رغوة لعلاج دوالي الساقين

تحقن فيها لسد الأوردة عند زيادة تصلب جدرانها

TT

يقول الأطباء في بريطانيا، ان استخدام مادة رغوية بامكانه أن يؤدي الى قفل الأوردة المتمددة لدى مرضى دوالي الساقين، وذلك بأمان وكفاءة، متى ما تم توجيه عملية حقنها في داخل الأوردة وفق صور الأشعة فوق الصوتية.

وأشاروا في نتائج دراستهم المنشورة في عدد أغسطس (آب) من المجلة البريطانية للجراحة، الى ان هذه الطريقة تحقق النجاح في قفل الأوردة عبر تصليبها وتيبيس جدرانها لدى 91% ممن لديهم دوالي في الساقين.

والطرق المتبعة عادة تعتمد على حقن مواد سائلة تعمل على تصليب الأوردة وقفل مجراها، بينما طريقة تصليب الأوردة بالرغوة تحت توجيه الأشعة ما فوق الصوتية هي طريقة مُحورة، حيث يتم استخدام سائل يُؤدي الى تيبس وتصلب الأوردة بعد تحويله الى رغوة من خلال مزجه بالهواء بقوة الضخ.

وكانت دراسة قديمة جداً، صدرت عام 1944، قد أشارت لأول مرة الى جدوى استخدام مواد سائلة لتصليب وتيبيس الأوردة في الدوالي. بيد ان الأمر ظل بلا متابعة من الباحثين لتطوير تلك الطريقة العلاجية، حتى جاء الباحثون بفكرة استخدام الرغوة بدلاً من السائل. وتقدمت الدراسات من بعد في اثبات أن الرغوة أكثر فاعلية من السائل، خاصة اذا ما تم الحقن بدقة داخل الوريد.

* نتائج مشجعة

* الباحثون الانجليز، شملوا في دراستهم حوالي 190 حالة، تمت فيها المعالجة بطريقة الرغوة لأكثر من 220 وريدا مصابا بالدوالي. وتحقق النجاح في قفل الوريد لدى 163 منها، وفي المرة الثانية من الحقن لدى 32 ممن لم تستجب الأوردة في المرة الأولى للعلاج. وبشكل عام بلغت نسبة النجاح حوالي 91%، وهذه النتائج مبدئية، لكنها مشجعة لاجراء مزيد من الدراسة لمعرفة فائدتها على المدى البعيد. والطريقة سهلة ومفيدة ويُمكن تكرارها اذا ما فلحت في المرة الأولى لتحقيق المراد العلاجي.

وأسباب الاصابة بدوالي الساقين متنوعة، وان كانت الوراثة هي أهمها. لكن هناك من العوامل ما تجعل من السهل تكون تمدد في الأوردة وخلل في وظائف الصمامات فيها. ونظراً لمتغيرات طبيعية عدة تعتري الحامل في فترة الحمل، فإن المرحلة تلك تنشأ فيها الدوالي لدى مجموعة من السيدات، كالمتغيرات الهورمونية وزيادة حجم الدم وضغط الرحم على الأوردة الكبيرة في البطن، كذلك الحال مع تناول حبوب منع الحمل الهورمونية، والوقوف الطويل دون اعطاء راحة للساقين والفخذين ودون تحريك عضلاتهما من حين لآخر، هو عامل مهم في نشوء الدوالي. هذا بالاضافة الى السمنة والتقدم في العمر ووجود اصابات حوادث سابقة في الساقين أو الفخذين.

والأوردة تعمل بشكل رئيسي على جمع الدم من الأعضاء، وأجزاء الجسم المختلفة وتدفع به للوصول الى القلب. وهذا الدم غير نقي، ويقوم القلب بدفعه الى الأجهزة المنقية في الجسم، وتحديداً الرئتين والكلى والكبد. ولكي يتم ادراك وسائل الوقاية منها وطرق معالجتها علينا تصور مشكلة الدوالي في الساقين والفخذين بشكل سليم. وحين النظر الى أوردة الأطراف، الساقين والفخذين، من ناحية البنية والوظيفة، نلحظ أن الجاذبية الأرضية تعيق جريان الدم بسهولة خلال الأوردة، لأن الدم عند ذاك مطلوب منه أن يسير من أسفل الى أعلى دون أن تكون في القدمين أو الساقين مضخة لدفعه وتسهيل جريانه. كما نلحظ أن هناك نوعين من الأوردة الدافعة للدم الى أعلى في الساق والفخذ، هما الأوردة السطحية القريبة من الجلد، التي تصب محتوياتها في الأوردة العميقة داخل منطقة العضلات. وما هو مطلوب من الأوردة السطحية أن تدفع ما تحتويه من دم الى الأوردة العميقة هذه، حيث تضغط العضلات القوية في الساق والفخذ، على الأوردة العميقة، أثناء انقباضها في المشي أو التمارين الرياضية، لتدفع بالتالي الدم فيها الى أعلى، أي الى القلب. وأساس نجاح عملية دفع الدم كلها واتمامها بشكل لا يُعطي مجالاً لتجمع الدم في الساق، هو وجود صمامات فاعلة تعمل بكفاءة عالية داخل الأوردة، لأن وجود صمامات داخلها يعمل على السماح بجريان الدم في اتجاه واحد الى الأعلى ومنعه من العودة الى الأسفل. واذا ما اختلت وظيفة سلسلة الصمامات على طول الوريد، يعود الدم الى الخلف ويتجمع في الوريد.