الكيوي تخفف من ترسب الصفائح الدموية كالأسبرين

حساسية الأطفال منها تحتم اهتمام الوالدين

TT

ذلك الطعم الحلو، ومزيج نكهة الفراولة والبطيخ والموز، هو ما تقدمه ثمار الكيوي لمتناولها. بيد أن هذه ليست كل المفاجآت الخضراء في الثمار الصغيرة للكيوي، فالدراسات العلمية التي أجريت حولها ضمن جهد علمي واضح، ومدعوم مادياً، في خدمة تسويق وتقبل الناس لأحد أحدث الفواكه غزواً للأسواق العالمية، بينت الكثير من الفوائد لتناولها ومخزونها من العناصر الغذائية الجيدة. لكنها وفي نفس الوقت تحدثت عن حالات الحساسية التي قد تعتري البعض من تناولها أيضاً.

و العالم اليوم يتزود طوال العام بها، فإنتاج ولاية كاليفورنيا الاميركية يمتد من نوفمبر حتى مايو، وإنتاج نيوزيلندا يغطي الفترة ما بين يونيو إلى أكتوبر. ولذا فإن محتواها من الفيتامينات والمعادن والمواد المضادة للأكسدة ذات الصبغة الخضراء النادرة في الفواكه يمكن الحصول عليها طازجة في أي وقت من السنة.

تاريخ الكيوي في العالم غاية في الغرابة، فالثمرة الصينية الأصل والتي كانت تُسمى يانغ تاو، تم جلبها من الصين إلي نيوزيلندا في بدايات القرن الماضي. ولم يتم الالتفات إليها هناك إلا بعد عدة عقود. وحينما بدأ الإنتاج التجاري لها في نيوزيلندا أُطلق عليها في الستينات اسم الكشمش الصيني. وكان الظهور الأول لها في موائد مطاعم الولايات المتحدة عام 1961، وحينها سُميت باسم الطائر النيوزلندي الشهير كيوي.

* جوانب صحية

* وبالتحليل، فإن الثمرة الواحدة من فاكهة الكيوي التي تزن حوالي 100 غرام، تحتوي 46 كالوري (سعرة حرارية) من الطاقة. وبها كمية تغطي 95% من حاجة الإنسان اليومية من فيتامين سي. وهي مصدر جيد جيداً بتصنيف مراجع التغذية للحصول على الألياف. ومصدر جيد أيضاً للحصول على كل من النحاس والفسفور والمغنيزيوم والمنغنيز والبوتاسيوم وفيتامين إيه وفيتامين ي. هذا كله بالإضافة إلى محتواها العالي من المواد المضادة للأكسدة، والتي أثبتت الدراسات الطبية جدواها في حماية شرايين القلب والدماغ من ترسبات الكولسترول، إضافة إلى جملة من الفوائد الأخرى كأعراض الشيخوخة وقدرات الشبكية في الإبصار والتخلص من المواد السمية في الجسم وتخفيف عمليات الالتهاب في المفاصل وغيرها من أجزاء الجسم والوقاية من تأثيرات أشعة الشمس. ولحماية نواة الخلية من التأثر بالمواد المسببة للسرطان، تحدثت دراسة نشرت عام 2001 في مجلة التغذية للسرطان حول دور مركبات الكيوي في حماية خلايا الإنسان من تغيرات النواة المؤدية إلى ظهور السرطان فيها. وحينما قام الإيطاليون بنشر دراستهم في أبريل من عام 2004، بمتابعة تأثير تناول مجموعة من الأطفال، بلغت حوالي 19 ألفا ممن تراوحت أعمارهم بين سن السادسة والسابعة من العمر، للثمار الغنية بفيتامين سي، والكيوي منها تحديداً، فإن أعراض اضطرابات الجهاز التنفسي خفت بزيادة تناول هذه الفواكه، مثل أعراض صفير الصدر وضيق التنفس عند بذل المجهود والسعال في الليل، فصفير الصدر قل بنسبة 44% لدى من يتناول من الأطفال 6 حصص من تلك الفواكه أسبوعياً مقارنة بمن تناول أقل من حصة واحدة أسبوعياً. وضيق التنفس قل أيضاً بنسبة 32%، وسعال الليل قل هو الآخر بنسبة 27%، وكذلك سيلان الأنف قل بنسبة 28%. وأكثر من استفاد هم الأطفال المصابون بالربو، والفائدة تحققت حتى لدى من تناولوا الفواكه مرة أو مرتين أسبوعياً.

* القلب والكيوي

* تحتوي ثمار الكيوي علي نوعين من المواد المضادة للأكسدة. الأول هو النوع القابل للذوبان في الماء، ويشمل فيتامين سي ومركبات فلافونويد وكاروتينويد، والثاني هو القابل للذوبان في الدهون مثل فيتامين إيه وفيتامين إي، الأمر الذي يُعطي ثمار الكيوي ميزة غذائية إضافية. هذا، كما أن احتواء الثمار علي كمية جيدة جداً من الألياف يرفع من جدواها في تخفيف نسبة الكولسترول الخفيف الضار وينظم عملية امتصاص الأمعاء للسكريات، إضافة إلى دور الألياف في تسهيل تخلص الجسم من السموم المعدنية وغير المعدنية. واحتواؤها على المعادن والأملاح كالبوتاسيوم والمغنيسوم بكميات تفوق الصوديوم يجعل منها مصدراً سليما لهذه العناصر النافعة في خفض ضغط الدم وإعطاء مزيد من الارتخاء لعضلات القلب وعضلات الشرايين. الدراسة الأبرز في هذا الجانب تحدثت عن دور الكيوي في خفض خطورة تعرض الدم لحالة من التجلط ، وفي خفض نسبة الدهون الثلاثية، مما يطرح هذه الثمار كمنتج غذائي واقي للقلب ولشرايينه.

وكانت مجلة الصفائح العلمية قد نشرت في أغسطس من عام 2004 نتائج دراسة حول تأثير تناول الكيوي على ترسب الصفائح بعضها على بعض وعلى أيضاً نسبة الدهون في الدم. وتبين للباحثين أن تناول الإنسان لثمرتين أو ثلاث من الكيوي يومياً لمدة أربع أسابيع يقلل من تفاعل الترسب للصفائح الدموية بنسبة 18% مقارنة بمن لم يتناولوا الكيوي، ويخفض من نسبة الدهون الثلاثية بمقدار 15% أيضاً.

إشكالية الكيوي تتمثل أنه بالرغم من قدم معرفة الإنسان بها كثمرة نباتية وخاصة في الصين، إلا أنها لم تنتشر بين سكانها في السابق. إذ من الغريب أن العالم عرفها من نيوزيلندا وليس بالطريقة الطبيعية لانتقال المنتجات النباتية من الصين كالمشمش والتفاح وغيرهما. وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول أسباب ذلك، ولعل قائلاً قد يتطرف في الظن ليقول، ان السبب هو أن مضارها تغلب على فوائدها.

لكن الدراسات حتى اليوم تقول إن تركيبها ومحتواها من المواد الغذائية يطرحها كمنتج نباتي مفيد صحياً، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار موضوع الحساسية منها.

* حساسية متزايدة لدى الأطفال من ثمار الكيوي > كان الباحثون من جامعة ساوث أمبتون البريطانية قد ذكروا منذ عام 2033، وتحديداً أثناء فعاليات مؤتمر الأكاديمية الأوروبية لعلم الحساسية في باريس، أن حالات الحساسية لدى الأطفال، خاصة من تناول ثمار الكيوي آخذة في الزيادة. وهو ما لم تشر المراجع الطبية أو الدراسات السابقة إليه، حيث أنها كانت دائماً تتحدث عن درجة متوسطة من الحساسية لدى البالغين عند تناولهم ثمار الكيوي.

والذي ركز عليه الباحثون في المؤتمر هو موضوع الأطفال، وخاصة منْ هم دون سن الخامسة من العمر، لأن الملاحظ، كما يقول الباحثون، ازدياد تناول هؤلاء الأطفال لهذه الثمار منذ التسعينات، نظراً لتوفرها وبدء هبوط أسعارها، وهو ما لم يكن من قبل، الأمر الذي مكن من ملاحظة هذه المسألة. لدرجة أن إحدى الإحصائيات البريطانية ذكرت أن واحداً بين كل عشرة أطفال دون سن الثانية من العمر يفضل تناول الكيوي، أسوة بالموز والتفاح.

وفي تجاوب آنذاك من الوكالة البريطانية لمواصفات الأغذية، فقد تمت الموافقة على تبني دراسة حول الأمر وتمديد فترة البحث فيها وفق ما أعلنت عنه الدكتورة جين ليكوس الباحثة الرئيسة في الدراسة التي لم تصدر نتائجها بعد، برغم الاستقصاء في البحث عنها. والنقطة الأهم هو ما أشارت إليه الدكتورة ليوكس من أن بعض الأطفال دون سن الأربعة أشهر قد يعانون من هذا النوع من الحساسية.

والنتائج المبدئية لبحث الدكتورة ليوكس أشارت إلى أن درجة الحساسية لدى 40% ممن يعانون من حساسية الكيوي، هي من الدرجة الشديدة والمهددة لحياة الطفل، كصعوبات التنفس أو حالة الصدمة. وأن ثلثي الأطفال المتحسسين من الكيوي تحصل الأعراض لديهم عند أول مرة يتناولونها، وليس بعد تكرار التناول.

إلي هذا، فإن ضمن مجموعة قليلة من المنتجات النباتية، تحتوي ثمار الكيوي على نسبة من مادة أوكسلايت. وهي مادة قابلة للترسب في الجسم والتسبب في بعض الاضطرابات المرضية كحصاة الكلى أو المرارة. وترى بعض المراجع أنه ربما من الأفضل لمن لديهم هذا النوع من الحصاة أن يتجنبوا تناول الكيوي. لكننا لا نملك دراسات تختبر الأمر وتؤكد النصيحة هذه. كما أن وجود أوكسالايت يقلل من قدرات الأمعاء علي امتصاص الكالسيوم، وترى تلك المصادر لنفس السبب الحرص على تناول ثمار الكيوي إما 3 ساعات قبل وجبة الطعام أو بعدها بنفس المدة.