بين الخطا والصواب

TT

* استئصال الزائدة الملتهبة.. الحل الأمثل من الأخطاء الشائعة عند كثير من المرضى الاعتقاد بأن لالتهاب الزائدة الدودية علاجاً آخر، غير اجراء العملية الجراحية، فيظل المريض متنقلاً من طبيب جراح (يقرر له عملية الزائدة الدودية) إلى طبيب باطني، وكأنه يطلب منه إعطاءه حلاً غير اجراء العملية. وتزداد الآلام التي يُنقل بسببها إلى قسم الطوارئ حيث يفاجأ بحدوث احد المضاعفات الخطيرة لهذا الالتهاب.

غالبا ما يحدث التهاب الزائدة الدودية بشكل حاد ومفاجئ ويشمل منطقة البطن، خاصة الجانب السفلي الأيمن منه. ويحدث بسبب انسداد فتحة الزائدة مما يزيد الضغط بها مسبباً الألم الذي تختلف شدته من بسيط إلى شديد وحاد.

وأيا كانت شدة الألم فيجب عدم التهاون أو التفاوض في تقرير العمل الجراحي لاستئصال الزائدة الدودية، طالما تم تشخيص الحالة من قبل الطبيب المختص وأن يتم ذلك في أقرب فرصة ودون مماطلة فهو الحل الأمثل والوحيد وإلا فقد يتعرض المريض لمضاعفات خطيرة، مثل انفجار الزائدة الملتهبة، خاصة إذا تكون خراج حولها، وقد يحدث انسداد في الأوردة الدموية نتيجة الالتهاب الشديد أو انسداد الأمعاء وحدوث التصاقات بها كما في الحالات المزمنة والتي يتم إهمال علاجها ويتجدد الالتهاب من وقت لآخر، ومن المضاعفات الخطيرة أيضاً حدوث التهاب في الغشاء البريتوني والذي يكون مهددا للحياة إن لم يتم إسعاف المريض على الفور.

وفي عملية استئصال الزائدة الدودية لم يعد العمل الجراحي خطيرا كما كان سابقاً، فبعد تقدم الطب وتطور جراحة المناظير أصبح من الممكن إجراء هذه العملية بالمنظار في خلال دقائق معدودة وعودة المريض لعمله أو دراسته والى حياته العادية خلال أيام فقط.

* لكل دواء دورة زمنية محددة في الجسم

* من الأخطاء الشائعة والتي تعتبر خطيرة إلى حد ما أن يستمر المريض، وهو مقبل على إجراء عملية جراحية، في أخذ أدوية معينة سواء من تلقاء نفسه أو تكون موصوفة له من قبل طبيب آخر ولسبب مرضي آخر أيضاً دون أن يبلغ الطبيب الجراح أو أخصائي التخدير بأسماء تلك الأدوية وجرعتها.

إن لكل دواء دورة زمنية محددة في جسم المريض يبقى خلالها في دمه بتركيز عال ثم يبدأ تركيزه في الاضمحلال شيئا فشيئا حتى يزول تأثيره من على أعضاء الجسم المختلفة. وهذه الدورة قد تكون قصيرةً لا تتعدى الساعات أو تكون طويلة تمتد إلى أيام وأسابيع وقد تصل إلى شهور.

مدة دورة أي دواء في جسم الإنسان تعتمد على عوامل عدة، يأتي في مقدمتها نوعية العقار وتركيبه ودرجة آثاره الجانبية، ثم مدى صحة وكفاءة عمل بعض الأعضاء في الجسم مثل الكبد والكلى اللذين يعتبران جهازي الإخراج لمعظم الأدوية والسموم، فسلامة هذين العضوين تعني تخلص الجسم من معظم الأدوية في المدة المحددة لدورتها في الجسم. أما إصابتهما بأي خلل في وظائفهما فهي تعني طول المدة الزمنية لأضعاف المقرر لها.

عليه كان لزاماً على الطبيب المعالج أن يتقصى التاريخ الدوائي عند كل مريض قبل إجراء أي عمل جراحي.

* فقدان الذاكرة.. مؤشر للخرف

* يشكو الكثيرون من ضعف أو فقدان للذاكرة، ويعترفون بذلك بأنفسهم أو يعترف لهم الآخرون بذلك. يظل هؤلاء في معاناتهم دون أخذ المشورة والمساعدة من الطبيب، وتستمر عملية ضعف الذاكرة تتفاقم مع الزمن، إلى أن تنتهي بالخرف Dementia.

دراسة حديثة أجريت في كلية دارتماوث الطبية في هانوفر، نيوهامشير تفيد بأن ضعف الذاكرة أياً كان نوعه عند كبار السن قد يعتبر المؤشر الأول لبداية حدوث حالة الخرف، حتى وإن كانت نتائج الاختبارات الطبية طبيعية.

لقد استخدمت في هذه الدراسة اختبارات خاصة بالتصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم مناطق الدماغ المُختلفة عند الأشخاص الذين شاركوا في هذه الدراسة، وكان عددهم 40 شخصاً يشكون من فقدان الذاكرة في غياب الخرف، 40 شخصاً مصابون بالخرف المبكر، و40 شخصاً أصحاء للمقارنة. وقد تم استبعاد المرضى بالاضطرابات النفسية، والمصابين بمرض في الدماغ أو من كان عمرهم أصغر من 60 سنة.

بعض مناطق دماغ المرضى الذين يشكون من فقدان الذاكرة كانت مشابهة لأولئك المصابين بالخرف المبكر. وعلى أية حال، فهناك مناطق أخرى في الدماغ عند الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة لم تكن مختلفة عن الأشخاص الأصحاء.

وقد لاحظوا أيضاً بأن هؤلاء الأشخاص كان عندهم مستويات تعليمية عالية نسبياً ومؤشر معامل الذكاء IQ مرتفع. وعليه فإن الدراسات المستقبلية سوف تركز على تقييم حالة المرضى ذوي المستويات الأدنى من الوظائف الدماغية.

إن الشكاوى الشخصية لفقدان الذاكرة قد تكون مهمة في إظهار مرحلة مبكرة جداً من عملية الخرف لدى بعض الأشخاص. لذا، يوصي فريق البحث بعمل تقييم ومراقبة دقيقة على مر الزمن لكل من هو مسن في العمر ويشكو من فقدان الذاكرة.

كما إن الباحثين في هذه الدراسة ينوون متابعة مجموعة الأشخاص الذين شاركوا فيها لفترة زمنية قادمة وذلك لفهم أهمية هذه الارتباطات العلمية بشكل أفضل.

ولمزيد من التفاصيل عن هذه الدراسة ونتائجها يمكن الرجوع إلى مجلة الأعصاب Neurology، عدد سبتمبر/أيلول 2006.