بين الخطا والصواب

TT

* التأثير الحاد للقهوة.. والنوبة القلبية > يخطئ البعض في إقلاعهم عن شرب القهوة نهائياً، رغم تعلقهم بها خوفاً من حدوث النوبات القلبية، وفي نفس الوقت يتمادى آخرون في شرب القهوة كيفما شاءوا ومتى ما أرادوا دون أي اعتبار لذلك.

إن الدراسات في تحديد درجة خطورة القهوة على القلب كثيرة ومتباينة، ولكنها تجمع على وجود علاقة بينهما، خاصة بالنسبة للذين تعودوا أسلوب حياة الكسل والاستقرار (عدم الحركة) أو أن تكون لديهم ثلاثة عوامل خطر أو أكثر لأمراض القلب.

كوب واحد من القهوة باليوم قد يتسبب في حدوث نوبة قلبية للبعض.. لقد قامت الدكتورة آنا بيلين Ana Baylin، الأستاذة المساعدة في صحة المجتمع في جامعة براون، بجزيرة رود، مع زملائها من كلية هارفارد للصحة العامة بدراسة على عدد 503 حالات نوبة قلبية غير قاتلة، حدثت بين 1994 ـ 1998 في كوستاريكا، وكان معظم المرضى فيها يشربون اثنين إلى ثلاثة أكواب من القهوة في اليوم. وقد ركزت الدراسة فقط على التأثيرات قصيرة الأمد للقهوة، أي خلال الساعة الأولى فقط بعد شرب القهوة. ووجدت الدراسة علاقة تربط بين نسبة حدوث نوبات قلبية غير قاتلة واستهلاك القهوة بمعدل كوب واحد منها في اليوم (كحالة بسيطة) أو كوبين إلى ثلاثة (كحالة متوسطة). وقد يكون السبب الكافيين الموجود في القهوة، لأنه هو المكون النشيط في القهوة الذي يتميز بزيادة نشاط العصب السمبثاوي، الذي يعرف أنه يرفع ضغط الدم.

إن هذه النتائج تستدعي إجراء دراسات أخرى تدعمها أو تنفيها وذلك لاعتبارات كثيرة، منها أن حجم الدراسة يعتبر صغيراً، كما وأن أكثر النوبات القلبية تحدث في الصباح الباكر وهو وقت يتزامن مع استهلاك كوب القهوة للمعتادين على شرب كوب واحد منها في النهار.

وعليه فإن نتائج هذا البحث لا تعمم على كافة الناس، وإنما توجه فقط للذين لديهم عوامل خطر للنوبات القلبية، كضغط الدم العالي، الكوليستيرول العالي، والسمنة ومرض السكري والتدخين. أما الناس الذين لا يوجد لديهم مثل هذه العوامل الخطرة فليسوا بحاجة إلى التخوف من نتائج هذه الدراسة. وللمزيد حول شرب القهوة وخطر النوبات القلبية، يمكن زيارة موقع جمعية القلب الأميركية الالكتروني.

* مشاركة الأسرة المريض في حياته > من الخطأ أن تعيش الأسرة التي بها فرد مصاب بأحد الأمراض المزمنة في قلق وهلع وارتباك دائم حول ما يجب أن تعمله وما لا تعمله. يجب أن تعرف أن هذا الوضع ليس مؤقتا ولا بد من القراءة والتعلم والتدرب والتأقلم معه. ولنأخذ مثالاً عليه، الطفل المصاب بالفشل الكلوي.

إن مثل هذا الطفل حتما سيكون مختلفاً عن إخوانه، فهو يحتاج لأخذ أدوية كثيرة، وللعناية بكل ما يأكل ويشرب.

إن مريض الفشل الكلوي يشعر بتغير طعم الفم الذي يؤدي إلى كره بعض الأطعمة، خصوصاً البروتينات. ولا بد من تخفيض كمية أطعمة البروتين الدسمة مثل (اللحم، السمك، البيض) حيث تساعد في جعل عمل ترشيح الكلى أسهل ويمكن أن تضع حداً للحاجة لغسل الكلية. ومن المهم أن نتذكر مدى حاجة الأطفال إلى البروتين الكافي للنمو، وعليه فلا يمكن تطبيق عملية التقييد الصارم للبروتين، كما يتم مع المرضى البالغين، ويكفي تجنب تناول كميات مفرطة من البروتين، وهي تساعد على تحديد كمية الفسفور أيضاً، لأن زيادة الفسفور هنا قد تؤدي إلى ترسب الكالسيوم في العين والقلب والجلد والمفاصل، وقد تضعف الهيكل العظمي، مما يزيد من خطر تكسر العظام.

أما منتجات الألبان فيجب أن تحدد لأنها تحتوي كميات كبيرة من الفسفور. لكن لا يمكن حذفها بالكامل، لأن من الصعب تزويد الطفل بالكالسيوم الكافي لإبقاء العظام سليمةً، ودعم حاجات الجسم الأخرى، خصوصاً وهو في مرحلة النمو.

معظم الأطعمة تحتوي على البوتاسيوم، خاصة الفاكهة والخضار مثل عصير البرتقال، الموز، صلصة الطماطم، الزبيب، والبطيخ، فلا بد من ملاحظة ذلك لأن زيادة البوتاسيوم تشكل خطراً على حياة أطفال الفشل الكلوي.

إن ضمان تناول الطفل السعرات الحرارية الكافية وبالكميات الصحيحة من المواد المغذية المختلفة يشكل مسألة تحد لكلا الوالدين والطفل. فتزويد وجبات الطفل بالكربوهيدرات والدهون الإضافية قد يساعد على زيادة كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها.