أستشارات طبية

TT

* بإشراف د. حسن محمد صندقجي*

* القدم لدى مريض السكري

* أنا مريض بالسكري منذ تسعة أعوام، وعمري حوالي 50 سنة. وقرأت في ملحق الصحة، أن السكري يُؤذي القدم لدرجة أن البعض قد يتعرض لبتر أطراف منه. كيف أحمي نفسي من ذلك؟.

محمد صالح ـ حائل > هذا ملخص سؤالك الذي كان في معرض التعليق على مقالي حول الصنوبر وفائدة المواد المستخلصة من لحاء أشجاره في معالجة قروح الساق لدى مرضى السكري.

ليس بالضرورة أن يُصاب مرضى السكري حتماً بأي من المضاعفات التي يذكرها الأطباء حوله، طالما كانت المتابعة لدى الطبيب بانتظام، وتحقق الغاية وهي ضبط نسبة سكر الدم ونسبة كوليسترول الدم وإبقاء الوزن ضمن المعدل الطبيعي له، ومتابعة سلامة الأعضاء المستهدفة بالضرر نتيجة مرض السكري، وهي القلب والكلى والعينين والشرايين في الجسم والجهاز العصبي. أهم الأسباب في زيادة احتمالات تأثر القدمين لدى مرضى السكري تشمل تدني قدرة الأعصاب فيهما على الإحساس نتيجة الارتفاع المتواصل في نسبة سكر الدم. ما قد يعيق إحساس المرء بأي من الإصابات بأنواعها أو الحروق أو غيرها التي قد تطال القدمين. كما أن ضيقا الشرايين المغذية للأطراف السفلى نتيجة ارتفاع الدهون والكوليسترول تجعل من السهل تعرضهما للالتهاب دون قدرة جيدة لجهاز المناعة في الوصول إلى تلك المناطق لعمل اللازم.

ولتفادي أي ضرر فيهما عليك باتباع بعض وسائل العناية بالقدمين، وهي أمور ضرورية لكل الناس لكن تتأكد حال الإصابة بمرض السكري. وتشمل:

ـ غسل القدمين يومياً بالماء الفاتر مع الصابون، وتجفيفهما جيداً بعد ذلك خاصة فيما بين أصابعهما باستخدام منشفة قطنية ناعمة. مع تجنب فرك ما بين الأصابع تحديداً أثناء الغسل أو أثناء التنشيف.

ـ المحافظة على رطوبة ونعومة بشرة القدمين باستخدام كريم (بلسم)، خاصة في مناطق الكعب أو مناطق الجفاف وتراكم طبقات الجلد. وحين ملاحظة أي تغيرات أو تشققات، فالأولى مراجعة الطبيب وأخذ مشورته حول كيفية العناية بها.

ـ الحرص على جفاف الجلد قبل ارتداء الجوارب، ولو أمكن قبل ذلك وضع بعض أنواع البودرة، التي تمتص الرطوبة فيما بين الأصابع، لكان أفضل.

ـ فحص القدم جيداً يومياً، إما من قبلك أو من قبل الزوجة أو أحد الأبناء إذا تعذر عليك ذلك.

ـ لا تعبث بأي زوائد جلدية أو في الأظافر، بل بادر إلى مراجعة الطبيب.

ـ تقليم أظافر القدمين بخط مستقيم، والأفضل غمر الأصابع في الماء الفاتر قبل تقليم أظافرها كي يسهل ذلك.

ـ تجنب تعريض القدمين للحرارة المرتفعة أو البرودة الشديدة.

ـ احرص على ارتداء الحذاء بالجوارب، وتجنب أنواعها الرديئة أو الضيقة. مع الحرص على تجنب ارتداء النعال.

* الرياضة ومراجعة الطبيب

* وزني تجاوز 95 كيلوغراما مع أن طولي حوالي 170 سم. أود ممارسة الرياضة ضمن برنامج في ناد صحي، هل من الضروري أن أُجري فحوصات طبية أو أراجع الطبيب قبل ذلك؟.

محمد كنعان ـ عمّان ـ من الحكمة أن يُمارس الإنسان الرياضة البدنية، نظراً للفوائد الصحية الجمّة لها. وإحدى هذه الفوائد المساهمة في خفض الوزن، إضافة إلى إعطاء مزيد من الصحة للقلب والرئتين والمحافظة على نسب معتدلة من الدهون والكوليسترول في الدم وخفض لارتفاع ضغط الدم واكتساب مرونة في العضلات والمفاصل وزيادة قدرات اللياقة وغيرها مما هو معلوم للكثيرين اليوم.

وهناك بعض الحالات الصحية والطبية التي تتطلب مراجعة البعض للطبيب قبل البدء في برنامج رياضي، بالرغم من أن ممارسة تلك البرامج الرياضة أمنة لغالبية الناس.

وأهم الحالات تلك هي إذا كان الرجل قد تجاوز سن الأربعين أو المرأة سن الخمسين ولم يكونوا يُمارسون الرياضة قبل بلوغ هذا السن بشكل منتظم. وكذلك لو سبقت الإصابة بالنوبة القلبية أو أن هناك تاريخا عائليا لإصابة أحد الأقرباء الشديدين القرابة بأحد أمراض القلب قبل سن 55 سنة. أو في حال وجود أمراض في الرئة أو الكبد أو الكلى من النوع المزمن. أو كنت من المدخنين أو لديك سمنة أو تتناول أية أدوية بشكل منتظم. كما أن وجود ارتفاع في ضغط الدم أو اضطرابات في الكوليسترول أو أمراض في العظم أو المفاصل، أو إن كنت غير متأكد من وضعك الصحي ولم يسبق لك إجراء فحوصات وتحاليل بشكل دوري منتظم، كلها أسباب تجعل من الأفضل مراجعة الطبيب قبل الانخراط في برنامج رياضي.

لهذه الأسباب ولوضع برامج رياضية ملائمة ولفهم كيفية التدرج في إجراء التمارين الرياضية ومقدار الجهد البدني المبذول فيها، فإن مراجعة الطبيب قد تكون خطوة سليمة وضرورية قبل البدء ببرنامج رياضي والالتزام به. وهي أيضاً فرصة للتأكد من سلامة أعضاء الجسم وكفاءتها في أداء دورها.

* تشنج الحمى

* ولدي عمره أربع سنوات، يعاني من نوبات تشنج متكررة مع ارتفاع حرارة الجسم. أنا أخاف على ابني وأرتبك حينما تصيبه النوبة، بماذا تنصح وماذا سيحصل له في المستقبل؟

أم عزيز ـ مكة.

ـ نوبات التشنج عند الأطفال تظهر نتيجة لحصول اضطرابات في كهرباء الدماغ، حيث تطلق مناطق معينة فيه شحنات كهربائية غير منضبطة، أي غير طبيعية، ما يُؤدي إلى تنشيط مراكز عدة في الدماغ تقوم بالسيطرة على حركات العضلات، وبالتالي تظهر النوبات التشنجية لدى الطفل. نوبات التشنج مع ارتفاع الحرارة أمر شائع نسبياً لدى الأطفال دون سن الخامسة من العمر حينما تصل الحرارة إلى حوالي 39 درجة أو أكثر. المهم أن تتنبه الأم والأب إلى أن الأمر غير مفزع ولا يترك عادة أثراً سلبياً على الطفل أو على دماغه في حال لم يكن سبب التشنج هو التهاب في سحايا الدماغ. ومن غير المتوقع أن يتطور الأمر ويصاب الطفل بالصرع الدائم إذا ما كبر في السن.

التصرف السليم هو أنه حينما يتعرض الطفل للنوبة مع ارتفاع حرارته، ضعيه على الأرض في مكان أمن، وأبعدي أي شيء من حوله قد يرتطم به، ولا تحاولي فتح فمه أو أن تضعي شيئاً بين أسنانه في محاولة منك لمنعه من إغلاق فمه، ولا تحاولي منعه من الحركة حين التشنج، ولا تحاولي إفاقته. بل دعي النوبة تمر بكل التشنجات فيها دون أن تفعلي شيئاً سوى إبعاد أي شيء قد يرتطم به الطفل ويُؤذيه. وإذا ما انتهت النوبة ضعيه على جنبه ليرقد. هذا إذا ما كان يتنفس بشكل طبيعي ولم يُصب نفسه بأذى ولم تستمر النوبة أكثر من 5 دقائق أو كانت النوبة بالصفة المعتادة لها، وإلا فاذهبي به إلى الطبيب أو استدعي الإسعاف إلى المنزل.

إن معالجة نوبات تشنج الحمى تختلف عن معالجة نوبات الصرع العادية. ولا تنصح الإرشادات العلاجية في الوقت الراهن بتناول الطفل أياً من أدوية علاج الصرع سواءً أكان التناول بصفة مستمرة أم متقطعة. ولا أن يتناول أياً من الأدوية المهدئة للأعصاب بعد نوبة التشنج مباشرة (كما هي العادة أحياناً بعد نوبة الصرع). كما أن التناول المستمر للأدوية الخافضة للحرارة لم يُثبت أنه أفضل للوقاية من تكرار نوبات التشنج مقارنة بتناولها فقط عند الحاجة، أي عند ارتفاع درجة الحرارة فقط.