بين الخطأ والصواب

TT

> التنظيم الغذائي مهم جدا لمريض السكري في رمضان من الأخطاء الشائعة عند كثير ممن يعانون من الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى تنظيم غذائي قبل أن يهل عليهم شهر الصوم المبارك أنهم يهملون مراجعة الطبيب المعالج أو أخصائي التغذية لعمل التعديلات المطلوبة لكمية ونوعية الطعام في رمضان، وكذلك يهملون المتابعة الطبية خلال شهر الصوم مما يعرضهم لمضاعفات المرض والحرمان من إكمال صوم هذا الشهر الكريم.

إن من أكثر الأمراض المزمنة تأثراً بالصوم (إيجاباً وسلباً) هو مرض السكري الذي يعاني منه ما يقارب خمس أو ربع سكان المملكة، وهذا المرض ذو علاقة وطيدة بنوعية وكمية الطعام ويحتاج إلى تنظيم خاص خلال شهر الصوم.

إن تنظيم وجبة الطعام كعلاجٍ لمرضى السكري ليس أمراً صعباً ولا معقداً، ويتطلب أن تكون كل وجبة وجبةً صحيةً ومحتوية على المتطلبات من العناصر الغذائية التي تفي بجميع احتياجات المريض مقابل القيام بالوظائف الحيوية للجسم إضافة إلى النشاط الذهني والعضلي الذي يقوم به المريض. ولا ننسى ما يحدث في رمضان من تغير في النظام اليومي للصائم، حيث يستمر الصيام طول النهار وحتى وقت الغروب مما يؤدي إلى قلة النشاط أثناء النهار وزيادة النشاط والحركة طوال الليل حيث يحلو السهر.

ولتجنب حدوث أي سلبيات أو مضاعفات مرضية، ننصح بالآتي:

7 يجب مراعاة عدد السعرات الحرارية اللازمة لكل شخص، والبدائل الغذائية للأطعمة الخاصة لهذا المريض في شهر رمضان، واستبدال الأطعمة الدسمة بالأطعمة الصحية، وذلك باتباع إرشادات اختصاصي التغذية.

> الحرص على قياس معدل السكر باستمرار قبل وبعد تناول الوجبات وخلال فترة الصيام.

> عند الشعور بالهبوط نتيجة انخفاض مستوى السكر في الدم، والذي يتم التعرف عليه من الأعراض، ومنها التعب والإعياء والدوخة والرعشة والتعرق وعدم التركيز، فيجب على المريض الإفطار فوراً.

> عند الشعور بالتخمة والغثيان نتيجة زيادة نسبة السكر في الدم، والتي يتم التعرف عليها من خلال الأعراض، ومنها ألم في البطن وقيء ودوخة وظهور رائحة الأسيتون في فم المريض، فيجب في هذه الحالة قياس نسبة السكر في الدم واتباع إرشادات الطبيب مع المتابعة.

> كما ننوه هنا عن أهمية قراءة النشرات أو البطاقات الغذائية المرفقة مع معظم الأصناف الغذائية قبل شرائها، فهي تشمل على فكرة مبسطة عن المحتوى الغذائي من السعرات الحرارية والمحتوى من النشويات والسكريات والدهون والبروتينات والصوديوم والكوليسترول ومعلومات أخرى، وهذه النشرات تكون مفيدة جداً في اختيار نوعيات الطعام التي تتلاءم مع الخطة الغذائية للمريض.

التمارين.. والوزن التمارين وحدها لا تكفي لتخفيض الوزن! من الأخطاء الشائعة أن يعتمد البعض على التمارين الجسمية وحدها للتخفيف من الوزن الزائد، ويهملون الجوانب الأخرى مثل الحمية الغذائية. ويظل عدد الأطفالِ زائدي الوزنِ والبدينينِ في تصاعد مستمر بالعديد مِنْ دول العالمِ.

إن السمنة في سن الطفولة تشكل مشكلة صحية تنامت كثيراً في السنوات الأخيرة. وقد حذّرَ الخبراء الطبيونَ بأنّ زيادة مقاس الخصر عند الأطفال سَيُؤدّي إلى زيادةِ في عدد الأطفالِ الذين يعانون مِنْ مرض السكّري وضغط الدمّ العالي.

حلّلَ البروفيسور جون رايلي وفريقه بجامعة غلاسجو في أسكوتلندا تأثير زيَاْدَة التمارينِ في الأطفالِ بعمر أربع سنوات لمعرفة ما إذا كان لها تأثيرُ على مؤشر كتلةِ الجسم لديهم (بي إم آي BMI)، الذي يُستَعملُ لتحديد ما إذا كان شخصٌ ما زائد الوزن أَو بديناً، ومعرفة توزيع دهن الجسمِ وضغط الدمّ عندهم. ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) بتَقسيم الوزنِ بالكيلوغرامات على مربع الطول بالأمتار.

نِصْف الأطفالِ (الـ545) في هذه الدراسة مِنْ 36 روضةِ أطفال شاركوا في نشاط بدني مكون من ثلاث جلساتِ مدة كل منها 30 دقيقة في كُلّ أسبوع بالإضافة إلى نشاطَهم العاديَ. وتم تشجيع الآباء أيضاً لزيَاْدَة نشاطِ أطفالِهم الجسمي في البيت.

قَارنَ الباحثونُ قراءات مؤشر كتلة الجسم (BMI) للأطفالِ بعد ستّة شهورِ ثم بعد سّنة من بدء البرنامجِ. قيّموا مهارات الأطفال الحرّكية أيضاً ومستويات الثقة لديهم.

لقد كانت النتيجة أن النشاط الجسمي يُمْكِنُ أَنْ يُحسّنَ المهارات الحرّكيةَ بشكل ملحوظ ولكنه لَمْ يُخفّضْ مؤشر كتلة الجسم للأطفالِ في هذه الدراسة. ومن المحتمل أن الأمر قد يحتاج إلى جرعة أكبر مِنْ التمارينِ ولفترة زمنية أطول لرُؤية التأثيراتِ.

إن قلة التمارينِ البدنية، وقضاء الكثير مِنْ الساعاتِ أمام الكومبيوتر والتلفزيونِ، واتباع نظام غذائي غير صحّي، كلها من أسباب ارتفاع نسبة السمنة عند الأطفال.

لقد كشفت هذه الدراسة أيضاً أن الأطفال زائدي الوزن والبدينينِ يَمِيلونَ إلى حَمْل هذه الأوزان الزائدة إلى سنِ الرشد والشباب، عليه فإن التدَخُّل المبكر من قبل المتخصصين سيكون مجديا وفعالا لمُعَالَجَة هذه المشكلةِ.

إن التمارين والأنشطة الجسمية لَها الكثير مِنْ المنافعِ في مرحلة الطفولةِ، وإن الجمع بين التمارينِ الجسمية والحميةِ الغذائية لفتراتِ طويلةِ مِنْ الوقتِ سَيكونُ لهما تأثير كبير على تَخفيض «سمنةِ الطفولة».

تفاصيل هذه الدراسة ونتائجها نشرت على موقع المجلة الطبية البريطانية في الإنترنت.