التهابات أذن السباحين

يحصل نتيجة تعرض الأذن للماء وتشقق الجلد واختراق البكتريا

TT

ذلك الألم المزعج في الأذن عند التهابها غير مُرحب به مطلقاً في غمرة استمتاع الكثيرين بالسباحة أثناء أيام الصيف، فاللهو البريء والنشاط البدني المُفيد بممارسة السباحة من قبل الأطفال والشباب وكبار السن، قد يتحول إلى معاناة في غير وقتها بمجرد حصول التهاب ينتاب منطقة الأذن الخارجية.

وضمن الإرشادات الطبية الصادرة أواخر الشهر الماضي عن العديد من الهيئات الصحية في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم بمناسبة الأجازة الصيفية ووسائل الوقاية من الإصابات أو الأمراض أثنائها أو بممارسة الأنشطة الترفيهية فيها، تكرر الحديث حول أهمية إتباع خطوات للوقاية من إصابة أذن السباحين والحيلولة دون التعرض للألم و الحكة فيها نتيجة لها. و هي أحد الأنواع الشائعة من الالتهابات الميكروبية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من ستة ملايين شخص يتعرضون لها في الولايات المتحدة وحدها سنوياً، ناهيك عن الأرقام الحقيقة لكافة دول و مجتمعات العالم.

* الأذن والماء

* وتحصل الإصابة عادة نتيجة لتعرض الأذن الطويل إلى الماء، فالرطوبة الزائدة للجلد في أسطح الأذن الخارجية، والحركات اللاإرادية في غالب الأحوال لحكها أو العبث بها لأي سبب كان، والتشققات السهلة الحصول آنذاك ونتيجة لها، تُمكن البكتيريا من اختراق حاجز الجلد المتماسك، وبالتالي التغلغل إلى ما تحت الجلد، والتكاثر فيه، ومن ثم تمكّنها من التهاب تلك المنطقة.

وهذا الأمر الذي يظهر علي هيئة ألم في الأذن ورغبة لا يُمكن للبعض مقاومتها في حكها، وبالتالي زيادة طين الالتهاب بل كما أن انتفاخ الأذن أمر وارد، بالإضافة إلى احمرارها وظهور صديد خارج منها، وربما نقص في قدرات السمع أو في ارتفاع درجة حرارة الجسم.

ووفق ما ذكّرت به المؤسسة القومية الحكومية للصحة بالولايات المتحدة فإن أحد أهم ما يُمكن فعله هو اتباع السباحين لخطوات سهلة لحماية آذانهم ووقايتها من الالتهاب أو تفاقمه حال الإصابة به. وذلك للوقاية بتجفيف الأذن جيداً بعد الفراغ من السباحة دون الإمعان في ذلك كي لا تُصاب طبقة الجلد بأي خدوش أو تهتكات، أي تجنب استخدام أعواد القطن أو إدخال الأصابع داخل الأذن أثناء تنظيفها. بل الحرص على محاولة إفراغ الماء المتجمع داخل الأذن الخارجية بإمالة الرأس إلى جهة اليمين مثلاً مع تحريك صوان الأذن اليمنى كي يسيل الماء أثناء تجفيفها الخارجي، أو استخدام هواء مجفف الشعر ضمن حرارة معتدلة. كما أن استخدام سدادات الأذن الخاصة أثناء السباحة أمر مفيد جداً للأطفال وغيرهم.

* علاج الاصابة

* وتتمثل خطوات الحد من تفاقم الإصابة ومعالجتها، بتقطير الأذن ببضع قطرات من الخل الأبيض في أحد الأذنين، وتركها ترتاح به لمدة خمس دقائق. ثم فعل نفس الشيء في الأذن الأخرى. وذلك مرتين يومياً لمدة ثلاثة أيام. ولو استمر الألم، فإنه يجب آنذاك استخدام قطرات من المضادات الحيوية المناسبة للأذن. ولو كان التشخيص سليماً وتم استخدام العلاج وانتقائه بطريقة سليمة فإن الألم سيتلاشى عادة في غضون ثلاثة أيام، على حد وصف ملخص إرشاداتها.

وكانت قد صدرت في الرابع من يونيو الماضي لأول مرة من قبل الهيئات الطبية في الولايات المتحدة إرشادات خاصة بالتعامل الطبي مع حالات التهاب أذن السباحين. واشتركت في وضعها لجنة خبراء علمية من الأطباء المتخصصين في طب كل من الأذن والأطفال و الأمراض المعدية. وراجعت مجمل الدراسات الطبية حولها الصادرة منذ عام 1960 وحتى وقت إعداد الإرشادات.

وأكدت اللجنة أن التهاب أذن السباحين كالتهاب يطال الأذن الخارجية يُمكن أن يصيبها نتيجة احتباس الماء فيها أثناء الاستحمام أيضاً خاصة لدى من هم مصابون بداء الصدفية أو الحساسية أو حتى حب الشباب في جلد الأذن. وتبنت اللجنة العلمية ضرورة الابتعاد عن وصف الأطباء لاستخدام المضادات الحيوية المتناولة عبر الفم كخط أول في معالجة هذا النوع من الالتهابات الميكروبية. بل استخدام المضادات الحيوية في هيئتها كقطرات للأذن. وشددت على ضرورة تعليم الأطباء للمرضى كيفية وضع قطرات الأذن بطريقة فاعله.

وتشير نشرات مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة إلى أن بكتيريا زودمونس إيروجينوزا هي السبب في غالب الحالات، وهي بكتيريا شائعة الوجود في الماء والتربة.