الحيوانات الأليفة تقلل من خطر الإصابة بالحساسية

دراسة علمية تدعم هذه النظرية

TT

درج كثير من الناس، خاصة الأثرياء منهم على مصادقة الحيوانات الأليفة منذ القدم كنوع من إشباع العاطفة وهواية من الهوايات الإنسانية. إلا أن لتلك الهواية جانبا صحيا يجهله الكثيرون، وأثبتته الدراسات والأبحاث يوماً بعد يوم. وكان واضحاً وجلياً عند الفئة الفقيرة من المجتمع بين أبناء الفلاحين والمزارعين منذ القدم، والذين يحتكون بالحيوانات بشكل يومي ودائم ومنذ نعومة أظفارهم ويكونون الأقل في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بين الأطفال عامة. ويعود سبب ذلك إلى إنضاج جهازهم المناعي وتكيفه مع تلك المؤثرات الخارجية.

تعددت الدراسات وتتالت مثبتةً أن الأطفال الذين تعرّضوا للعيش مع قطّة أَو كلب في فترة مبكرة من حياتهم هم أقل احتمالا للإصابة بالحساسية والربو. وتعزو تلك الدراسات السبب إلى التأثير الوقائي للحيوانات الأليفةِ على تطويرِ نظامِ المناعة عند الإنسان. ومن تلك الدراسات دراسة ميدانية، نشرت نتائجها في مجلّةِ الحساسيةِ وعِلْمِ المناعة الإكلينيكي السريري، عدد سبتمبر (أيلول) 2006، وقد أعارت دعما كبيرا للنظريةِ التي نمت مَع الحيوانات الأليفة أنها تدرّبُ نظامَ المناعة لِكي يَكُونَ أقل تفاعلا إلى نوابضِ الحساسيةِ المحتملةِ.

لتَحرّي هذا الأمر، استعملَ الباحثون في دراستهم بيانات مِنْ 9.812 أوروبيا من البالغين ِ، شاركوا في تلك الدراسة حول الصحةِ التنفسيةِ مدة 9 سَنَوات، وسئلوا عن حساسيةِ الطفولةِ وأعراضِ الربو، بالإضافة إلى تعرّضِهم إلى الحيوانات الأليفةِ في فترة من أعمارهم.

* دراسة نرويجية

* وَجدَ الباحثون أن عائلات الأطفال الرُضَّع أَو من هم في مرحلة ما قبل الدراسة والذين لديهم حساسية أَو ربو، كَانوا أقل من غيرهم اقتناء للقطة أو الاحتفاظ بقطّة كانت تعيش معهم في البيت. وبينما كان الناس المصابون بربو الطفولة أقل احتمالا من أَنْ تكُونَ عِنْدَهُم قطّة في سنِ الكبر، فإن الأعراض في مرحلة الطفولةِ وحدها لَمْ تَمْنعْ البالغين من اقتناء حيوان أليف.

وعلى العُموم، ففي دراسة أخرى وجد باحثوها تحت قيادة الدّكتورِ سيسيلي سفانيس من جامعةِ بريجن Bergen بالنرويج، أن البالغين الذين كَانَت عِنْدَهُمْ حيوانات أليفة قبل الإصابة بمشاكلِ تنفسيةِ أبقوا معهم تلك الحيوانات، ولاحظ الباحثون أيضاً أن الناسَ كانوا يفضلون أَخْذ دواءِ الربو بدلاً مِنْ التَخَلُّص مِنْ حيواناتهم الأليفة المحبوبة، وعقب رئيس البحث على ذلك بقوله أن هذا التصرف يبدو معقولا.

ومثل العديد مِنْ الدِراساتِ السابقةِ، فقد وَجدَت هذه الدراسة الحالية أيضا أن مالكي الحيوانات الأليفة كَانوا أقل خطرا نحو الإصابة بالحساسية. لكن >تجنّب الحيوانات الأليفة< من قبل الذين يعانون من الحساسيةِ أوضّحَ جزءاً من هذه العلاقةِ.

وهكذا، خلص الباحثون الى أنه بالرغم من وجود تجنّبِ انتقائي حاليا للحيوانات الأليفة، إلا أن ذلك يفسر فقط جزءاً من التأثيراتِ الوقائيةِ للحيوانات الأليفةِ والتي قُدمت في أدبِيات الدراسة.

على أية حال، وحتى إن كانت الحيوانات الأليفةِ تُمارسُ تأثيرا وقائيا حقيقيا، فإن الخبراء لا يَوصونَ بشرائها بغرض مَنْع الأطفال اليافعين من الإصابة بالحساسية. فكون الطفل حسّاساً لها من البداية، فإن الحالةَ سَتَسُوءُ مستقبلاً.