قلة السعرات الحرارية في الطعام.. تزيد كسور العظام

تحذيرات من أخطار الحمية للشابات الرياضيات

TT

شابات الجامعات الرياضيات، ممن يلتزمن بحميات قاسية لتقليل كمية الطاقة من السعرات الحرارية (كالورى) في وجبات الطعام. يضعن أنفسهن بإرادتهن تحت طائلة التعرض لحالات كسور العظم بشكل يفوق النسبة الطبيعية بين مثيلاتهن في السن.

وقام العلماء من جامعة سانت لويس الأميركية، بدراسة نشرت في عدد هذا الشهر من المجلة الأميركية للطب الرياضي، بمحاولة دراسة العوامل التي ترفع من خطورة الإصابة بألم الساق نتيجة الرياضة والتمارين. ومن ضمن ذلك الكسور الناجمة عن إصابات الاحتكاك والانفعال مع مجريات أحداث أربعة أنواع من الألعاب الرياضية، وهي مسابقات جري اختراق الضاحية وهوكي الحقل وكرة القدم وكرة الطائرة.

ولاحظ الدكتور مارك رينكنغ رئيس المجلس الأميركي لتخصصات العلاج الطبيعي وزملاؤه الباحثون ان الشابات الرياضيات ممن يعانين اضطرابات في الأكل تتميز حالتهن بتدني كمية طاقة السعرات الحرارية (كالورى) في الطعام اليومي، كحالة البوليميا (زيادة عصبية في الشره للأكل مع التخلص منه بالقيء مثلاً) وحالة أنوركسيا نيرفوزا (الهزال نتيجة حالة عصبية في النظر لتناول الطعام)، هن أكثر عرضة للإصابة بالكسور نتيجة تدني نسبة هورمون استروجين الأنثوي. وهما حالتان من اضطرابات الأكل سبق لصفحة الأسرة في ملحق الصحة «بالشرق الأوسط» عرض جوانب اضطرابات أجهزة الجسم المختلفة، خاصة الهورمونات، فيهما.

وأضاف الدكتور رينكنغ بأن الإنسان كلما حرق كمية من الطاقة تتجاوز ما يتناوله، فإن إفراز الهورمونات يقل لديه. وهو السبب في بطء دوران عجلة الدورة الشهرية. ويُؤدي الى نقص هورمون استروجين الأنثوي في الجسم، وهو المسؤول عن نمو العظم. وألم الساق أحد أكثر المشاكل الصحية التي تُصيب الرياضيين، على حد قوله. ويتسبب في التغيب عن حضور التمارين والمنافسات الرياضية.

وبطريقة منطقية فلسفية، كعادة الأطباء في محاولات لشرح وفهم وتعليل ما يحصل في الجسم وكيفية دراسة ذلك، أوضح أنه حاول فهم ما يحدث حينما يقوم اثنان بنفس التمارين الرياضية، وتكون النتيجة أن يُصاب أحدهما بألم في الساق والأخر لا يُصاب. والجواب كما يقول ليس لأنه ببساطة فلان يجري أقل أو يُغير حذاءه من آن لأخر، بل الأمر أشد تعقيداً. ولا يستطيع أحدنا أن يمنع شيئاً ما من الحصول ما لم يعلم كيف يحصل بالأصل.

وعوامل الخطورة للإصابة بألم الساق لدى الرياضيات تشمل ان يكون سبقت لها الإصابة به، واضطرابات الأكل وكثرة التواء القدم الى الداخل أثناء المشي أو الهرولة.

ويُؤكد رينكنغ بالرغم من شيوع حالة ألم الساق لدى الرياضيين، إلا ان هذه الدراسة هي الثانية من نوعها في وصف الحالة ومحاولة التعرف على عوامل خطورة الإصابة بها.

وتعرف المصادر الطبية حالة ألم الساق لدى الرياضيين بأنها ألم نتيجة تكرار الاستخدام للساق في التمارين الرياضية، يطال المنطقة التي أسفل الركبة الى حد ما فوق عظمة الكاحل. وبالرغم من الاعتقاد السابق والشائع بأنها تحصل نتيجة كثرة التمارين أو بفعل عوامل أرضية الملعب أو نوعية الحذاء، إلا أن الأدلة العلمية على تسبب العوامل الخارجية هذه فيها لا تزال ضعيفة. والذي يبدو ان العوامل الداخلية ككثرة التواء القدم نحو الداخل excessive foot pronation واضطرابات الدورة الشهرية وتدني كتلة المعادن في تراكيب العظم، هي ما تلعب دوراً أكبر في نشوئها.

وتبين بالنتيجة للباحثين ان الإصابة بالكسور، كانت أكبر لدى من لديهن اضطرابات في الأكل وقلة في معادن العظم، وكلاهما من عوامل التغذية التي قلما يُلتفت إليها كسبب في مشاكل إصابات اللاعبين واللاعبات.