الرضا الجنسي.. لدى شعوب العالم

دراسة استطلاعية عالمية «لممارسةٍ جنسيةٍ أفضل»

TT

تُعدُّ الدراسة الاستطلاعية العالمية «لممارسةٍ جنسيةٍ أفضل» Global Better Sex Survey GBSS واحدة من أضخم الدراسات الاستطلاعية من نوعها في العالم، وقد تم إطلاقها لتحديد مفهوم الرضا الجنسي ومحاولة معرفة الاحتياجات والتطلعات الجنسية التي لم تتم تلبيتها بالنسبة إلى الزوجين.

بدأت التحضيرات الميدانية لهذه الدراسة الاستطلاعية في اكتوبر (تشرين أول) 2005 وتم الانتهاء منها في مارس 2006، وشملت الدراسة مقابلات مع 12.563 رجلاً وامرأة في 27 دولة حول العالم، هي: الكويت، الإمارات العربية المتحدة، هونغ كونغ، سويسرا، سنغافورة، كندا، الولايات المتحدة الأميركية، تايوان، لبنان، مصر، المغرب، كوريا الجنوبية، أندونيسيا، إيطاليا، المكسيك، إسبانيا، فرنسا، اليابان، أستراليا، البرازيل، جنوب أفريقيا، ماليزيا، تركيا، تايلندا، ألمانيا، المملكة المتحدة، وإسرائيل.

واجرت الدراسة شركة هاريس إنترآكتيف لصالح شركة «فايزر» للأدوية. وعمل فريقٌ من الخبراء المختصين مع «فايزر» في تطوير اسس الدراسة الاستطلاعية العالمية، وفي دراسة نتائجها وتحليلها بطريقة متأنية. وقد انضمَّ إلى هذا الفريق نخبةٌ من الأطباء والعلماء، كان في مقدمتهم د. روزي كنغ، وبروفسور كلاوس ـ بيتر.

* بحث واستقصاء

* تحدثت إلى «الشرق الأوسط» الدكتورة روزي كنغ زميلة الكلية الملكية الأسترالية للأطباء، ـ فرع طب الصحة الجنسية، والرئيسة السابقة للجمعية الأسترالية للتربويين والباحثين والمعالجين الجنسيين، وهي مؤلفةٌ وأكاديميةٌ وتربويةٌ، وباحثةٌ رئيسية في هذه الدراسة، وأوضحت أن هذه الدراسة سعت إلى استقصاء: > ما إذا كان إتمام وظيفة الانتصاب بشكل فعال من الأمور المهمة لتحقيق الرضا الجنسي للرجال والنساء على حد سواء.

> وما إذا كان الرضا الجنسي مهماً لعلاقة صحية وحياة سعيدة.

> وما إذا كانت هناك نسبة، ذات دلالة إحصائية، من الرجال الذين لم يتم تشخيصهم على أنهم يعانون اختلالاً في وظيفة الانتصاب، أو الذين لا يعتقدون أنهم يعانون اختلالاً في وظيفة الانتصاب، يرون أن انتصابهم ليس بالشكل الأمثل ويودون أن يتخذوا الإجراءات اللازمة لجعله في شكل أفضل.

وأكدت د. كنغ أن هذه الدراسة الاستطلاعية قد كشفت بالفعل أن نسبةً عاليةً ومهمةً من الرجال ممَّن لم يتم تشخيصهم على أنهم يعانون اختلالاً في وظيفة الانتصاب، أو ممَّن لا يعتقدون أنهم يعانون اختلالاً في وظيفة الانتصاب، يرون أن انتصابهم ليس بالشكل الأمثل ويودون أن يتخذوا الإجراءات اللازمة لجعله في شكل أفضل.

وعن الحالات التي تم تضمينها في هذه الدراسة الاستطلاعية، تقول د. كنغ انه تم وضع معايير خاصة لها، وهي:

> أن يكون المشاركون في الفئة العمرية 25-74 سنة.

> أن يكون كل من الرجال والنساء الذين شاركوا في الدراسة الاستطلاعية قد مارسوا الجنس مرةً واحدةً على أقل تقدير مع الجنس الآخر خلال الاثني عشر شهراً الماضية.

أما الذين لم يحقِّقوا هذين المعيارين فقد تم استبعادهم من الدراسة الاستطلاعية المذكورة.

* أهمية الجنس

* من جانبه يؤكد البروفيسور كلاوس ـ بيتر أحد الباحثين المهمين في الدراسة الاستطلاعية العالمية «لممارسةٍ جنسيةٍ أفضل» أن الدراسة قد أثبتت أهمية القيام بالممارسة الجنسية بشكل أفضل للرجال والنساء على حدٍ سواء، حيث يرى 69 بالمائة من الرجال والنساء أن الممارسة الجنسية الجيدة ضرورية من أجل زواج أفضل وعلاقة قوية ومبنية على الحب. وأن كافة أوجه الممارسة الجنسية «بما في ذلك الجماع، وما قبل الجِماع، وهِزَّة الجماع، والجاذبية نحو الطرف الآخر، وغيرها» هي من الأمور الضرورية للرجال والنساء على حدٍ سواء.

* الرضا وعدم الرضا > تشير إحدى أهم نتائج الدراسة الاستطلاعية العالمية «لممارسةٍ جنسيةٍ أفضل» إلى أن خمسين بالمائة من الأزواج في العالم غير راضين بشكل كامل عن حياتهم الجنسية. > ووفقاً للدراسة الاستطلاعية، فإن المكسيكيين يُعدُّون الأكثر رضا في العالم عن حياتهم الجنسية «75 بالمائة من المكسيكيين راضون تماماً عن حياتهم الجنسية» .

> وبالإضافة إلى ما سبق، فقد كشفت الدراسة الاستطلاعية العالمية لممارسة جنسية أفضل أن وتيرة الممارسة الجنسية تبلغ 6.4 مرة أو جلسة شهرياً.

ـ في المتوسط، يمارس الرجال الجنس 6.56 مرةً شهرياً.

ـ في المتوسط، تمارس النساء الجنس 6.38 مرةً شهرياً.

> ووفقاً للدراسة نفسها، ليس هناك من صلةٍ واضحةٍ بين الرضا جنسياً ووتيرة الممارسة الجنسية.

> وعلى سبيل المثال، فإن الرجال في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة يمارسون الجنس بوتيرةٍ متشابهةٍ، ولكن في حين أن الرجال في الولايات المتحدة الأميركية راضون عن حياتهم الجنسية بنسبة 53 بالمائة، فإن الرجال في المملكة المتحدة راضون بنسبة متدنية لا تتجاوز 38 بالمائة.

> وانطلاقاً من دراسةٍ تحليلية للبيانات، فإن هناك فروقاً واضحةً بين الدول فيما يتعلق بوتيرة الممارسة الجنسية. النتائج المُبينة أدناه هي للرجال والنساء على حدٍّ سواء:

ـ فرنسا: 7.7 مرةً شهرياً.

ـ ألمانيا: 6.45 مرةً شهرياً.

ـ المملكة المتحدة: 6.4 مرةً شهرياً.

ـ الولايات المتحدة الأميركية: 6.4 مرةً شهرياً.

ـ إسبانيا: 6.05 مرةً شهرياً.

ـ إيطاليا: 5.75 مرةً شهرياً.

> على وجه التقريب، فإن ثلث الرجال والنساء «33 بالمائة» يشيرون إلى أنهم يمارسون الجنس بمعدَّل أقل مما يجب.

39 بالمائة من الرجال و27 بالمائة من النساء يقولون إنهم يمارسون الجنس أقل مما يجب.

* جنس أفضل

* إن انتصاب قضيب الرجل والإبقاء على الانتصاب من الأمور المهمة والحاسمة في الحياة الجنسية الجيدة وفقاً لما يراه الرجال والنساء على حدٍّ سواء، وهو من الأمور المهمة والحاسمة أيضاً من أجل علاقة جيدة بين الطرفين.

> وفقاً للدراسة الاستطلاعية العالمية لممارسة جنسية أفضل، فإن صلابة الانتصاب من الأمور التي لا تقل أهميةً عن الوصول إلى الانتصاب والمحافظة عليه، وهذه الأمور مجتمعةً تعزز التجربة الجنسية.

> أقل من ثلثي الرجال قالوا إنه يصلون إلى مرحلة الانتصاب ويحافظون على انتصاب كافٍ للممارسة الجنسية.

45% من الرجال قالوا إنهم ليس في وسعهم أن يصلوا إلى مرحلة الانتصاب والمحافظة عليه على الدوام.

44% من الرجال لم يكونوا واثقين تماماً أن في وسعهم أن يصلوا إلى مرحلة الانتصاب إذا ما أرادوا ذلك.

43% من الرجال فقط كانوا راضين تماماً عن صلابة الانتصاب.

> بالنسبة إلى الرجال والنساء على حدٍّ سواء، فإن هناك علاقة وثيقة بين صلابة الانتصاب ورضاهم عن الحياة الجنسية. وقد تأكد ذلك أكثر فأكثر من خلال دراسة جديدة تم تقديمها أمام الجمعية الأوروبية للمسالك البولية التي تستخدم وسيلةً غير مسبوقة هي: استبيان صلابة الانتصاب 3، إذ توصلت الدراسة المذكورة إلى علاقة قوية بين الرضا عن صلابة الانتصاب واحترام الذات والثقة بالنفس والرضا عن الحياة الجنسية بأكملها.

> قوَّمت الدراسة المبنية على استبيان صلابة الانتصاب والمقدَّمة أمام الجمعية الأوروبية للمسالك البولية التغيرات في نوعية الانتصاب بعد معالجة الرجال الذين يعانون من درجات متفاوتة من اختلال وظيفة الانتصاب خلال فترة أربعة أسابيع.

> الرجال الذين خضعوا للمعالجة حققوا تحسناً مقداره ثلاثة أضعاف غيرهم فيما يتعلق بالرضا عن انتصابهم، الأمر الذي أدى إلى تحسن رضاهم عن حياتهم الجنسية ككل.

وأظهرت الدراسة الاستطلاعية العالمية لممارسة جنسية أفضل أن 25 بالمائة من الرجال مهتمون إلى أبعد الحدود بالارتقاء بأدائهم أثناء الممارسة الجنسية، فيما أبدى 62 بالمائة من الرجال رغبة في الارتقاء بأدائهم أثناء الممارسة الجنسية. كما تمكن نحو 75 بالمائة من الرجال والنساء من الارتقاء بممارستهم الجنسية بعد معالجة خلل وظيفة الانتصاب عند الرجال.

* حقائق حول اختلال وظيفة الانتصاب عند الرجال

* يعرف الدكتور خالد دعبيس، رئيس المؤتمر الدولي الثاني عشر للجمعية العالمية للطب الجنسي وأستاذ المسالك البولية ورئيس الجمعية الإفريقية الخليجية للطب الجنسي، ونائب رئيس الجمعية العالمية لاختصاصيي الجراحة التناسلية، ورئيس الجمعية المصرية للطب الجنسي، ورئيس الجمعية الإفريقية للبحث العلمي والتكنولوجيا، «اختلال وظيفة الانتصاب عند الرجل» بأنه حالة يعرِّفها الأطباء على أنها عدم القدرة على انتصاب القضيب و/أو المحافظة على الانتصاب وبما يكفي لإتمام الممارسة الجنسية بطريقة مُرضية.وهي أكثر شيوعاً أو انتشاراً مع التقدم في السِّن، وقد تكون ملازمةً أو مصاحبةً لمجموعة واسعة من الأمراض مثل داء السكري، وارتفاع الضغط، وفرط شحمِّيات الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والاكتئاب وغيرها. وقد يصاب الرجال باختلال وظيفة الانتصاب أيضاً نتيجةً لمعالجة دوائية معينة، أو المعالجة الإشعاعية في منطقة الحوض أو الجراحة.

وهذه الحالة تصيب نصف الرجال الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً فأكثر. وتشير التقديرات إلى أن عدد الرجال الذين سيصابون باختلال وظيفة الانتصاب، مع تقدم سنِّ سكان العالم عاماً بعد آخر، سيزداد بنسبة 111% مع حلول عام 2025.واليوم، تُعدُّ حالة اختلال وظيفة الانتصاب حالةً مَرَضيةً تتعلق بالزوجين معاً، حيث إن تبعاتها وآثارها تعود على الزوجين بالقدر نفسه.

ان اختلال عملية الممارسة الجنسية وعدم إتمامها بطريقة مُرْضية، من شأنه أن يؤثر سلباً في نوعية حياة الطرفين، كما أن ذلك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقلق وفقدان احترام الرجل لذاته. كم ان معالجة اختلال وظيفة الانتصاب بطريقة ناجحة وناجعة من شأنها أن تحقِّق ممارسةً جنسيةً أفضل، وحياة أفضل في المُجمل.وفي ظل توافر عقاقير دوائية فعالة تؤخذ عن طريق الفم لمعالجة اختلال وظيفة الانتصاب عند الرجال، فإن أعداداً متزايدةً من الرجال تسعى إلى الحصول على هذا العلاج .

إن مُثبطات الإنزيمPDE-5 هي فئةٌ من العقاقير الفعالة في الأوعية التي تم تطويرها خصيصاً لمعالجة اختلال وظيفة الانتصاب عند الرجال. وهي تعمل من خلال تثبيط الإنزيمPDE-5 بشكل فعال وهو ما ينجم عنه زيادةٌ في كمية مادةcGMP وارتخاء العضلات بسلاسة في قضيب الرجل.