قفص لاستعاضة الغضروف المنزلق

طريقة جديدة في عمليات الانزلاق الغضروفي في الرقبة

TT

يعاني الكثيرون من سكان العالم، أكثر من 80% منهم، رجالا ونساء، من آلام أسفل الظهر وآلام العنق والكتفين في مرحلة ما من مراحل حياتهم، وتزداد نسب هذه المعاناة ما امتد العمر بالإنسان. وقد تتكرر مرات حدوث هذه المعاناة للشخص الطبيعي الواحد في مراحل عدة. هذا بالنسبة للشخص الطبيعي الذي لم يتعرض لحوادث ولم يكن لديه تشوهات بالعمود الفقري.

والنساء يتعرضن لهذه المشاكل أكثر من الرجال نظرا للوظيفة المزدوجة للسيدات من أداء الأعمال المنزلية علاوة على الأعمال المكتبية والوظيفية خاصة بعد زيادة معدلات مشاركة السيدات في الأعمال في وطننا العربي والتطور الاجتماعي الملحوظ.

أما من يعاني من تشوهات بالعمود الفقري فإن نسبة الآلام تشتد وتتزايد مع تقدم السن والمشاركة في الأعمال في وجود هذا التشوه، ولذلك ينصح بسرعة تشخيص وعلاج التشوهات بالسلسلة الظهرية (العمود الفقري) مبكرا تفاديا للمضاعفات والآلام المبكرة التي تحدث بعد سن البلوغ لديهم.

أما بالنسبة لمصابي العمود الفقري وكسوره فسوف يتعرضون لآلام شديدة بعد التئام الكسور إن لم يعالجوا منها مبكراً وفور حدوثها.

* طريقة مبتكرة

* وقد طور باحثون سعوديون طريقة مبتكرة لاستعاضة الغضروف المنزلق بالرقبة. وأوضح لـ «الشرق الأوسط»، أ. د. خالد بترجي استشاري العظام والعمود الفقري وعميد كلية البترجي للعلوم الطبية، الطريقة الجديدة التي يطبقها في هذه العمليات. وقال ان الطريقة ابتكار سعودي يعد الأول من نوعه في المنطقة، وهو عبارة عن تطوير لـ «قفص» لاستعاضة الغضروف المنزلق بالرقبة. ويحتوي القفص على عظام تؤخذ من بين العظام بدلا من اخذ جزء من عظام المصاب لتعويض المنطقة المصابة في الرقبة.

وقد قدم هذه الطريقة في المؤتمر الدولي الرابع لجراحات العظام والعمود الفقري وإصابات الملاعب والعمل والحوادث الذي نظمه المستشفى السعودي الألماني بجدة على مدى 4 أيام وذلك بالتعاون مع الأكاديمية العربية لجراحات العظام وكلية بيت البترجي والرابطة العربية للعمود الفقري.

وأضاف أن من المستجدات في هذا المجال أيضاً الجراحات المجهرية واستخدام المنظار في علاج تشوهات العمود الفقري وكذلك في زراعة الغضروف الصناعي. وأوضح أن لاستخدام هذه العملية مبررات ونتائج جيدة. وقد بدأ تطبيقها لأول مرة منذ 6 سنوات على مرضى تم اختيارهم بالعناية المطلوبة، وتمت الجراحات لهم بنجاح وتمتعوا بنتائج إيجابية ممتازة. وأكد على أهمية نظرية تحريك الفقرات واستعادة الحركة التي قلت نظرا لتلف الغضروف الطبيعي الناتج عن الخشونة والتآكل الغضروفي بعد انزلاق الغضروف وفقدانه لوظيفته الطبيعية.

إن استخدام الغضروف الصناعي الكامل لاستعادة وظيفة الغضروف الطبيعي يعتبر تطورا كبيرا في الفكر الجراحي لعلاج المشاكل الناتجة عن خشونة وتآكل الغضاريف بالمنطقة القطنية العجزية وكذلك بالمنطقة العنقية.

* جراحة العمود الفقري

*وفي بحث تقدم به أ.د. هشام عبد القيوم استشاري جراحة العظام وإصابات العمود الفقري بالمستشفى السعودي الألماني بجدة في نفس المؤتمر الدولي، بدراسة عن علاج حالات متلازمة فشل ما بعد عمليات العمود الفقري.

وتم في هذا البحث مراجعة أسباب فشل عمليات العمود الفقري خاصة جراحات إزالة القوس الخلفي للفقرات القطنية والانزلاق الغضروفي بالمنطقة القطنية.

اشتملت الدراسة على 116 مريضاً سبق أن أجريت لهم جراحات بمراكز طبية مختلفة وتم علاجهم جراحيا سواء بإعادة العملية مرة أخرى أو بإعادتها مع إجراء تثبيت داخلي والتحام مابين الفقرات وقد كانت النتائج مرضية في حوالي 75% من الحالات. ويرجع الفضل في ذلك إلى استخدام وتطور جراحة المناظير في العمود الفقري الذي أدى إلى تحسن الخدمة المقدمة للمريض وتقليل نسبة المكوث بالمستشفى إلى عمليات اليوم الواحد، وهذا مما لا يدع مجالا للشك بأن هناك تطورا سريعا في جراحات العمود الفقري في مملكتنا الحبيبة كما هو الحال في الدول الأوروبية والأميركية.