بين الخطأ والصواب

TT

* الولادة.. طبيعية أم قيصرية؟

* ظاهرة حديثة عمت معظم البلدان المتقدمة بشكل ملحوظ، وهي اختيار الولادة بإجراء العملية القيصرية بدلا من الولادة الطبيعية. البعض من النساء الحوامل يشترطن على الطبيب المعالج منذ بداية المتابعة معه في عيادته أن تكون الولادة بواسطة العملية المذكورة وقبل إحساسهن بألم «الطلق» وهو موجة من الانقباضات في عضلات الرحم تعتبر إحدى علامات قرب الولادة. والبعض الآخر لا يأبهن لذلك ولكن يشترطن فقط أن تكون الولادة قيصريةً لا مهبلية.

إن قرار الولادة بواسطة العملية القيصرية يُبنى على اعتبارات علمية ومؤشرات تظهر على المرأة الحامل ويقررها، عادة، الطبيب المختص لأن هذه الوسيلة تظل خاضعة لأنظمة وبروتوكول التدخل الجراحي. هناك دراسة حديثة تفيد أن الولادة القيصرية تضاعفُ مِنْ خطر المَوت أثناء الولادة لأكثر من ثلاث مرات مقَارنَة بالولادة الطبيعية. الخطر ما زالَ صغيرا جداً، صحيح أن العديد مِنْ البلدانِ المتطورةِ تَشهد ارتفاعا مثيرا في عددِ العمليات القيصرية التي تجرى في كل سَنَة حيث يزداد عدد النِساء اللاتي يَخترنَ ويُفضلنَ الولادة القيصرية على الطبيعية تَفاديا للألم الذي يسبق ويصاحب الولادة الطبيعية ولاعتبارات أخرى أيضاً.

الباحثون في هذه الدراسة، من مستشفى تينون Tenon للولادة في باريس بفرنسا، راجعوا عدد 65 حالة موت امرأة حامل عند الولادةِ من سجل مسح الولادات الوطنيِ الفرنسيِ في الفترة مِنْ 1996 إلى 2000. ووجدوا أن كُلّ الوفيّاتِ التي سجلت في ذلك المسح كانت بعد ولاداتٍ لطفلٍ وحيد ولم تكن بسبب حالة مرضية موجودة قبل الولادة، كما لوحظ أن أولئك النِساء لم يدخلنَ المستشفى أثناء الحملِ.

ووَجدَ الباحثون أيضا أن خطر الموتِ، مِنْ حدوث جلطاتِ دمِّ أو حدوث عدوى أَو مضاعفات خاصة بالتخديرِ، كَانَ أعلى بـ 3.6 مرة عند النِساءِ اللواتي تمت ولادتهن بعملية قيصرية.

وكان خطر الموتِ بعد الولادةِ القيصرية مرتفعاً سواء أجريت العملية قبل أو أثناء ظهور علامات الولادة.

وبالرغم من أن نِسَبَ موت الأم عند الولادةِ في أكثر البلدانِ المتطورةِ منخفضة نسبياً وبشكل عام، إلا أن النِساء الأميركيات ما زلن يعانين من احتمال الموتِ المتعلق بِالحمل بنسبة 1 : 3500، ونسبة حدوث وفاة الأمهات لم ينقص بشكل ملحوظ في العقدين الأخيرين للسبب نفسه، طبقاً للكليَّةِ الأميركيةِ لأخصائيي أمراض النساء والولادة.

وعليه فإن الوضع الصحيح للولادة، إذا لم تكن هناك دواع طبية أخرى، أن تكون طبيعيةً مهبيلية لا جراحية قيصرية. وقد نشرت الدراسة في عدد سبتمبر (أيلول) الحالي مِنْ مجلة أمراض النساء والتوليد الفرنسية.

* أطعمة النباتيين.. والحساسيةَ

* قد يتعرض البعض منا لنوع من أنواع الحساسية ومنها تلك التي تصيب الفم وتظهر على شكل حالة من الحكة أو التورم وذلك بعد أْكل الفواكه أَو الخضار الطازجةَ مما يتوفر في الأسواق في هذا الفصل من السنة. وتسمى متلازمة حساسية الفم OAS.

يقول الخبراء من الأكاديميةِ الأميركية للحساسيةِ والربو وعِلْمِ المناعة ( AAAAI). إن متلازمة حساسية الفم OAS والتي تدعى أيضاً متلازمة غذاء غبار الطلع تتسبب بواسطة محسّساتِ معينة مثل محسسات العشب، التي تَبْدأُ بالإزْهار في منتصف شهر أغسطس.

إن غبار الطلع التي تصدر من ذلك العشب هي المادة المحسّسة التي تنتقل عبر الهواء وتكون مسؤولة عن هجومِ أعراضِ الحساسيةِ في هذا الوقتِ من السَنَة كالعَطْس والحكَة، وإفراز الدمع من العين، إضافة إلى أعراض متلازمة حساسية الفم Oral Allergy Syndrome OAS.

ومحسسات العشب هذه يمْكِنُ أَنْ َتعرض الشخص لمشاكل كبيرة عند إصابته بها. وأعراض متلازمة حساسية الفم تنتج عن أي مصدر نتيجةَ ردّ فعل بين أجسام الحساسيةِ المضادةِ الموجّههَ نحو بروتينِ غبارِ الطلع المستهدفِ مع البروتينِ المماثلِ وَالموجود في أجزاء أخرى مِنْ النباتاتِ. إن الأعراضُ الشائعة لمتلازمة حساسية الفم تتضمن حكة في الفَمّ والحنجرة مع تورمِ بسيط ومعتدلِ يحدث فوراً بعد أكل الفواكه الطازجةِ أَو الخضارِ.

إن الناس الذين لديهم حساسية من غبار العشب يُمْكِنُ أَنْ يُواجهوا أعراض متلازمة حساسية الفم، وعليه فينصحون بالابتعاد عن تناول الموز، الخيار، البطيخ، بذور عبّاد الشمس، وشاي البابونج والأعشاب.

أما أعراض متلازمة حساسية الفم OAS فيُمْكِنُ أَنْ تحْدثَ أيضاً في الناسِ الذين لديهم أعراضِ حساسيةِ من شجرةِ البتولا birch tree، وعليه فينصحون بالابتعاد عن تناول الخوخَ، التفاح، الأجاص، الكرز، الجزر، البندق، الطيور، الكيوي، واللوز. وذلك حسب توصيات الأكاديميةِ الأميركية للحساسيةِ والربو وعِلْمِ المناعة AAAAI.

عموماً، فإن طبخ الأطعمة كفيل لأن يزيل ردَّ فعل وإثارة «متلازمة حساسية الفم». ولمزيد من المعلومات يمكن الرجوع إلى الأكاديمية الأميركية لأطباءِ العائلة.