«بوليكوسانول» المستخرج من قصب السكر لا يخفض الكوليسترول

كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»

TT

مادة غذائية مكملة مصنوعة من قصب السكر لا تقوم بتخفيض الكوليسترول كما هو معلن عنها. وتزعم الاعلانات الموضوعة على الإنترنت والمجلات أن تناول الـ«بوليكوسانول» Policosanol المستخلص من طلاء شمعي لقصب السكر من شأنه تخفيض الكوليسترول السيئ الخفيف اللزوجة LDL بنسبة 25 في المائة، أي ما يعادل مفعول عقار «الستاتن» المتوسط القوة. والمشكلة في هذا الزعم، أن أغلبية الدلائل مصدرها مختبر تجاري واحد في كوبا الذي يقوم بتسويق هذا المكمل الغذائي.

وكانت دراسة مستقلة اجريت في ألمانيا، قد قامت باختبار «بوليكوسانول» لدى الرجال والنساء الذين يعانون من الكوليسترول العالي عندما أعطيت مجموعات مكونة من 20 متطوعا، إما أقراصا وهمية، أو أقراصا من «بوليكوسانول» بحجم 10 أو 20 أو 40 أو 80 مليغراما يوميا. وبعد 12 أسبوعا لم تكن معدلات الكوليسترول السيئ LDL أفضل حالا لدى الذين تناولوا «بوليكوسانول»، من أولئك الذين تناولوا الاقراص الوهمية. كما أن هذه المادة لم يكن لها أي تأثير على العوامل الأخرى أيضا التي لها علاقة، مثل الكوليسترول الجيد العالي اللزوجة HDL والشحوم الثلاثية و«الليبوبروتين» (إيه).

ولكن لماذا نصدق هذه الدراسة الأحادية السلبية بدلا من عشرات الدراسات الايجابية من المختبر الكوبي؟ لأن هذه الدراسة (الاخيرة) جرت رعايتها وتنظيمها جزئيا من قبل شركة تأمل في نتائج إيجابية لأنها راغبة في تسويق «بوليكوسانول» في ألمانيا. ولم يكن، لا المشاركون ولا الباحثون، يدركون من هم الذين كانوا يتلقون أي نوع من العلاج. وكان يجري اختبار الكوليسترول لدى المشاركين مرات عديدة في مختبر واحد مرخص به، وبالتالي كان يجري تحليل نتائج الدراسة من قبل خبير مستقل. وبعبارة أخرى كانت هذه الدراسة صارمة وجدية جدا تحمل في طياتها رسالة واضحة وهي، إن كنت راغبا فعلا في تخفيض نسبة الكوليسترول، لا تضيع وقتك ومالك على «بوليكوسانول»، بل بادر الى سؤال طبيبك عن طرق واستراتيجيات أخرى أكثر نجاحا.

* خدمة هارفارد الطبية الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز ـ كلية هارفارد