استشارات طبية

TT

* حرقة الفؤاد > أعاني من ألم حارق خلف مقدمة الصدر وأعلى المعدة، وأجريت منظار للمعدة، وأتناول الدواء لأن الطبيب قال لي بأن لدي ارتخاء في فوهة المعدة. لم أشعر بتحسن كبير، فبماذا تنصح؟

محمود. ب ـ دبي ـ حالة ارتداد محتويات المعدة وخاصة أحماضها غير مفهومة الأسباب بشكل كامل اليوم برغم شيوع الإصابة بها. وهي تنتج عن ضعف وظيفي يعتري العضلة العاصرة والمقفلة لفوهة المعدة، أي أسفل المريء مباشرة. وهذا الضعف الوظيفي يأخذ عدة أشكال منها طول مدة ارتخائها بمدة تفوق المعدل الطبيعي والضروري لمرور الطعام أو الشراب أو اللعاب من المريء إلى المعدة، وقد يكون بسبب اضطراب وظيفي ينتج عنه الارتخاء إجباريا بفعل عوامل عدة. والطبيعي هو وجود قفل عضلي لفوهة المعدة، ينقبض ليغلق فوهة المعدة تحت تأثير عوامل، وينبسط ليفتحها أيضاً بفعل عوامل أخرى. وخروج محتويات المعدة الحمضية وارتدادها يؤثر علي بطانة المريء الحساسة وغير المهيأة للتعامل مع الحمض، فيحصل تفاعل التهابي يشعر المرء على إثره بأمرين مهمين: الأول حرقة في منطقة الفؤاد أو في منطقة فوهة المعدة. والثاني هو الإحساس بطعم حمض المعدة في الفم نتيجة خروجه إلى المريء. ويشعر البعض بألم في الصدر يشبه إلى حد كبير ما يحس به مرضى شرايين القلب عند ألم الذبحة الصدرية. والبعض الآخر يشعر بصعوبة ومشقة أثناء بلع الطعام كأنه عالق في الحلق أو الصدر. والبعض من سعال جاف خاصة أثناء الليل. ويعاني البعض من رائحة النفس أو الفم غير المحببة.

وجود فتق أو اتساع في فتحة الحجاب الحاجز قد تسبب تسريباً لجزء من المعدة إلي ما فوق البطن وبالتالي يسهل ارتداد محتواها من الحمض. وهناك أسباب أخرى للارتداد تشمل تناول المشروبات الكحولية وزيادة وزن الجسم والحمل والتدخين. هذا بالإضافة إلى تناول بعض الأطعمة يقلل من قوة انقباض العضلة العاصرة لفوهة المعدة كالحمضيات والشوكلاته وتناول المشروبات المحتوية على الكافايين والمأكولات الدسمة كالمقلي، والثوم والبصل وبعض التوابل والطماطم. والعلاج يشمل التوقف عن تناول ما يثير الأعراض ويقلل من انقباض العضلة العاصرة لفوهة المعدة، كالامتناع عن التدخين وشرب الكحول والعمل على خفض وزن الجسم وتناول الوجبات القليلة الكمية والمحتوى من الدهون والطماطم والبهارات وغيرها، وتجنب الملابس الضيقة والعاصرة على البطن من مشدات وغيرها، وتجنب التمدد أو النوم بعد تناول الطعام لمدة ثلاث ساعات على أقل تقدير، والنوم على وسائد مرتفعة تشمل رفع الكتفين أيضاً. وهنا تلعب خبرة المريض دوراً مهماً حيث أنه من خبرته يستطيع معرفة ما يؤذيه فيتجنبه. ثانياً: العلاج الطبي: ويشمل الأدوية أو العمليات الجراحية. والهدف من تناول الأدوية هو خفض درجة حمضية محتويات المعدة. ومن المهم التنبه إلى أن الحاجة إلى المعالجة السليمة ضرورة من جانبين، الأول تخفيف الأعراض والثاني منع المضاعفات على المدى البعيد.

* ضغط الدم الطبيعي > عمري 43 سنة، ضغط الدم لدي 138 على 85 (ملم زئبق) في غالب الأوقات، هل هو طبيعي، وبماذا تنصح؟

سمية.ع ـ جدة ـ ضغط الدم الذي يُقال عنه بأنه طبيعي بحسب التقرير السابع للجنة القومية الأميركية لضغط الدم يصنف على النحو التالي:

أولاً: ضغط الدم الطبيعي: هو ما كان أقل من 120/80 ملمتر زئبق.

ثانياً: بداية ارتفاع ضغط الدم: هو ما كان بين 120 ـ 139/80 ـ 89 ملمتر زئبق.

ثالثاً: ضغط الدم المرتفع: هو ما كان 140/90 ملمتر زئبق وما فوق ذلك.

لذا كي يقال أن ضغط دم فلان من الناس البالغين، سواء كان ذكراً أم أنثي، طبيعي، وحينما يُقاس بشكل سليم، فإنه يجب أن يكون الضغط الانقباضي اقل من 120، والضغط الانبساطي اقل من 80 ملمتر زئبق. وهنا مرحلة «بداية ارتفاع ضغط الدم» في تصنيف معدلات ضغط الدم وعلاج ارتفاعه تتميز من جوانب عدة عن المرحلة الطبيعية، تشمل التشخيص والمتابعة ومتى يبدأ الطبيب في وصف العلاج الدوائي وغيره من وسائل العلاج وكذلك اختلاف النظر إليه بحسب الأمراض المصاحبة لها وخاصة ظهور مضاعفات ارتفاع ضغط الدم في القلب والكلي أو وجود مرض السكري. المُلاحظ أن وجود مرحلة بداية ارتفاع ضغط الدم لدى إنسان ما يجعله عرضة أكثر من غيره لاحتمال ظهور ارتفاع ضغط الدم بشكل مرضي لاحقاً، وكذلك عرضة للإصابة بمضاعفات ارتفاع الضغط على وجه الخصوص. وبرغم ملاحظة أيضاً أن الهيئات الطبية العالمية، لا تلزم حتى اليوم، البدء بالعلاج الدوائي لهذا لدى كل الناس، إلا أنها تنبه على ضرورة بدء اتخاذ وسائل الوقاية ووسائل العلاج غير الدوائي، كإنقاص الوزن وممارسة الجهد البدني المنتظم والعناية بالغذاء وتقليل أسباب الضغوط النفسية وغيرها. وذلك في سبيل منع أو تأخير ظهور ارتفاع ضغط الدم وتقليل الإصابة بالمضاعفات. لكن، كما لم يتضح لي من السؤال، من لديهم مرض السكري أو بدء تدهور وظائف الكلى، فإن عليهم تناول الدواء إن لم تفلح الوسائل المذكورة في إنقاص ضغط الدم ما دون 130/80 مليمتر زئبق.

* الفلوريد والأطفال > يُقال بأن الفلوريد يضر الأطفال، وأطباء الأسنان ينصحون به. ما هي النصيحة الطبية؟

وداد فايز ـ القاهرة.

ـ الموضوع باختصار شديد هو أن أطباء الأسنان لاحظوا أن توفر مادة الفلوريد يحمي الأسنان من الإصابة بالتسويس، وذلك من خلال قدرتها علي إضافة بنية قوية لكميات الأملاح والعناصر في السن خاصة الأجزاء الضعيفة فيه والمُعرضة للتأثر ببكتريا التسويس. ومن ثم ينصحون بها، وينصحون أيضاً بإضافتها إلى مياه الشرب كي يُقدموا للناس وسيلة سهلة للوقاية من تسويس الأسنان دون عناء تناولها كإضافات منفصلة كمعجون أسنان أو حبوب أو غسول للفم أو غير ذلك.

لكن الإشكالية هي أن التعرض لكميات عالية منها، مثل ما هو متوفر في مياه الشرب في بعض المناطق أو كثرة إضافة الفلوريد لمنتجات عدة هو أمر يُعرض الإنسان، وخاصة الأطفال، لتجمع كميات عالية مختلفة المصادر من الفلوريد في الجسم دون أن يشعر المرء بها. وقالوا وبالتالي فإن أسنان الأطفال عرضة للإصابة بتشوهات تتمثل في شقوق وخطوط بيضاء إضافة إلي تغير في لون الأسنان. كما أن تعرض البالغين لهذا فإنه سبب في نشوء ضعف بنية العظم، الأمر الذي يُعرضه لسهولة الكسر، كما أن بعض الدراسات تشير إلى ارتفاع احتمالات إصابته بأنواع من السرطان. إضافة إلى احتمالات أخرى كاضطرابات في الجهاز التناسلي والعصبي والغدد الصماء والكلى إضافة إلي جهازي الهضم والمناعة. والحقيقة أنه من الضروري النظر بواقعية لموضوع الفلوريد والأسنان من جهة، والفلوريد والجسم من جهة أخرى، فالحقيقة العلمية هي أن الدراسات الطبية أثبتت أنها مادة تقي من نشوء تسويس أسنان الأطفال بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 40%، الأمر الذي لا يُوفره أي أمر آخر سوى الحرص على تنظيف الأسنان. وبرغم كل ما يُثار من اعتراضات مُحتملة للفلوريد فإن الضرر معروف أنه يحصل بتناول كميات عالية منها، وأطباء الأسنان لم يقولوا أو ينصحوا بهذا بل دائماً يضعون تحديداً للكمية المسموح تناولها على حسب عمر الإنسان وبالتالي حاجته. ولا تزال رابطة طب الأسنان الأميركية وغيرها من الهيئات الصحية العالمية تشدد على أهمية وفائدة الفلوريد في تعزيز المحافظة علي صحة الأسنان وتقليل احتمالات الإصابة بالتسويس فيها.