زيت الزيتون البكر.. لصحة القلب

فوائده قد تجعل منه البديل الصحي للزيوت النباتية الأخرى

TT

الحديث عن فوائد زيت الزيتون لن يقف ولن ينتهي يوما من الأيام، بل إن جهود العلماء والباحثين تظل متواصلة لتكتشف أو تثبت ما سبق اكتشافه من أسرار هذا العنصر الغذائي الهام. وعندما يتعلق الأمر بصحة القلبِ، فإن زيت الزيتون البكر لَرُبَّما تكون له أهمية ودور أكبر من بين الدهون النباتيةِ الأخرى.

وهناك دراسات قائمة تؤكد تصريح باحثين أوروبيينَ أن زيتَ الزيتون البكر قَدْ يَكُون فعّالاً جداً في تخفيض خطرِ أمراضِ القلب بسبب محتواه العاليِ من مركّباتِ نباتِية مضادة للاكسدة، ففي أحد هذه الأبحاث، دراسة حديثة أجريت على 200 رجلِ صحيح الجسم ولا يشكو من أي مرض، وجد الباحثون أن زيت الزيتون البكر غني في مضادات الأكسدة التي تسمى بولي فينولزpolyphenols ويُعتبر تأثيرها على صحةِ القلبِ أقوى بكثير مِنْ النوع «المصنّع» غير البكر.

* فوائد للقلب

* وتفترض النتائج أنّ زيت الزيتون البكر يَكُونُ أكثر فعالية على صحة القلب من حيث تخليصه مِنْ الدهنِ الأحادي غير المشبع. ويعزى الى عنصر البولي فينولز عدد من الفوائد الصحية للقلب والتي تنسب عادة لزيت الزيتون.

وتقول الدّكتورة ماريا ـ إيزابيل كوفاس من معهد بلدية برشلونة للبحثِ الطبيِ بإسبانيا والباحث الرئيسي في هذه الدراسة إن زيت الزيتون البكر، هو في الحقيقة، الزيت النباتي الوحيد الغني في محتواه من عنصر البولي فينولز.

وأن كُلّ الزيوت النباتية ما عدا زيت الزيتون البكر تخضع لعملية (التصفية والتكرير) والتي تؤدي عادة الى فقد البولي فينولز عملياً.

وقد لاحظ الباحثون أنه حتى زيت الزيتون «العادي» لا يزال يحتوي على قدر من البولي فينولز، لكونه خَلِيْطاً من زيتِ الزيتون البكر وأنواع أخرى من الزيوت المصنّعة.

وفي هذه الدراسة التي أجريت على 200 رجل من الشباب ومن متوسطي العمر، تم إعطاؤهم ثلاثة أنواع من زيتِ الزيتون لمدة ثلاثة أسابيعِ لكل نوع منها. كان واحد من تلك الأنواع زيت زيتون بكر وعالي المحتوى من البولي فينولز، أما النوعان الآخران فكَانا من النوعية المصنّعةَ والمكررة بشدّة وتحتوي على مستوى متوسط الى منخفض من البولي فينولز.

وقد استعملَ هؤلاء الرجال، الخاضعون لهذه الدراسة، الزيوت الثلاثة بدلاً مِنْ الدهون الغذائية الأخرى. في نهايةِ الدراسةِ، وَجدَ الباحثون أن مستويات الكوليسترول «الجيد» ذي الدهون عالية الكثافةHDL كَانتْ أعلى بعد مضي الأسابيعِ الثلاثة من تناول الرجال لزيتِ الزيتون البكر. كما وُجد أن هناك هبوطا كبيرا في علاماتِ ما يسمّى بالإجهادِ المؤكسدoxidative stress وهي عملية تساعدُ على ترسيب جزيئاتِ الكوليسترول «السيئ» أي ذي الدهون منخفضة الكثافةLDL على بطانة جدار الشرايين مما يسبب تصلب وتَضييق تلك الأوعية الدموية التي تغذي القلب بالدم المؤكسد.

إن من المعروف والمسلم به أن الدهون الأحادية غير المشبعة Monounsaturated تكُون عادة البديل الصحي للدهون المُشبَعِة الموجودَة في المُنتَجاتِ الحيوانيةِ مثل الزبدة. وهذه الحقيقةِ، مضافة الى منافعِ البولي فينولز تجعل من زيت الزيتون أفضل مصدر جيد للدهن.

وحتى يتمكن العلماء من إطلاق توصيتهم بتناول زيتِ الزيتون البكر كبديل للزيوت النباتية الأخرى، لا بد من إجراء تجارب إكلينيكية كبيرة لتحديد الرُؤية الصحيحة للمزايا الصحية المتوقعة. وقد وردت تفاصيل هذه الدراسة في دورية «المدونات في الطبّ الباطني»، عدد سبتمبر (أيلول) لهذا العام 2006.