أستشارات طبية

TT

* صداع عند ممارسة الجنس

* عمري في الثلاثينات. أعاني من آن لاخر من صداع شديد. يأتي بشكل مفاجئ أثناء ممارسة الجنس. ويزيد عند القذف. وأتوقف أحياناً عن العملية آنذاك. مع العلم أني لا أتناول الفياغرا أو غيرها. هل هذا خطير على حياتي؟

وليد. خ ـ القاهرة ـ رسالتك واضحة. وهذا ملخص سؤالك. نعم. يُصاب البعض بالصداع أثناء ممارسة العملية الجنسية لكن الغالب أنه ليس خطيراً على حياة الإنسان. والرجال والنساء سواء فيه. ويُصاب البعض به عند القيام بأي نوع من الممارسة الجنسية المُؤدية إلى القذف.

وغالب ما يحصل هو بدء الشعور بنوع من الألم الثقيل في كلا جانبي الرأس. يزداد مع تزايد الانفعال والإثارة. والبعض الآخر يشعر به بشكل مفاجئ وحاد كنوع الألم النابض. يزداد حدة بالقيام بأي حركة. وتصل ذروة الألم عند مرحلة القذف من العملية الجنسية. وهذا الصداع قد يستغرق بضع دقائق. وقد يطول إلى بضع ساعات.

ويرى الباحثون أن الألم الثقيل والذي يشد على الرأس ناجم عن توتر وتقلصات في عضلات الرأس أو الرقبة خلال العملية الجنسية. وأن الألم المرتبط بمرحلة القذف نفسها مرتبط بارتفاع في ضغط الدم وتوسع في الأوعية الدموية داخل الدماغ. ومما لاحظوه أيضاً أن تناول حبوب منع الحمل من قبل النساء أو تناول بعض من أدوية نزلات البرد المحتوية على مواد مضادة للاحتقان هما من أحد أسباب الشعور بالصداع أثناء الممارسة الجنسية. بينما يرى البعض الاخر أن الصداع برمته مرتبط بمستوى الإثارة والانفعال النفسي والعاطفي والبدني مع مجريات العملية الجنسية ذاتها. أو تكرار ممارستها بشكل متتابع. أو ممارستها حين الشعور بالتعب والإرهاق أو التوتر النفسي. لكن الأمور لا تزال غير واضحة لدى الباحثين.

ولا يبدو أن ثمة أناسا أكثر عرضة للإصابة من غيرهم. بل إن أي رجل أو امرأة قد يُعاني منه. لكن منْ يُعاني من الصداع النصفي ربما هو أكثر عُرضة.

وتشير بعض المصادر الطبية إلى أن الصداع الجنسي غير مرتبط بمضاعفات خطيرة على الإنسان. لكن تكراره هو ما يستدعي مراجعة الطبيب. والذي يُعمل عادة هو التأكد من ضغط الدم ونسبة الهيموغلوبين وسلامة القلب والجهاز الدوري. وربما فحوصات الأشعة بأي نوع منها تحدد مدى سلامة الأوعية الدموية في الدماغ.

* ضعف الإبصار والسكري

* لدي مرض السكري منذ 13 سنة. وعمري 56 سنة. والطبيب أخبرني أني أحتاج علاجا بالليزر للشبكية. المشكلة أن نظري قل وأخاف من الليزر. ما تنصح؟

سهام عابد ـ جدة ـ ذكرت أيضاً في سؤالك عن صعوبات في التحكم بمستوى السكر في الدم وتغيير العلاجات. ما يجدر أن تلاحظيه بعناية أن أحد مُضاعفات مرض السكري هو تأثر شبكية العين. والتأثر هنا يطال شبكة الأوعية الدموية الصغيرة فيها وأنسجة الشبكية نفسها. وخاصة في مناطق حساسة تتركز وتعتمد عليها قوة الإبصار بالدرجة الأولى. ولذا فإن سلامة الشبكية أساس في سلامة قدرات الإبصار لدى مريض السكري.

وتأثرات الشبكية لدى مريض السكري عموماً تأخذ عدة أشكال. ولكل منها طريقة للتعامل الطبي معها. ويُعتبر حصول تسرب من خلال الأوعية الدموية الصغيرة وأيضاً تورم وانتفاخ في منطقة تُسمى ماكيولا. أو مقلة كما تترجم بالعربية. سبباً في لجوء الطبيب إلى علاج الليزر. وهو ما يتم من خلال تسليط حزمة ضوئية على مناطق الشبكية التالفة لقفل تلك الأوعية الدموية والحد من تسريبها. وأمرها بسيط. وتُجرى بالعيادة تحت تخدير موضعي طفيف.

وكذلك الحال مع استخدام الليزر في وقف نمو أوعية دموية جديدة بطريقة عشوائية، حيث انها قد تُؤثر بشكل سلبي في سلامة الشبكية والتصاقها بتجويف باطن العين. أي أنها قد تؤُدي إلى انفصال الشبكية.

وما أود أن تتنبهي له أن هناك احتمالات لأنواع أخرى من الاعتلال في شبكية العين تُؤثر في قدرات الإبصار كالنزيف أو انفصال الشبكية. وكذلك فإن اضطرابات نسبة السكر في الدم وعلوها قد تُؤثر في بنية محتوى ما في عدسة العين من سوائل وأنسجة.

ولذا فإن المتابعة الدورية لشبكية العين أحد جوانب متابعة مرض السكري. وكذلك الاهتمام الشديد بمستوى السكر في الدم وضبطه ضمن النسبة الطبيعية.