بين الخطا والصواب

TT

* احذروا أشعة الشمس الحارقة

* ليس من الخطأ أن يلجأ الناس إلى الشواطئ والحدائق العامة هرباً من حرارة الصيف واستمتاعاً بجمال الطبيعة، لكن الخطأ يكمن في التعرض المباشر لأشعة الشمس والأشعة المنكسرة من على سطح البحر والإفراط في البقاء تحتها لساعات طويلة تعرضهم لأضرار هذه الأشعة. ومن المعروف أن لأشعة الشمس أضراراً كثيرة على الجسم بصورة عامة وعلى الجلد خاصةً، إذا ما تعرض لها الإنسان لفترات طويلة. ولا تقتصر هذه الأضرار على الذين يعانون سابقا من أمراض جلدية أخرى، فهي كثيراً ما تصيب الأفراد الأصحاء بالحروق وتسمى «حروق الشمس» وتتراوح درجتها من حروق بسيطة (وهي مجرد احمرار في الجلد) إلى حروق عميقة وتسلخات في الجلد وتكون مصحوبة بآلام شديدة في المناطق التي تعرضت لأشعة الشمس.

وهناك أعراض مرضية أخرى تنجم عن التعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة منها الحساسية الضوئية متعددة الأشكال وهي عبارة عن بقع حمراء ذات أشكال مختلفة وأحجام مختلفة وتظهر في المناطق التي تتعرض للأشعة.

أما مجموعة الأفراد الذين يعانون من أمراض جلدية ويتعرضون لأشعة الشمس فإنهم يكونون عرضة أكثر من غيرهم لحدوث المضاعفات التي ذكرناها إضافة إلى تفاقم الحالة المرضية التي يشكون منها في السابق. ومن أمثلة تلك الأمراض: مرض الذئبة الحمراء، مرض الوردية، حب الشباب، الحساسية الضوئية، الحزاز الضوئي (بقع ملونة أغمق من لون الجلد الطبيعي وتحدث بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية لمناطق الجسم المعرضة للضوء)، والأرتيكاريا (بقع حمراء اللون مرتفعة عن سطح الجلد مع الشعور بحكة وعادة يكون لها سبب مثل بعض الأطعمة أو الأدوية أو التعرض للشمس)، وكذلك الأمراض الميكروبية المعدية مثل الحصف الجلدي والحساسية الدهنية. وعلى أفراد هذه المجموعة عدم التعرض لأشعة الشمس نهائياً وأن يستمروا على العلاج السابق.

وتطبيقاً لقاعدة الوقاية خير من العلاج، فهناك وسائل وقائية عديدة تتيح للشخص الاستمتاع بالقيام بالرحلات الصيفية وكذلك السباحة، ومنها الكريمات الواقية من أشعة الشمس وهي متعددة وفي متناول الجميع ولها فعالية وقائية عالية، ولكن أيضا مع الحذر من التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس خاصة في الأوقات التي ترتفع فيها الحرارة وتكون الأشعة عموديةًً مثل أوقات الظهيرة.

وفي حالة حدوث أي تغير في لون الجلد أو تهيج مصحوب بألم مع حكة فيجب التوجه إلى الطبيب فوراً وعدم الانتظار لأخذ العلاج المناسب في أقرب وقت قبل أن تحدث المضاعفات الأخرى.

* نوم الحامل

* تتعرض المرأة الحامل عادةً للنعاس والرغبة في النوم بشكل لافت للنظر خاصة في شهور الحمل الأولى. وقد يكون ذلك مدعاة لخوفها وقلقها خاصة في حملها الأول حيث تكون عديمة الخبرة والدراية بما يحدث. وكالعادة تبدأ تتلقى ممن سبقنها في الحمل والولادة تفسيرات مختلفة عن أسباب ذلك، منها ما يكون قريباً من الحقيقة وأكثرها ما يباعدها.

في الحقيقة، تبدأ المرأة الحامل تعاني من النعاس والنوم أكثر مِما تعودت عليه في أيامها العادية قبل الحمل، وذلك أثناء الثُلثِ الأولِ مِنْ فترة الحملِ. ومن الطبيعي أن تشعُرَ الحامل في هذه الفترة بتعِبِ وإرهاق وذلك لأن الجسمَ يعمل على تكوين الجنين داخل الرحم والعمل على حِمايته والتفكير العميق في تَرْبِيته بعد الولادة.

والسبب في إحساس المرأة الحامل بالتعب سريعاً وحاجتها إلى النوم والراحة باستمرار هو انهماك جسمها وبالذات أعضائها التناسلية في تكوين المشيمة وهي العضو الرئيسي الذي يقوم بتقديم الغذاء للجنين من لحظة تكوينه وحتى لحظة ولادته. وبالتالي يقوم جسم المرأة الحامل في هذه الشهور الأولى من الحمل بتكوين وإنتاج كمية كبيرة من الدم أكثرَ من المعتاد تكفي حاجتها وحاجة الجنين. وقلب المرأة أيضاً يقوم بضخ الدم بشكل أسرع من ذي قبل ليفي بحاجتها وجنينها من الدم. وعليه تشعر المرأة بالتعب وتحتاج إلى أن تعوض ذلك بالاستغراق في نوم عميق في معظم ساعات اليوم والنهار. ولكن ذلك لن يدوم طويلاً فبعد هذه المرحلة ستجد الحامل نفسها تبحث عن لحظة تحظى فيها بنوم عميقَ وكافٍ ومتواصل، خاصة بعد ولادة جنينها.

* المضادات الحيوية وجدواها

* من الأخطاء الشائعة أن يعطى الطفل المصاب بالتهاب اللوزتين مضاداً حيوياً بدون الرجوع إلى الطبيب لتحديد نوع المسبب وبالتالي نوع الدواء المناسبَ له.

يحْدثُ التهاب اللوزتين عادة كجزء مِنْ التهاب البلعوم (عدوى الحنجرةِ). وفي الأطفالِ الأكبر سنّاً، يَبْدأُ المرضُ بالتهاب حنجرة مفاجئِ، وتكون عملية الابتلاع مؤلمِةً، كما يشكو الطفل المصاب بالتهاب اللوزتين من فقدان الشهية للطعام، مع تعب وإرهاق عام، وأحياناً قشعريرة وبرّد، وحُمَّى فوق (38.3 درجة مئوية). حتى الغدّد في الرقبةِ وفي زاويةِ الفكِّ قَدْ تتأثر وتكون مؤلمة. إن التهاب اللوزتين في الأطفالِ الصغار قد يَتضمّنُ أعراضَاً بسيطة مثل فقدان الشهية للطعام، أنف مزكوم، وحُمَّى طفيفة فقط. وقد يكون سبب التهاب اللوزتين إمّا فيروسات أَو بكتيريا، وفي أغلب الأحيان تكون الأعراض نفسها متكررة في الحالتين مهما كانت الجرثومةَ المسبّبة للعدوى. التهاب اللوزتين الجرثومي يُمْكِنُ أَنْ يُعالجَ بالمضادات الحيوية، لكن التهاب اللوزتين الفيروسيَ لا يَستجيب لمثل هذه الأدوية.

وعليه فلا بد من مراجعة الطبيب الذي بإمكانه أن يُفرّق الأطباءُ بين الاثنين وذلك بأَخْذ عينة من الحنجرةِ (أي مسحة غير مؤلمة لخلف الحنجرةِ) لتحديد نوع البكتيريا المسببة ونوع المضاد الحيوي المناسب لمقاومتها.