لقاح جديد مضاد للإنفلونزا هذا العام

اللقاح يعدل سنوياً بما يتناسب مع مجموعات فيروسات مختلفة تتسبب في موجات المرض الموسمية

TT

أصدرت رابطة القلب الأميركية والكلية الأميركية للقلب في الثالث من هذا الشهر نصائحها الجديدة حول ضرورة تلقي مرضى القلب للقاح الإنفلونزا بشكل سنوي. وبعد تجاوز العقبات والصعوبات الإنتاجية التي حصلت العام الماضي وأدت الى شح توفر لقاح الإنفلونزا الموسمية في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم، أعلن، يوم 27 سبتمبر الماضي، قسم خدمات اللقاحات في مراكز الولايات المتحدة للسيطرة على الأمراض ومنع انتشارها، بأن أكثر من 100 مليون جرعة لقاح قد تم إنتاجها، وهي جاهزة كي يتم توزيعها في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم.

وتترقب الأوساط الطبية في كافة أنحاء العالم كل عام الموعد السنوي لصدور اللقاح الجديد لفيروسات الإنفلونزا، حيث يتم تعديل اللقاح سنوياً بما يتناسب مع مجموعات الفيروسات المختلفة والمتسببة عادة في موجات الإنفلونزا السنوية الموسمية. وهي ما تختلف كل عام حول الفيروس او الفيروسات الأكثر نشاطاً وانتشاراً في تسبب الموجات تلك من حالات الإنفلونزا.

* مرضى القلب واللقاح

* وفي نصيحة جديدة لرابطة القلب الأميركية والكلية الأميركية للقلب، تم تبني إرشادات طبية لمرضى القلب تتضمن نُصحهم بتلقي لقاح الإنفلونزا بشكل سنوي. وتعتقد الرابطة والكلية أن هذا السلوك الوقائي في حماية مرضى القلب سيكون له آثار إيجابية في خفض التداعيات الصحية وتدهور حالة مرضى القلب، والأهم التقليل من عدد الوفيات فيما بين المرضى سنوياً.

لكن الإرشادات التي صدرت في الثالث من هذا الشهر ضمن العدد الجديد من مجلة الكلية الأميركية للقلب شددت على ضرورة عدم تلقي نوع اللقاح الذي يُؤخذ عبر البخ أوالنفث في الأنف.

والنصيحة هذه طالما انتظرها العديد من أطباء القلب نظراً لتضافر نتائج الدراسات في تأكيد دور اللقاح على خفض معدل الوفيات سنوياً بين مرضى القلب من خلال تقليل فرص إصابتهم بحالات الإنفلونزا الموسمية، والتي عادة ما تؤدي الى تداعيات في حالتهم الصحية وتترك آثاراً سلبية على القلب وحالات أمراضه. وكانت التقارير قد أشارت الى أن ثلث مرضى القلب فقط قد تلقوا اللقاح في عام 2005.

وقال الدكتور ماثيو ديفس، كبير واضعي الإرشادات الأخيرة والطبيب الباطني في جامعة متشغن بأنا أربر في ولاية متشغن الأميركية، بأننا لو نجحنا في تلقيح 60% من مجموع 13,2مليون مريض بشرايين القلب في الولايات المتحدة، فإننا سنحول دون تعرض المئات للوفاة وتعرض الآلاف للإصابة بحالات الإنفلونزا في كل عام. وأضاف أنه بالرغم من زيارة غالبية المرضى لأطبائهم أثناء الفترات التي يُمكن أخذ اللقاح فيها، إلا أن نصف أطباء القلب تتوفر لديهم اللقاحات تلك للأنفلونزا. ما يعني أن كثيراً من المرضى لا يتم عرض أخذ اللقاح عليهم ولا توفيره لهم.

* لقاح هذا العام

* ومع دخول موسم الإنفلونزا في مناطق شرق العالم، وقرب دخوله في مناطق غرب العالم، فإن الآثار الصحية لموجاته الوبائية قد لا تكون بالضرورة مؤذية في حال تلقي اللقاح السنوي الجديد.

وتقول الدكتورة جيني سانتولي، مساعدة مدير قسم خدمات اللقاحات بأن أفضل طريقة للحماية من الإصابة بالإنفلونزا هي تلقي اللقاح، الذي يعمل على حماية المرء ومن يعز عليه وبقية أفراد المجتمع من حوله.

ومع إعلان القسم توفر أكثر من 100مليون جرعة لقاح، تم إنتاجها وجاهزة للتوزيع في مناطق الولايات المتحدة، يكون قد تم تجاوز الصعوبات التي واجهها إنتاج اللقاح في العام الماضي، والتي أدت الى عدم حصول الملايين على جرعاته. والكمية التي تم الإعلان عنها هي للتوزيع في الولايات المتحدة، وبالإضافة إليها هناك كميات غيرها لتوزيعها في بقية دول العالم.

ويُعتبر رقم 100مليون تطوراً يتناسب مع الإرشادات الطبية المتنامية في نصح العديد من فئات المرضى والسليمين لتلقي اللقاح، حيث يتم توفير أكثر من 17مليون جرعة لقاح عما تم توفيره في أي سنة مضت. وتتوقع المصادر الطبية في الولايات المتحدة أن يتم توزيع اللقاح خلال شهري أكتوبر ونوفمبر.

وبالرغم من نصيحة الهيئات الطبية بأن يأخذ اللقاح أفراد مجموعات عدة من الأصحاء والمرضى، أي ما مجموعه حوالي 200 مليون إنسان، إلا أنه وبالرغم من توفيره لهم لا يأخذ إلا نصف هذا العدد لقاح الإنفلونزا سنوياً. ما يعني ضرورة بث مزيد من الوعي بين الناس في كافة أنحاء العالم نحو البحث سنوياً عن اللقاح وأخذه.

* نصائح جديدة

* وفي هذا العام 2006 أضافت مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها نصائح بشمول تلقي الأطفال ممن هم فيما بين سن 6 الى 59 شهرا، وكذلك من يتولون رعايتهم في المنزل أو خارجه، وأيضاً الحوامل، ومن هم فوق سن الخمسين أو أكثر، والناس في أي عمر إن كانوا يُعانون من أمراض مزمنة كالربو أو فشل القلب أو السكري أو الإيدز، وكذلك من يعيشون في دور رعاية كبار السن أو دور تلقي الرعاية الصحية. وكذلك من يُخالطونهم أو يعيشون معهم، كي يتم منع إصابتهم أو انتشار الإنفلونزا في محيطهم. ووفق التوقعات السنوية لذروة حالات الإنفلونزا، فإن أفضل وقت لتلقي اللقاح في غرب العالم أو وسطه هو في شهر أكتوبر أو نوفمبر، أي قبل بدء موسم الإنفلونزا السنوي. لان تلقي اللقاح آنذاك يُعطي فرصة للجسم كي يُكون مناعة تحقق فائدة الوقاية عند بدء موجات الموسم السنوية.

وحتى لو أصيب المرء بالإنفلونزا في العام نفسه، فإن من الأفضل أن يأخذ اللقاح لأن الفيروسات المتسببة في الإنفلونزا متعددة، ولو أصيب الإنسان بأحدها فإن هذا لا يعني توفر مناعة لدية ضد الأنواع الأخرى التي قد تصيب الإنسان خلال الموسم الواحد.

وفي كل عام يتم تصميم لقاح جديد ضد فيروسات الإنفلونزا، مكون من ثلاثة أنواع من الفيروسات التي من المحتمل جداً أن تضرب ضرباتها في خلال موسم الخريف والشتاء، وذلك وفق معطيات من معلومات غاية في التعقيد يتم تجميعها من مراكز في مختلف مناطق العالم حول فيروسات الموسم الماضي والظروف المناخية أو غير المناخية التي تُرجح انتشار أنواع دون أخرى في الموسم القادم.

* نوعا اللقاح

* واللقاح الشائع، الذي يُؤخذ عبر حقن عميق تحت الجلد أو في العضل، لا يحتوي فيروسات حية. بل يحتوي أجزاء من قشرة أو جدار الفيروسات تلك، يتمكن جهاز مناعة الجسم من ملاحظتها وتكوين أجسام مضادة لها قادرة على التغلب على الفيروسات الحية المحتوية على تلك الأجزاء، وبالتالي القضاء على الفيروسات في حال دخولها الجسم عند حصول العدوى بها.

وهناك نوع لا يُؤخذ عبر الإبرة، بل عبر بخ أو نفث مواد مكونة من فيروسات مُضعفة جداً داخل الأنف. كي تلتقطها أغشية بطانة الأنف ويتمكن جهاز مناعة الجسم من ملاحظة وجودها وتركيب أجزائها، ومن ثم تكوين أجسام مضادة لها. أي اكتساب جهاز المناعة في الجسم للمناعة ضدها.

لكن نوع بخاخ الأنف يُمكن أخذه من قبل الأصحاء من الجنسين، وغير الحوامل من السيدات، ومن هم فوق سن الخامسة من العمر ودون سن 49 سنة. أي أنه ليس لكل الناس.

ومشكلة الإنفلونزا السنوية الموسمية عميقة ومتغلغلة في العالم، ففي دولة متقدمة كالولايات المتحدة يُصاب ما بين 5 الى 20% من السكان، ويتسبب الأمر في دخول أكثر من 200 ألف شخص الى المستشفيات لتلقي العلاج، ناهيك عن عدد من يتم علاجهم في العيادات أو أقسام الطوارئ دون الدخول الى المستشفى. ويُتوفى بسبب الإنفلونزا سنوياً أكثر من 36 ألف شخص. هذا في الولايات المتحدة، ولنا أن نتخيل الرقام في باقي مناطق العالم الأقل حظاً في توفر الرعاية الطبية لعامة السكان فيها.