضرر الذي يلحقه الضغط والتوتر المستمرين على حياتهم بشكل عام.

إن العناية بالسلامة الذهنية والجسدية في آن معا لها أثارها الايجابية ليس فقط على الحالة النفسية للإنسان وحسب بل إنها تجعل المرء يعيش حياة اسعد وأفضل من الناحية الصحية كما أنها تزيد من إنتاجية الإنسان ويعود مردود كل ذلك على مجتمعه ووطنه.

* احذروا «الأجسام الطافية» أمام العين

* قد يرى الشخص منا نقاطا صغيرة أو دوائر أو خطوطاً أو سحابات تتحرك في مجال الرؤية والبصر وتسمى هذه الأجسام «بالأجسام الطافية». ومن الخطأ أن يُهْمِلَ هذا الشخص مثل هذه الأعراض وأن يتهاون معها ولا يقوم مباشرة بأخذ استشارة الطبيب فور ظهورها أو أن يلجأ إلى تناول قطرات مختلفة استجابة لنصيحة الأهل والأصدقاء بهدف معالجتها ذاتياً، فقد ينتهي الأمر بفقد البصر. الأجسام الطافية في مجال الرؤية هي عبارة عن تجمعات صغيرة من المواد الجيلاتينية أو الخلايا داخل الجسم الزجاجي الذي يملأ تجويف العين. وما يراه الشخص في هذه الحالة ما هو إلا عبارة عن الظلال التي تصنعها تلك الأجسام الطافية فوق الشبكية.

وهذه الظاهرة تحدث عادة في منتصف العمر بعد تجاوز سن الأربعين، حيث يبدأ الجسم الزجاجي في الانكماش أو يزداد سمكه مسببا ظهور كتل أو خيوط داخل العين، أو قد ينفصل الجسم الزجاجي من الجزء الخلفي من العين وهو سبب شائع في ظهور الأجسام الطافية. وتزداد نسبة حدوث هذه الحالة عند من يعاني من قصر النظر، أو بعد جراحة إزالة المياه البيضاء أو الكتاراكت، أو لوجود التهابات داخل العين وقد أُهمل علاجها.

وظهور مثل هذه العلامات يجب أن يؤخذ بجدية وعناية تامة، وأن تتم استشارة الطبيب المختص في العيون فوراً، خاصة إذا حدثت فجأة وبشكل مزعج، أو كانت مصحوبة برؤية وميض من الضوء، أو لوحظ بداية فقدان للرؤية الجانبية. فالتشخيص المبكر وأخذ العلاج المناسب في الوقت المناسب تكون لهما نتائج إيجابية ثمينة.

* فحص الحامل بالموجات فوق الصوتية

* تتهاون بعض السيدات الحوامل في مراجعة طبيب النساء والتوليد في الفترة التي تلي اكتشاف الحمل باعتبار أن الحمل أمر طبيعي تمر به كل النساء، وتقوم بزيارة الطبيب عندما تشعر بتعب أو اضطراب أو أعراض لم تألفها من قبل، أو عند اقتراب موعد الولادة.

نعم لا شك أن الحمل والولادة عملية طبيعية، ولكن يجب التأكد من ذلك بواسطة الطبيب المختص حتى لا تحدث مفاجآت لا تحمد عقباها، وتكون نتائجها قاسية على الحامل أو على جنينها أو عليهما معاًً.

إن الجمعيات والمنظمات الطبية العالمية المختصة بسلامة الحمل على الأم والجنين تفرض على الطبيب فحص الحامل منذ بداية الحمل وحتى الولادة مع عمل فحص بالموجات فوق الصوتية.

وعليه فعند الأسبوع العاشر من الحمل تقريباً يتم عمل الفحص الأول بالموجات فوق الصوتية، وذلك لتحديد أمور عديدة، منها: تحديد عمر الجنين والذي يترتب عليه تحديد موعد الولادة خاصة إذا لم تتذكر الحامل تاريخ انقطاع الدورة الشهرية. كما يتم تحديد مكان المشيمة والتأكد من حالة الجنين ووجوده في تجويف الرحم وبدايات تكوينه وهنا تظهر الرأس والأطراف بوضوح. وبعد أسبوع أو اثنين يُعاد هذا الفحص للتأكد من خلو الجنين من الأمراض الخلقية بفحص سماكة الغشاء خلف رقبة الجنين والتي يدل وجودها على احتمال كون الجنين غير طبيعي ووجود خلل في الكروموسومات، وحينها يجب إجراء سحب عينة من السائل الامنيوسي لتحليل كروموسومات الجنين والتأكد من سلامتها.

وبعد ذلك يُعاد الفحص بالموجات فوق الصوتية عند الأسبوع 16 ـ 18 ثم في الأسبوع الـ 28 للتأكد من نمو الجنين نمواً طبيعياً بقياس محيط الرأس وقطري، ومحيط البطن، وطول عظام الفخذ للجنين. كما يتم التأكد من اختفاء بعض العلامات التي تم تسجيلها في الفحص السابق وتحديد ما قد يستجد على الجنين، كما يتم التأكد من وضع جسمه داخل الرحم هل هو أفقي أم رأسي؟ وهل الرأس متجه إلى أسفل أم لأعلى. وفي كل فحص يمكن معرفة موقع المشيمة والتأكد من بعدها عن عنق الرحم، كما يمكن رؤية كافة الأعضاء الرئيسية والجهاز البولي والتناسلي، كما يمكن تحديد جنس الجنين. وأخيراً يتم تحديد توقيت الولادة. وعليه يجب أن تنتظم الحامل في المتابعة الطبية إلى أن تلد بسلام وأمان.