بين الخطأ والصواب

TT

* تعاني دول العالم كافة من ارتفاع قوائم الانتظار لزراعة عضو ما من أعضاء الجسم الحيوية التي لا تقوم الحياة بدونها. ويحجم الكثيرون عن التبرع بأعضائهم وهم أحياء لأقاربهم (خوفاً من المضاعفات) أو وَهُمْ موتى لغير الأقارب (اعتقاداً منهم عدم جواز ذلك شرعاً). ولا تزال الحاجة إلى توفير أعضاء للزراعة قائمة، بل هي في تزايد مستمر، حيث تشير احصاءات وزارة الصحة في المملكة إلى وجود 3 آلاف مريض على لائحة الانتظار لزراعة الكلى فقط، منهم 1368 مريضا يستخدم طريقة التنقية الدموية للعلاج من هذا المرض، وغالبية المرضى من فئة الأعمار من 26 إلى 45 عاما. كما تشير احصاءات المركز السعودي لزراعة الأعضاء إلى انه يتم زراعة ما يقارب من 100 كلية سنوياً، وهذا يوضح أن هناك فجوة كبيرة بين عدد المرضى وعدد الجراحات المجراة. يؤكد المتخصصون في أمراض الكلى، عدم وجود أي مضاعفات صحية تلحق بالمتبرع، طالما كانت نتائج التحاليل والفحوص التي أجريت له قبل التبرع سليمة، ومنها الفحص المخبري لوظائف الكلى في الدم، والذي يعتبر المؤشر الأول لأمراض الكلى، وكذلك تحليل البول، والذي يعتبر التحليل الأساسي في الكشف عن أي مرض كلوي.

كما توجد فتاوى صريحة حول برنامج التبرع بالأعضاء وزراعتها، سواء من الأحياء أو المتوفين، ومنها فتوى هيئة كبار العلماء في عام 1402هـ (1982)، وفتوى مجمع الفقه الإسلامي في 1407هـ (1987)، والتي أجازت رفع أجهزة الانعاش عن الشخص المتوفى دماغياً.

إذن نحن في حاجة ماسة إلى زيادة الوعي لدى المجتمع بضرورة التبرع بالأعضاء كمساهمة في إنقاذ كثير من المرضى، وذلك من خلال:

ـ تكثيف البرامج التوعوية التي توضح أهمية التبرع بالأعضاء في ضوء الشريعة الإسلامية. وقد ثبت أن زيادة الوعي والتفاعل كفيل بأن يحقق زيادة في عدد الأعضاء المتبرع بها بمقدار ثلاثة أضعاف العدد الحالي. ـ بطاقة التبرع بالأعضاء، وهي فكرة تعود للأمير سلمان بن عبد العزيز وتهدف إلى تشجيع الفرد على التبرع بأعضائه بعد وفاته لمريض آخر قد يكون في أشد الحاجة إليها.

ـ وأخيراً توقيع الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز والدكتور فيصل بن عبد الرحيم شاهين على اتفاقية تعاون بين المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، ومركز زراعة الأعضاء، والتي تضمنت رغبة الطرفين في تأسيس قاعدة من التعاون المتميز في مجال النشر والتثقيف الصحي بأهمية التبرع بالأعضاء. وتأتي هذه الاتفاقية لتأكيد الرسالة الإنسانية والاجتماعية التي تقوم بها شركات ومطبوعات المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، نحو مجتمعها وبلادها ومراكز وجمعيات العمل الخيري التطوعي ودعم مناشطها ومشاريعها وإبرازها إعلاميا.

* العناية بالقدم السكرية

* يخطئ مريض السكري، الذي لا يعتني بقدميه مثلما يعتني بعينيه. فمرض السكري يؤثر، على المدى الطويل، خاصة مع عدم انتظام العلاج، على معظم أجهزة الجسم ومنها القدمان، مسبباً ما يسمى بالقدم السكرية. وقد يصل الأمر إلى البتر في حال الاهمال والتراخي، خاصة عند ظهور تغيرات على القدم، مثل تغير لون الجلد إلى البني ثم الأسود، أو جفاف وتشقق في الجلد، تقرحات أو التهابات أو جروح لا تلتئم، أو ظهور لون ابيض بين الأصابع.

إن السبب الرئيسي لمشاكل القدم، هو اعتلال الأعصاب الطرفية للقدمين، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى فقدان الاحساس فيهما، وعدم الشعور بألم عند تعرضهما لأي خدش أو جرح، فتحدث الالتهابات والتقرحات، كما تتعرض قدما مريض السكري لضعف تغذية القدم بالدم، نتيجة ضيق أو انسداد الشرايين المغذية للقدمين. وإن ضعف المناعة بشكل عام لدى مريض السكري يشكل سبباً آخر يؤدي إلى جفاف الجلد نتيجة سحب الماء من الجسم والعضلات وتأثيره المباشر على الغدد العرقية نتيجة اعتلال الأعصاب، فتحدث الالتهابات المتكررة والتقرحات المزمنة التي يصعب استجابتها للعلاج، فينتهي المرء بقرار البتر.

ولسلامة أقدام مريض السكري يجب عليه:

> فحص القدمين يومياً للبحث عن إصابات صغيرة، أو أي علامات غير طبيعية.

> فحص الحذاء للتأكد من سلامته وصلاحيته.

> قص أظافر القدمين مع مراعاة استقامتها.

> عدم المشي حافي القدمين، بل مرتدياً الجوارب والحذاء المقفل.

> غسل القدمين باستمرار بماء معتدل الحرارة وصابون، ثم تجفيفهما وما بين الأصابع.

> الاقلاع عن التدخين فورا، فإنه يضعف سير الدورة الدموية ويقلل من كمية الدم المتدفقة إلى القدمين.

> حافظ على وزن جسمك معتدلاً، فالزيادة تعرض القدمين للتقرحات.

> مارس الرياضة يوميا فإنها تنشط الدورة الدموية وتقلل من نسبة السكر والدهون في الدم.

مراجعة طبيب السكري أو اختصاصي القدم عند ملاحظة أي تغيرات في شكل أو لون أو رائحة القدم.