إن بعض مضادات الاكتئاب الحديثة، والمشكوك في أنها ترَفْع خطر الانتحار، قَدْ تتسبب عند بعض الناس أيضاً بأن يُصبحوا عَنيفين في سلوكهم. وقد ظهر ان الناس الذين تناولوا مضاد الاكتئاب باكسيل Paxil كان لديهم ما يسمى بـ «ميول عدائية» بنسبة مرّتين أعلى من أولئك المُعطى لهم علاج مموّه placebo. باكسيلPaxil ، هو دواء اسمه العلمي باروكسيتين paroxetine ، وهو من مجموعة الأدوية المصنفةِ وتُدعى مثبطات أو موانع إعادة أخذ السيروتونين SSRIs. وكانت وكالة الغذاء والدواء الأميركية قد صرحت في عام 2004، ان هناك خطراً أعلى في السلوكِ الانتحاري بين الأطفالِ والمراهقين وطَلبَت وضع علامة تحذيرات قوية على عِدّة أدوية من فئة SSRIs، وحثت على تطبيق مراقبة دقيقة على البالغين.
وقد درس ديفيد هيلي وديفيد مينكيز مِنْ جامعةِ كارديف في بريطانيا وأندروهركسهايمر مِنْ مركزِ كوشرين، عِدّة مصادر معلومات لرُؤية ماهية خطرِ السلوكِ العَنيفِ الذي كَانَ بين الناسِ الذين أخذوا SSRIs.
وعقب ذلك قدموا تقريراً متضمّناً بيانات عن دواء باروكسيتين إلى اللجنةِ البريطانية لسلامة الأدويةِ، شملت بيانات مِن شركة غلاكسو سميث كلاين، وحالات قانونية، ورسائل بريدية إلكترونية مِنْ 1274 مريضاً استجابة لبرنامج تلفزيوني بريطاني تعرض لهذا الموضوعِ.
ووَجدوا أن 60 من 9219 شخصاً كانوا قد أخذوا باكسيل أَي بنسبة 0.65 بالمائة، كَانَ عِنْدَهُمْ «ميول عدائية» مقَارنَةً بـ 20 مِنْ 6455 شخصا كانوا قد أعطـوا علاجا مموّها، أَي بنسبة 0.31 في المائة. وكتب الباحثون في مجلّةِ المكتبة العامة للعلوم والطبِّ على الإنترنتِ، وقالوا، على أية حال، إن مثل هذا العنفِ يُحتملُ أَنْ يَكُونَ نادرا. ولكن القضايا الجديدة البارزة لهذه الحالاتِ تَحتاجُ إلى فحص مستعجل مع خبراء قانونيين وأطباء نفسانيين في كُلّ البلدانِ التي استعملت مضادات الاكتئاب.
وعندما يكون العنف هو النتيجة المتوقعة، فكُلّ حالة يَجِبُ أَنْ تفحص بعناية، وفقاً للمبدأِ الذي يقول إن الأفراد مسؤولون عن تصرّفِاتهم.