بين الخطا والصواب

TT

* ربط الأنابيب.. وتحديد الحمل > تخطئ كثير من النساء في فهم ماهية عملية ربط الأنابيب، خصوصاً اللائي يرغبن في عدم الانجاب، لسبب من الأسباب، ويقمن باجراء عملية ربط للأنابيب واعطاء هذه العملية الطمأنينة الكاملة على أنها تمنع الإنجاب مائة بالمائة. ثم تفاجأ الواحدة منهن بحصول الحمل. والعكس صحيح، عندما تطلب المرأة ربط أنابيبها بُغية منع الحمل مؤقتاً، ثم تفاجأ بعدم إمكانية الحمل عند رغبتها الإنجاب.

ربط الأنابيب ونعني به ربط أنابيب فالوب Fallopian Tube Ligation ، شكل من أشكال التعقيم للأنثى لمنع الإنجاب، وفي أغلب الأحيان يقول الطبيب لمريضته مصطلحاً شائعاً هو إن «أنابيبكِ قد رُبِطَتْ».

وفي هذا الإجراءِ، تكون قناتا فالوب عند هذه المرأةِ قد أغلقت أمام التقاء الحيوان المنوي للرجل مع البويضة الأنثوية لتلقيحها. بمعنى أنه لم تعد هناك إمكانية لإخصابِ بويضات هذه المرأةِ. وفي الحالة النموذجية تستطيع المرأة الذهاب إلى البيت بعد بضعة ساعات من إجراءِ عملية الربط. وطبقاً للمكتبةِ الطبية الوطنيةِ الأميركية NLM، فإن هذا الإجراء الجراحي، وإن بدا بسيطاً في ظاهره، إلا أنه لا يزال يحمل بعض المخاطر المرتبطة بالربط مثل النزف، حدوث عدوى والتهاب من التلوث، إصابة أحد الأعضاء الأخرى المجاورة أثناء العمل الجراحي. وإذا لم يتم إغلاق قناتي فالوبِ غلقاً كاملاً، فإن إمكانية الحملِ تظل قائمةً، وقد يحدث الحمل الغير مرغوب فيه فعلاً. وبالرغم من أن عملية ربط قناتي فالوب أحياناً تكون قابلةً للفك والعودة للوظيفة مرة ثانية، فإن من واجب الطبيب أن يشرح للمريضة كافة الاحتمالات وأسوأها، وأن على المرأة التي ترغب عمل ربط للأنابيب أَنْ تعتبر هذا الإجراء شكلاً دائماً مِنْ التعقيمِ.

إن المكتبة الطبِّية الوطنية الأميركيةNLM تُؤكد على أن إمكانية الحمل بعد فك الربط عن الأنابيب تكون في حدود 50 بالمائة إلى 80 بالمائة فقط.

* ألم الصدر وضرورة تشخيصه > من الأخطاء الشائعة أن يخلط المريض بين الألم الذي يشعر به في مكان ما من الصدر وبين الألم الصادر عن إصابة في القلب نفسه. وينقسم المريض في هذه الحالة إلى واحد من فئتين:

فئة مسالمة، يستبعد من تلقاء نفسه أن يكون سبب ذلك الألم مرضا بالقلب فيستمر يمارس أمور حياته كالمعتاد حتى وإن اشتد الألم إلى أن يقع مغشياً عليه ولا يفيق إلا في المستشفى تحت أجهزة القلب ومحاليله.

والفئة الثانية، التي تُعزي كل ألم في الصدر إلى إصابة ما بالقلب، فيظل الواحد من هؤلاء موهوماً، قلقاً، متردداً، لا يثق بأي طبيب يشخص سبب الحالة بعيداً عن القلب. ولا يكاد يغادر عيادة هذا الطبيب حتى يتجه إلى عيادة الآخر ليتأكد من سلامة قلبه. وأنى له ذلك! ألم الصدر عرض مرضي ينتج عن أسباب عديدة، وأمراض القلب واحدة من تلك الأسباب، فهناك إصابات الزحام والتدافع وما ينجم عنها من خبط على منطقة الصدر. وهناك الإصابات العفوية التي تصيب الأطفال على وجه الخصوص عند ممارسة الرياضة ولعبة كرة القدم مثلاً. هناك الالتهابات التي تصيب القفص الصدري المحيط بأعضاء الصدر ومنها ألم الضلوع والعضلات الصدرية والآلام الروماتيزمية. والرئتان عضو معرض للإصابة بالالتهابات المتنوعة، ومن أعراضها ألم في منطقة الصدر. ثم تأتي أمراض القلب والشرايين التاجية.

إننا لا نعني هنا أنْ يُشخص المريض حالته بنفسه أو بواسطة أحد أفراد أسرته ممن شعروا بألم مماثل في وقت من الأوقات ولم يكن مصدره القلب.

إن المطلوب في مثل هذه الحالة التوجه فوراً إلى الطبيب، وإعطاءه التاريخ المرضي بالتفصيل، مع شرح نوع ومكان الألم وتوقيت ظهوره، وكم من الوقت يستغرق حتى يختفي بإذن الله، وهل هناك أعراض أخرى مصاحبة. وعلى ضوء ذلك يقوم الطبيب بعمل مجموعة من الفحوص المخبرية والإشعاعية وتخطيط للقلب وتصويره بالموجات فوق الصوتية إن لزم الأمر. وبعد ذلك يضع التشخيص والعلاج ثم يُسدي للمريض النصائح المتعلقة بحالته المرضية.

والمطلوب من المريض هنا أن يثق بتشخيص وعلاج الطبيب المختص، وأن يتابع معه خطة العلاج إلى أن يتماثل للشفاء التام إن شاء الله. ولا بأس من أخذ المشورة والرأي الثاني من طبيب متخصص آخر، إذا استمرت الأعراض أو تطورت، ولكن بعيداً عن الشك والوسوسة المرضية.