الطب النووي.. في مؤتمره الدولي الأول بجدة

وسائل حديثة للاستهداف المتخصص للخلايا السرطانية دون التعرض للخلايا السليمة

TT

الطب النووي فرع من فروع الطب يقدم خدماته للمرضى من الناحيتين التشخيصية والعلاجية، وله دور هام في تشخيص وعلاج الأورام، مثل استخدام جهاز الانبعاث البوزيتروني في تشخيص أورام الخلايا اللمفاوية والذي يعد من أحدث وأكفأ الأجهزة في العالم في التقاط البؤر السرطانية الصغيرة. ويمتاز جهاز الانبعاث البوزيتروني بالدقة المتناهية والمبكرة مقارنة مع الأجهزة الإشعاعية الأخرى لتشخيص الأورام السرطانية، حيث يستفاد منه في التشخيص المبكر ومعرفة مدى انتشار المرض وتقييم فاعلية العلاج الكيميائي والتمييز بين الأورام السرطانية والحميدة. وكذلك استخدام المواد المضادة والمعنونة بمادة اليتريوم المشع ـ 90 Yittrium-90 في علاج أورام الخلايا اللمفاوية.

وعن الجديد في دور النظائر المشعة في العلاج المناعي لأورام الجهاز اللمفاوي تقول أ.د. وفاء المتناوي، رئيسة قسم علاج الأورام والطب النووي بكلية الطب جامعة القاهرة، ضمن البحث الذي قدمته في المؤتمر الدولي الأول للطب النووي بالمستشفى السعودي الألماني بجدة، أن العلاجات الحديثة تعتمد على الاستهداف المتخصص لخلايا الأورام بدون التعرض لخلايا الجسم السليمة، وبما أن اللمفوما lymphoma هي أحد أورام الجهاز المناعي وتتميز خلاياها بأنها شديدة التأثر بالأشعة، فمن ثم كان العلاج المناعي الإشعاعي مؤثرا كبيرا على علاج أورام الجهاز اللمفاوي. وحيث أن طرق العلاج تحدد طريقة استعمال هذه النوعية من العلاجات مع الإشارة إلى آثارها الجانبية التي لا تختلف عن العلاجات الكيميائية التقليدية، فإن من مزايا هذا العلاج أنه يتطلب تضافر جهود الأطباء في مختلف تخصصات الطب النووي والصيدلة الإشعاعية والتمريض وكذلك الفيزيائيين وذلك لخدمة هذا المريض. وعن التقنيات الحديثة في تشخيص الأورام اللمفاوية باستعمال النظائر المشعة، توضح د. المتناوي أن التشخيص يبدأ بالكشف الإكلينيكي (السريري) للمرض ثم بعمل الأشعات والفحوص المختبرية والتحليل الباثولوجي لتحديد نوع المرض. ثم يأتي دور الطب النووي، وهو أحد وسائل التشخيص المهمة، للمساعدة على تحديد مرحلة المرض ومدى الاستجابة لوسائل العلاج المختلفة الإشعاعية والكيميائية ثم متابعة هؤلاء المرضى للكشف عن تواجد بقايا الأورام أو ارتجاعها بعد العلاج.

وأشارت إلى أحدث جهاز بدأ استخدامه في هذا المجال وهو جهاز البوزيترون المدمج مع الأشعة المقطعية combined positron emission tomography (PET)/CT scan والذي يتمكن من تحديد وضع الأورام بدقة شديدة تصل إلى 4 ملمترات من الناحية التشريحية والوظيفية معا، وهذا الجهاز يكاد يكون نادراً أو أنه يوجد بصورة محدودة في الدول العربية. وينصح باستخدامه في مجال تشخيص الأورام المختلفة أثناء العلاج وبعده.

وعن الجديد في علاج سرطان الغدة الدرقية بعد الاستئصال الجراحي ودور الطب النووي في ذلك، يقول أ.د. محمد عبد الرازق استشاري الطب النووي بمستشفى السعودي الألماني في جدة ورئيس المؤتمر الدولي الأول للطب النووي، أنه يتم إعطاء كمية من اليود المشع بعد العملية بشهر حتى تلتقط بقايا الغدة الدرقية اليود بكمية أكثر ثم إعطاء خلاصة الغدة الدرقية بعد اليود المشع بشهر، ومن شأن ذلك أنه يؤدى إلى تقليل كمية اليود المشع التي تؤدي إلى استئصال بقايا الغدة الدرقية وعلاج احتمال انتشار السرطان بالأعضاء المختلفة للجسم. ونتيجة هذا البحث أنه يتم تقليل كمية اليود المشع المعطاة للمريض وبالتالي التقليل من تأثيره على الأعضاء المختلفة من الجسم حتى تكون مناعة المريض وحالته العامة جيدة مقارنة بالحالات الأخرى.

* توصيات

* وقد خرج المؤتمر الدولي الأول للطب النووي بعدة توصيات مهمة، منها:

ـ التشديد على أهمية استخدام التصوير بالانبعاث البوزيتروني كطريقة أساسية مستقبلا في التحديد المرحلي للأورام قبل العلاج كما هو الحال في متابعة المرضى بعد العلاج لتحديد نسبة ودرجة الشفاء.

ـ العمل على تدريب الأطباء والفنيين على استخدام هذا الجهاز في علاج وتشخيص الأورام، خاصة أورام الثدي والأورام الخبيثة والتفريق بينها وبين الأورام الحميدة حتى يتجنب المريض التعرض للأشعة.

ـ استخدام الجهاز المدمج بين الـ «جاما كاميرا» والتصوير الطبقي المحوري بالأشعة السينية في تشخيص الدورة التاجية وتحديد نسبة حيوية عضلة القلب بعد الاحتشاء القلبي.

ـ أهمية استخدام تصوير الإرواء الدموي للقلب بالنظائر المشعة في تحديد درجة الخطورة لمرضى احتشاء عضلة القلب منذ اللحظات الأولى لحدوث الجلطات بالشرايين التاجية مما يتيح متابعة أكثر دقة للحالات الأكثر خطورة مما يمنع حدوث المضاعفات مثل الوفاة المفاجئة وتكرار احتشاء عضلة القلب.

ـ التوصية باستخدام المادة المضادة للأنتجين CD20 في علاج أورام الخلايا اللمفاوية حيث أن هذا العقار لم يستخدم من قبل في السعودية.