أطباق وملاعق صغيرة.. لتقليل تناول الطعام

وسيلة لخفض الوزن تستحق المحاولة

TT

إن كنت تريد إنقاص وزنك فحاول أن تتناول طعامك في أطباق صغيرة وتغرف الطعام فيها بملاعق غرف صغيرة أيضاً، فالإنسان يُمكنه استخدام حجم وعاء الطعام وربما ملعقة الغرف كوسيلة تساعد على تحكمه بشكل أفضل في كمية الطعام التي يتناولها، هذا ما يقوله الباحثون من نيويورك في نتائج بحثهم الذي سينشر في عدد سبتمبر من المجلة الأميركية للطب الوقائي.

ويقول الدكتور براين وانسنك من جامعة كورنل بولاية نيويورك إن على من يهتمون بإنقاص وزنهم استخدام أوعية وملاعق صغيرة، أما من يريدون الزيادة فيه، ككبار السن أو المصابين بسوء التغذية، فيُمكن حثهم على استخدام الأحجام الأكبر منهما.

وكانت دراسات سابقة قد لاحظت أن سلوكيات المراهقين تختلف في كمية ما يتم شربه تبعاً لشكل الكوب أو الكأس المستخدمة، إذْ إنهم يسكبون من العصير كمية تقل بنحو 77% حينما يستخدمون كأساً طويلة ورفيعة بالمقارنة مع كمية العصير التي يضعونها في الكأس القصيرة والعريضة. وأشارت أيضاً دراسة أخرى من فيلادلفيا إلى نفس السلوك لدى البالغين المتخصصين في تقديم المشروبات، حيث يضعون لا شعورياً كميات مختلفة من المشروبات عند استخدامهم أشكالا وأحجاما متباينة من الكؤوس.

* أحجام متباينة

* وفي الدراسة الحديثة قام الباحثون بمتابعة تصرف مجموعة بلغت حوالي 90 شخصاً من الاختصاصيين في التغذية بإحدى الجامعات الكبيرة بالوسط الغربي للولايات المتحدة. وذلك حين حضروهم حفلاً لتناول الأيسكريم (البوظة)، قدمت لبعضهم أوعية بحجم 17ولبعضهم الآخر 34 أونصة (الأونصة تبلغ نحو 30 مليلترا)، وملاعق غرف بحجم 2 و3 أونصات، وذلك كله دون علمهم باختلاف أي منهما. وتُركوا ليضعوا ما يشاءون تناوله من الأيسكريم. وتم لاحقاً وزن الكمية التي وضعها كل شخص في وعائه، ثم سُئلوا عن اختلاف ما وضعوه بما يتناولونه عادة، وعن تأثير حجم الوعاء والمغرفة المستخدمة في أي اختلاف بين ما هم معتادون عليه وما فعلوه في الحفل.

ولاحظ الباحثون أن من قُدمت لهم أوعية كبيرة، دون علمهم، قد وضعوا كمية تزيد بنسبة 31% عما وضعه من أُعطوا أوعية أصغر. وكذلك لاحظوا أن كمية الأيسكريم لدى من استخدموا مغارف كبيرة كانت أكبر بنسبة 14,5% مقارنة بمن استخدموا المغارف الأصغر. هذا مع ملاحظتهم أن أكثر من 94% من المشاركين أنهوا تناول كل ما وضعوه في وعائهم من الأيسكريم.

وبالمحصلة وجد الباحثون أن من استخدموا أوعية كبيرة ومغارف كبيرة تناولوا كمية من الأيسكريم أكثر بنحو 57% مقارنة بمن استخدموا الأوعية الصغيرة والمغارف الصغيرة.

وعلق الباحثون على النتيجة بالقول إن المهم هو ملاحظة أن الناس عموماً، حتى لو كانوا اختصاصيين في التغذية، لا يتنبهون إلى ما يصنعونه حينما يضعون لأنفسهم كمية كبيرة من الطعام. وحقيقة أن الخديعة انطلت عليهم وقعوا في فخ تأثير حجم الوعاء وحجم ملعقة الغرف، يُظهر مدى الحضور الطاغي والمدمر، على حد قولهم، للتأثير الذي يُمكن أن يكون عليه الاعتقاد الخاطئ. وبناء على النتائج يرى الباحثون أن على من يبتغون إنقاص وزنهم المبادرة باستخدام أوعية صغيرة وملاعق غرف صغيرة لتقليل كمية الطعام المتناولة. وكذلك على من يُحاول زيادة وزنه أن يستخدم أوعية وملاعق غرف كبيرة.

والدراسة تطرح مجدداً تأثر وزن الجسم بفعل الدور الذي تلعبه الأوعية التي يُوضع الطعام أو الشراب فيها على المائدة عموماً وأمام الإنسان خصوصاً، ودور وسائل وطريقة التناول في كمية الطعام والشراب المستهلكة. ومما تتأثر به حمية تقليل الوزن أو حمية مريض السكري أو خفض كوليسترول الدم أو تقليل تناول الملح، هو الظروف المحيطة بالإنسان والتي تعمل على تغيير كثير مما ينوي فعله حيال تناوله للطعام أو الشراب.

ولعل أحد الاحتمالات التي لم يتطرق الباحثون إليها في مناقشتهم نتائج الدراسة، هو تأثير كون المشاركين في حفل، حيث إن الناس قد ينسون أنفسهم عند الانشغال أثناء ذلك في الحديث ومقابلة الآخرين وتذوق أصناف الطعام المُقدمة وغيره، ولذا ربما لا يُدققون كثيراً في كمية ما يتناولون من الطعام خلاله.