المشروبات الغازية تؤثر في سلامة التغذية

دراسات تحذر من تقديمها للأطفال في سن ما قبل الدراسة

TT

إن أفضل المشروباتِ التي ينصح بها للأطفال في سن ما قبل الدراسة، وأيضا للأطفالِ من كُلّ الأعمار، هو الحليب والماء. وكلما كانت الفرصة مواتية، يجب أن لا نشجع الأطفال على تناول المشروبات الغازية والمحاليل السكّرية الأخرى، وكذلك المشروبات ذات السُعرات الحرارية المكثفةِ والمنتشرة بشكل واسع في جميع المحلات التجارية، وأن نحثهم على شرب الماء والحليب، فهما يَعملانِ على أداء وظائف مفيدة وجيدة أداءً حَسناً.

يَجِبُ أَنْ يَستهلكَ الأطفال في سن ما قبل الدراسة كأسين مِنْ الحليبِ، أي ما حجمه 480 مليلترا تقريبا في كلّ يوم، أَو أيٍ من منتجات الألبان المكافئة. وإذا كان طفلكَ لا يحبُّ شرب الحليب بتركيبه الأصلي البسيط، يُمكن محاولة إضافة لمسة من إحدى النكهات المعروفة، مثل الشوكولاته أَو الفراولة، فقطعة صَغيرة من هذه النكهات قَدْ تكفي لإحداث فرق كبير في الطعم ومن دون الحاجة لإضافة أي كمية مِنْ السُكّرِ. لكننا ننصح بتفادي شرب عصير الشوكولاته أَو عصير الفراولة، الذي يَحتوي على سُعرات حراريةَ عالية جداً، في أغلب الأحيان، وكذلك السُكّريات والدهون. وأيضاً يجب الحد من تناول بعض العصائر المحدِّدة التي تحتوي على كمية كبيرة مِنْ السُكّرِ، بحيث لا تزيد على 6 أونصاتِ (180 مليلترا) في اليوم.

عادة ما تقدم الأسرة إلى أطفالها واحدا من المشروبات الغازية، وهو معروف أنه من المشروباتِ المُكَربَنةcarbonated drinks التي لَيْسَ لها قيمة مغذّية، ونسبة السكر عالية فيهاِ.

هناك دراسةُ واحدة وَجدتْ أن واحدا من كل ثمانية أطفالِ في سن ما قبل المدرسةِ يشرب 9 أونصاتِ (270 مليلترا) أَو أكثر مِنْ، المشروبات الغازية في اليوم الواحد، وهي تعادل 110 ـ 150 سُعراً حرارياً فارغاً، وتمثل 10 % مِنْ احتياجاتِ الطفلِ في سن ما قبل الدراسة من السُعرات الحراريةِ اليومية. إن الطفلِ في سن ما قبل الدراسة يَجِبُ أَنْ لا يَشْربَ أيّ مشروب غازي لأنه يقف في طريق التغذيةِ الجيدةِ. وعلى سبيل المثال، الطفل في عمر 4 سنوات يحتاج إلى 800 مليغرامِ من الكالسيومِ، وهي كميةُ يمكن الحصول عليها من ثلاث كؤوس مِنْ الحليبِ. والطفل الذي يشرب المشروبات الغازية بشكل منتظم ومستمر من غير المحتمل أن يستطيع شرب هذه الكمية الكافية من الحليب.

بالإضافة لذلك، فإن من السّهلِ على الطفل أن يتناول المشروبات الغازية أكثر من اللازمِ، وعلى الأرجح أن يشرب كمياتِ متزايدةِ كلما تقدّم في السنَّ. وفي الأطفالِ والمُراهقين الأكبر سنّاً، وُجد في الكثير من الدراسات أن تناول المشروبات الغازية مرتبِط بزيادة الوزنِ المفرطةِ والمشاكلِ الصحية الأخرى، ومنها تسوّسِ الأسنان.

بالإضافة إلى السُعرات الحرارية والسُكّر، فإن ،المشروبات الغازية تَحتوي على مادة الكافيين، في أغلب الأحيان، والتي لها تأثيرات سلبية محتملة على الأطفالِ. إن الطفل في هذه المرحلة العمرية لا يَحْلم أن يقدم له أبواه فنجان قهوةِ، لَكنَّهما لا يترددان في إعطائه الكولا بشكل دوري ومشروبات أخرى تَحتوي على الكافيين. إن تأثيرات الكافيينِ في الأطفالِ مشابهة لتلك التي تحدث في البالغين.

وزيادة تناول الكافيين يُمْكِنُ أَنْ تتسبّبَ في النرفزة والعصبية، اضطرابات المعدة، صداع، صعوبة التركيز، صعوبة النوم. وكون الأطفال في سن ما قبل الدراسة صغيري الحجم، فإن الكافيين لن يَأْخذ وقتاً كثيراً ليعطي تأثيراتِه السيئة. كما وان الكافيين أيضاً يعتبر مُدِرّاً للبول ويتسبب عند بعض الأطفال في حدوث التبول اللاإرادي، وعند بعض الشبابِ في حدوث الجفافِ، خصوصاً في الأيامِ الحارةِ.