أستشارات طبية

TT

* بذور الكتان والقلب > هل تنصح بتناول بذور الكتان وهل هي مفيدة للقلب، وما هي الكمية التي علي تناولها؟

جاسم علي ـ الكويت ـ بذور الكتان يتزايد الحديث الطبي حولها كأحد المنتجات النباتية المفيدة للقلب. وليس في أوساط الطب المكمل والاختياري (الذي يُسمى خطأً بالطب البديل)، بل في أوساط الطب الحديث. وهي إحدى المنتجات الطبيعية القليلة التي ثبتت فائدة تناولها بشكل علمي، والدراسات اليوم هي في بحث تأكيد فوائد أخرى لها وتحديد الكمية الكافية منها.

لا يوجد حتى اليوم نصيحة طبية تحدد الكمية المنصوح تناولها يومياً من بذور الكتان بغية تقليل كولسترول الدم وحماية القلب والدراسات في هذا الجانب لم تصل الى نتائج حاسمة في تحديد الكمية. لكن بعض الباحثين يشيرون الى تناول مطحون البذور بكمية ملعقتين من ملاعق الشاي يومياً دون أن يؤدي هذا الى اثار جانبية على الأمعاء لكن بشكل متدرج. الأمر الذي يؤكده العديد من الأطباء في نشرات هارفارد وكليفلاند كلينك أن لا يوقف المرضى تناول أدويتهم لخفض الكوليسترول عند تناولهم مسحوق بذور الكتان، بل يستمران سوياً. وأوضح الأمثلة لفائدة بذور الكتان هو صحة القلب، هذا بالإضافة الى ما يُقال حول آلام المفاصل ومرض السكري وأعراض سن اليأس وغيرها.

وتحتوي البذور على نسبة كبيرة من الدهون غير المشبعة من نوع أوميغا ـ 3. والمصادر الطبية تشير الى دور البذور هذه في خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وتقلل مقدار ضغط الدم، وتقليل رغبة الصفائح الدموية في التصاق بعضها ببعض وبالتالي تمنع تكون الجلطات الدموية، وتقلل من حدة عمليات الالتهابات في الجسم عموماً وضيق الشرايين خصوصاً، وربما تحمي من جلطات الدماغ.

من الممكن إضافة بذور الكتان الى أطباق الأطعمة المختلفة، فمطحون البذور الكاملة يضاف في إعداد العديد من وجبات الطعام، نظراً لطعمها ونكهتها التي تشبه المكسرات، كالشوربة والسلطة والخبز وكذلك أطباق طبخ اللحوم والخضراوات لكن بعد طحنها جيداً في مطحنة القهوة أو غيرها لأن قشرة بذرتها صلبة. ويمكن للبذور البقاء بحالة جيدة وتخزن لمدة سنة. لكن لو طُحنت، يفضل تناولها خلال ثلاثة أشهر.

كما أن الزيت المستخلص من بذور الكتان يمكن إضافته الى مرق السلطة مع الأوريغان والليمون وغيره لتزيد فائدته. وتتوفر اليوم حبوب كبسولات تحتوى مطحون أو زيت الكتان، لكن يحتاج المرء تناول عدة كبسولات منها للحصول على كمية مماثلة لما تحتويه ملعقتا شاي من المطحون الطبيعي الطازج لبذوره.

* سقوط الكبار > تعرضت والدتي للسقوط أثناء المشي ثلاث مرات خلال العام الماضي، وحذرنا الطبيب من أن ذلك قد يُعرضها لكسور في الحوض وغيره لكنه لم يُعطينا سبباً لتلك الحالات. لماذا تسقط وما تنصح؟

أم فاطمة الحازمي ـ جازان ـ هذا ملخص سؤالك. أكثر من قد يتأثر نتيجة لحالات السقوط هن النساء، خاصة من تجاوزن الخمسين. لكن لم يتضح لي من سؤالك إن كانت الوالدة تشكو من أية أمراض مزمنة أو ما هو وزنها أو ما الأدوية التي تتناولها. والاحصاءات الطبية تقول أن من بين كل أربعة أشخاص يعانون من حالات السقوط في أي منطقة مناطق العالم فإن هناك ثلاث سيدات. والذي يُخشى من تبعات ذلك هو احتمال تعرض مفصل الورك في الحوض الى التأثر الذي قد يصل، لا سمح الله، الى حد الكسر.

وهناك عوامل، لك أن تلحظي أياً منها على الوالدة، تساهم في زيادة احتمالات التعرض للسقوط أثناء المشي. مثل أن تكون لديها حالة هشاشة العظم نتيجة للتقدم في العمر وقلة النشاط البدني والاضطرابات في نسب الهرمونات أو في التغذية. أو أن يكون ثمة اختلال في القدرة على حفظ توازن الجسم أثناء المشي أو الوقوف نتيجة لأمراض المفاصل أو الأعصاب أو السمنة أو الغدد أو غيره. وربما نتيجة لضعف في قدرات الإبصار والرؤية أو تأثر مستوى الوعي الذهني والتركيز بما تفعل أو يدور حولها لديها لأسباب عدة. وتظل الآثار الجانبية لبعض الأدوية سبباً قد لا يلحظه البعض، وهو ما يُسأل الطبيب عنه قبل تناولها.

لهذه الأسباب ولغيرها، فإن من السهل أن تُصاب السيدات الكبار، وحتى الرجال، بحالات السقوط.

المهم هو أن تُحاولي منع إصابتها بذلك. وأول الخطوات هو المتابعة الطبية، بمعنى أن يُجيب الطبيب عن معرفة وجود ما يجعل الوالدة عُرضة للسقوط مثل الأسباب المتقدمة. وإن كان كما فهمت من سؤالك، لم يستطع الطبيب فعل ذلك، وأنت متأكدة من أنه متمكن من عمله، فربما لا يُوجد أي منها لديها. ويكون السبب هنا نتيجة لظروف منزلية قد تعرضها أو تعرض غيرها للسقوط. مثل وضعية أجزاء أثاث المنزل كالسجاد أو الكراسي أو إضاءة المنزل أو وجود درج في غير محله أو المشي على أسطح مبتلة خاصة في دورات المياه أو غيرها أو غير ذلك مما قد لا يتنبه اليه الإنسان ويصطدم به ويقع بالتالي.

* كوليسترول الدجاج > هل تنصح بعدم تناول جلد الدجاج من أجل تقليل تناول الكوليسترول؟

عبد العزيز صالح ـ الرياض ـ سبقت لي الإجابة عن سؤال مماثل العام الماضي. وفيه أن كمية الكوليسترول في جلد الدجاج هي نفسها تقريباً في لحم الدجاج، بمعنى أن الكوليسترول ليس مركزاً في الجلد دون اللحم كما يظن الكثيرون. وتحديداً لو نظرنا نجد أن جلد ولحم الصدر يحتوي كمية من الكوليسترول تبلغ حوالي 80 مليغراما، ولحم الصدر دون الجلد يحتوي 75 مليغراما، أي أن الفرق طفيف جداً، بينما لحم فخذ الدجاجة مع جلدها تحتوي حوالي 45 مليغرام كوليسترول، ولحم الفخذ دون الجلد يحتوي تقريباً 41 مليغراما، أي الفرق طفيف أيضاً وأقل بمقدار النصف مما هو في الصدر سواء بجلده أو منزوع الجلد. وهنا نقطة مهمة أخرى وهي تصور الكثيرين أن الصدر لحماً وجلداً أقل محتوى من الكوليسترول مقارنة بالفخذ لحماً وجلداً، وهو غير صحيح. والأطباء واختصاصيو التغذية حينما ينصحون بنزع جلد الدجاج قبل الطبخ، وليس فقط قبل التناول على المائدة، إنما هو ليس من أجل تقليل تناول الكوليسترول فقط. بل من أجل تقليل تناول الدهون المشبعة بالذات. وهو أمر مهم جداً فهمه واستيعابه، لأن هناك فرقاً كبيراً بين الدهون وبين الكوليسترول من ناحية التركيب الكيميائي والوظائف في الجسم والتأثيرات المرضية. ولحم الصدر مع الجلد يحتوي 8 غرامات من الدهن منها 2 غرام دهون مشبعة، وبدون الجلد تقل النسبة الى الثلث تقريباً. ونفس الشيء فإن لحم الفخذ بالجلد يحتوي 6 غرامات دهون منها 2 غرام دهون مشبعة، وبدون الجلد تقل النسبة الى النصف. وهو ما يعني أننا ننصح بنزع الجلد قبل الطبخ لا من أجل تقليل تناول الكوليسترول بل من أجل تقليل تناول الدهون المشبعة على وجه الخصوص. ومن الأسس المهمة في النصيحة الطبية نحو الغذاء الصحي من أجل تقليل كوليسترول الدم، وليس كوليسترول الطعام الذي نتناوله، موجهة بالدرجة الأولى الى تقليل تناول الدهون المشبعة ثم قطع تناول الدهون المتحولة ثم الإكثار من الدهون غير المشبعة ثم بعد هذا كله تقليل تناول الكوليسترول من الغذاء. ولذا من الواجب فهم الأولويات في الحمية الغذائية الصحية ومعرفة، بالتالي، كيفية تطبيقها بشكل صحيح.