لغة عربية موحدة للذين يعانون من الصمم تشمل 1500 مصطلح

وفاء البابا لـ «الشرق الأوسط»: وزارة التربية اللبنانية لا تعترف بحق الصم في التعلم وبرامج للكشف المبكر عن الحالات

TT

تبلغ نسبة المعوقين في لبنان 1.5% من اجمالي عدد السكان وفق احصاء عام 1997، منهم 0.8% يعانون من الصمم. وقد اقر مجلس الوزراء اللبناني عام 1999 مشروع قانون لتأمين حقوق المعوقين بالخدمات الصحية واعادة التأهيل وخدمات الدعم، اضافة إلى حقهم في بيئة مؤهلة ومساكن خاصة لهم، والأهم تسهيل حصولهم على التعليم والتوظيف كأي فرد طبيعي في المجتمع.

الا ان نائبة المدير العام لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان وفاء البابا كشفت لـ «الشرق الأوسط» ان وزارة التربية ما زالت لا تعترف بالصم كطلاب لغياب المناهج التربوية الخاصة بهم، كما شككت بامكانية توظيف الصم خوفاً على السلامة العامة لاعتماد اجهزة الانذار على الصوت اضافة إلى سرعة اصابتهم بالملل لعدم قدرتهم على استخدام حواسهم كافة.

وتطرقت إلى مسألة دمج الأولاد الذين يعانون من الصمم مع رفاقهم الاصحاء في المدارس، وقالت: «صحيح ان الدمج يفيد الصم اجتماعياً ويكسبهم ثقة بالنفس. لكننا نعارضه». وبينت ان الدمج يجب ان يأتي في مرحلة متأخرة بعد ان يكتسب الاصم حصيلة لغوية تفيده في التعامل مع محيطه، من دون ان تغفل الدور الاساسي للمبادرات الخاصة في هذا المجال لأن المنافسة تحسن العمل، اما القطاع العام فيتقيد بالدوام وقلة الحوافز. وشددت البابا على ضرورة معاملة الاصم داخل اسرته كإخوته الاصحاء من دون تمييز أو تفضيل «كي لا ينعكس ذلك سلباً على شخصيته».

وتتخصص المؤسسة بموضوع الصمم عن طريق برنامجين احدهما «التدخل المبكر» الذي يتوجه إلى الأطفال من عمر يوم إلى 9 سنوات. والثاني هو «دار البيان» لايواء الأولاد من عمر الثلاثة اعوام وما فوق. كما يقومون بدورات كشف على الأطفال، واخرى تدريبية للأم لتتعلم اساليب وقاية أولادها من الاصابة بالصمم. وبصفتها امينة صندوق «الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم» تحدثت البابا عن توجه الاتحاد نحو توحيد لغة الاشارة عربياً بالاشتراك مع «الاسكوا» وجامعة الدول العربية، ويتم التركيز على الكلمات المهذبة واستخدام اليد اليمنى، وقد جرى استنباط 1500 مصطلح. وحالياً يتم تصوير المصطلحات وتبويبها لاطلاقها في اكتوبر (تشرين الأول) المقبل في جلسة عامة في تونس.

وابدت البابا اسفها لتوجه بعض المؤسسات اللبنانية نحو لبننة الاشارات «لأن ذلك سيعيق انشاء جيل متوحد عربياً من الصم». ورأت ان القاعدة تقضي بتعريب المصطلحات، واللبننة ستأتي تدريجياً لأن لكل منطقة خصوصيتها. وأكدت ان الأفضل لصالح الصم في لبنان اتباع مبدأ الترجمة بالاشارات للصم على التلفزيون؟ كما يحصل في دول عربية اخرى مثل الكويت وسورية ومصر والاردن والسعودية.

واوضحت المساعدة الاجتماعية في «البيان للصم» ربيعة قصب ان الصم يبرعون في المهن الحرفية التي تصدر اصواتاً مرتفعة كتصفيف الشعر والحفريات. وبالنسبة إلى كيفية مساعدة الصم قالت قصاب: «العملية يجب ان تأتي على مراحل، ففي البداية يتعلم النطق وقراءة الشفاه، وبعد ذلك لغة الاشارات التي تساعده اكاديمياً وليس اكثر».

انواع الصمم وقد قسم اختصاصي الانف والاذن والحنجرة د. محمد خياط الصمم إلى نوعين:

أولاً: الصمم الخلقي: يحدث اثناء الحمل وسببه غير معروف على وجه التحديد، وان كان بعض العلماء الالمان يعزونه إلى خلل في الكروموزومات الا انه من المستحسن ان تتجنب الام ادوية الالتهابات في الاشهر الثلاثة الأولى والاخيرة لأنها تؤثر في العصب السمعي. فيولد الاطفال مع خلايا مهترئة بنسبة 70% وبسبب قلة الانتباه يصبح الصمم كاملاً.

ونفى دكتور خياط ان يكون زواج الاقارب سبباً في الصمم «اذ بين 10 آلاف حالة زواج بين الاقارب هناك 2 إلى 3 حالات صمم فقط».

ثانياً: الصمم المكتسب: يصيب الطفل نتيجة المرض. ومن الامراض المسببة للصمم يبرز التهاب الجيوب الانفية والزوائد اللحمية والتهابات الاذن الوسطى (اكثر من 60% من حالات فقدان السمع سببه التهاب الاذن الوسطى) والخارجية والحصبة والسحايا اضافة إلى الزكام. لكنها لا تسبب الصمم الا في حال اصبحت مزمنة بمعنى انه مضى عليها 3 اشهر متواصلة من دون علاج.

واضاف دكتور خياط إلى هذه العوامل الجهل، اذ ان مجموعة كبيرة من الأهل يلجأون إلى علاج عربي مثل قطرة الزيت أو عصير الفجل. والاسوأ هو الذهاب إلى الصيدلي الذي قد لا يستطيع تحديد عواقب المرض بشكل دقيق. بالاضافة إلى اصرار الأم على تنظيف اذن طفلها من الداخل بعد كل حمام الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الصمغ في القناة السمعية وبالتالي الصمم.

وينصح دكتور محمد خياط الأم بمراقبة ردات فعل طفلها تجاه الاصوات خصوصاً بعد عمر الـ 6 اشهر. وفي حال شكت في قدرة ابنها على السمع يمكنها اللجوء إلى تخطيط السمع audiometri لا سيما في حال وجود اصم في العائلة.

اما بالنسبة لكيفية العلاج اوضح دكتور خياط انه يمكن لفاقدي السمع الكلي الاستعانة بسماعات ليتمكنوا من فهم لغة الاشارات. بينما من يعانون من ضعف السمع فيجب البحث عن اصل مشكلتهم واستئصاله كالزائدة اللحمية أو التهاب الاذن ومن ثم البحث في طرق العلاج.

وهناك نوع ثالث يتمثل في التهاب العصب السمعي بعد الزكام الذي يعرف من الصفير في الاذن وضعف السمع، وهذا يعالج في مدة لا تقل عن 10 إلى 15 يوماً. اذا كان في بدايته. اما اذا اصبح مزمناً فلا تقل مدة العلاج عن 6 اشهر وصولاً إلى 3 سنوات.

* خطورة فقد السمع:

* الصراخ أو الاصوات العالية في المنزل لا تؤدي إلى فقدان السمع، لكنها تساهم في اضعاف قدرة الطفل على الاستيعاب اضافة إلى تسببها بصدمة نفسية وخوف دائم.

* يفقد العاملون في المصانع 50% من سمعهم بعد 8 إلى 10 سنوات من تعرضهم لاصوات الآلات الضخمة لأكثر من 6 ساعات يومياً.

* يخف سمع المطربين والعاملين في الملاهي الليلية بنسبة 40 إلى 50% بعد سنة ونصف السنة أو 3 سنوات من تعرضهم للأصوات المرتفعة.

* فقدان السمع بنسبة 50% لا يأتي منذ الولادة على عكس الصمم الكلي.

* علامات فقد السمع لدى الأطفال:

العلامات أو الاشارات التي يجب ان ينتبه اليها الأهل لدى اطفالهم وتوجب عليهم الاستعانة باختصاصي انف واذن وحنجرة.

1 ـ الصراخ المستمر.

2 ـ عدم النوم ليلاً.

3 ـ عدم القدرة على الرضاعة.

4 ـ وضع اليد على احدى الاذنين.

5 ـ ظهور قيح أو ماء في الاذن.

6 ـ الشخير.

7 ـ عدم القدرة على اقفال الفم اثناء التنفس.

8 ـ سيلان في الأنف.