أستشارات طبية

TT

* إسهال بعد عملية المرارة > منذ أن أُجريت لي عملية المرارة قبل سنة، وأنا أعاني من إسهال متكرر. وتحاليل البراز لا تدل على وجود ميكروبات فيه، هل لهما علاقة ببعض؟

مها ص.ـ الرياض ـ من الجيد أنك أجريت تحاليل متكررة للكشف عن وجود الميكروبات في البراز، ومن الجيد أيضاً أن نتائجها سليمة.

والملاحظ أن حوالي 15 إلى 20% ممن تُجرى لهم عملية استئصال كيس المرارة، يُعانون من نوبات إسهال متكرر، قد يطول بضعة أعوام. والسبب أو الأسباب وراء ظهور الإسهال، لا تزال غير معروفة عند الأطباء بالنسبة لكل الناس. وإن كانت مجموعة منهم تربط الأمر باستئصال كيس المرارة، وبالتالي فقد إحدى أهم وظائفه وهي تنظيم إفراز السائل المراري إلى الأمعاء حسب حاجة الجهاز الهضمي. أي تحديداً عند مرور الأطعمة الدهنية فيه، التي تحتاج إلى الأحماض المرارية ليسهل على الأمعاء هضم الدهون وتفتيت مكوناتها المعقدة.

وحينما تصل بشكل متواصل كميات لم تُستهلك، ولو قليلة، من الأحماض المرارية إلى القولون، فإن قدرة القولون تقل وتضعف في امتصاص الماء من محتويات ما يصل إليه من بقايا الطعام بعد إتمام عمليات الهضم في الأمعاء الدقيقة. لأن الأحماض المرارية تحتفظ بالماء حولها، وبالتالي تغدو مكونات ما في الأمعاء والقولون شبه سائلة، وتخرج على تلك الهيئة، أي براز غير متماسك وسائل.

بعبارة أخرى، فإن تأثير الأحماض المرارية في القولون أشبه بالحالة التي يتناول الإنسان فيها أحد الأدوية الملينة للبراز.

وهناك من يربط الأمر بعدم إتمام الأمعاء عملية هضم الدهون، لكن هذا لا يبدو السبب الأهم. وبعضهم يربطه باضطرابات في تنظيم حركة الأمعاء نتيجة مجرد استئصال المرارة، وهو لا يزال محل بحث حتى اليوم.

لكن الجيد في الأمر هو أن غالبية من يعانون من الإسهال يزول ذلك لديهم مع مرور الوقت، ومن دون تناول أي علاج. وغالب الحالات تستجيب لتناول أدوية إيقاف الإسهال العادية، مثل عقار «إيموديم»، وبعضها يستجيب لتناول وجبات عالية من الألياف لإعطاء البراز كتلة أكبر.

لكن على الإنسان أيضاً تقليل تناول ما يُمكنه أن يزيد شدة الإسهال، أي تجنب المأكولات الحارة بالفلفل أو مشتقات الألبان أو الأطعمة الدسمة أو الكافيين وبالطبع الكحول، لكن هذا كله يتم بعد التأكد من خلو البراز من أية ميكروبات.

* التفلون والسرطان > هل تتسبب مادة التفلون في السرطان؟

وليد مجدي ـ دبي ـ التفلون الذي تقصده في سؤالك، الذي ذكرت فقط ملخصه، هو ما يغطي أوعية وأواني الطبخ أو القلي كي لا تلصق الأطعمة فيه. وكان سبق لي في ملحق الصحة بـ «الشرق الأوسط»، أن تحدثت عن علاقة المواد البلاستيكية بالسرطان، وعرضت جانباً مما يُقال عن التفلون.

المادة الأهم في التفلون هي «بي إف أو إيه»، وهي ما يُقال إنها سبب في الإصابة بعيوب خلقية لدى الأجنة وبالسرطان، كما لُوحظ على حيوانات التجارب في المختبرات، لكن لا يزال من غير الواضح حقيقة تأثيرها على الإنسان.

وكان الباحثون من «مايو كلينك» قد ذكروا أن مجموعة من الخبراء في وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة قد قالوا في بدايات هذا العام، ان المادة تلك قد تكون سبباً في السرطان البشري، لكن الوكالة لم تتبنَ بعد مثل هذا الرأي، وحتى الآن.

الإشكالية هي أن البعض يرى أن الجسم يمتص كميات ضئيلة منها أثناء إعداد الأطعمة فيها، والطرف الآخر يرد بأن ذلك صحيح، وأن أيضاً قدرة الجسم على التخلص منها بطيئة، لذا تبقى مدة طويلة في الجسم من الممكن أن يتأثر بها، والسجال غير محسوم.

وربما يكون الوضع الأمثل هو عدم إضافة هذه المادة إلى تركيبة التفلون حتى تنجلي حقيقة الأمر. ويصعب النُصح بعدم استخدام مثل هذه الأواني لمجرد الشكوك المطروحة حتى اليوم، ومن استغنى عنها كفى نفسه مؤونة الهم كما يُقال.

* أكل مكعبات الثلج > زوجتي تأكل الثلج بشكل متكرر يومياً، هل يدل ذلك على وجود مرض عندها؟

شوقي محمد ـ القاهرة ـ لا أعلم حقيقة أي أهمية للأمر ما لم تسأل زوجتك عن الدافع لذلك. فربما كانت الحاجة إلى تناول الأشياء الباردة والمثلجة عادة محببة لديها، كأن تُكثر من تناول الآيسكريم (البوظة) أو العصائر المثلجة بمكعبات الثلج أو لحرارة الجو.

لكن هناك حالة طبية واحدة تُسمى «بيكا» وتتميز بأن الإنسان يُحب وبشغف تناول مواد لا فائدة منها، وربما ضارة، مثل الطين وقشر البيض والثلج والورق وغيره. والثلج منها على وجه الخصوص يرى بعض الباحثين أنه مرتبط بوجود حالة من فقر الدم أو ما يُسمى أنيميا، أو غيرها من حالات سوء التغذية. كذلك تنشأ عادة أكل ما لا فائدة منه هذه لدى مَن يعانون من توتر نفسي أو وسواس قهري أو غيرهما من الحالات النفسية.

والأولى مراجعة الطبيب للتأكد من دواعي فعلها ذلك، والتأكد أيضاً من سلامتها من أية حالات لسوء التغذية.