بإشراف د. حسن محمد صندقجي*
* أدوية الكوليسترول والجنس لدى الرجل > وصف الطبيب لي دواء «زوكوز» لخفض الكوليسترول المرتفع لدي. وأنا سمعت أنه يُضعف الانتصاب، لذا لا أتناول العلاج. ما تنصح كبديل؟
سعيد المالكي ـ جدة ـ هذا ملخص رسالتك. الأمر الذي تذكره كثيراً ما يسمع الأطباء عنه. ولا أعلم حقيقة أصل القول بأن تناول الأدوية الخافضة للكوليسترول من نوع ستاتين يعمل على ظهور ضعف الانتصاب. أما موضوع أن تناول أدوية خفض الكوليسترول يُؤدي إلى خفض الرغبة في ممارسة الجنس، فهو أيضاً غير ثابت علمياً. وإن كان البعض اعتقد في السابق أنها تعمل على خفض نسبة هورمونات الذكورة لدى المراهقين، فإن الدراسات أثبتت أنه غير صحيح أيضاً.
والواقع أن تناول أدوية خفض الكوليسترول من نوع ستاتين مثل ليبتور أو زوكوز هو أفضل ما يُمكن للإنسان أن يخدم به صحته ونفسه، ولا ينبغي لمن تأمل فائدتها في تقليل الإصابة بالجلطات القلبية وتقليل الوفيات أن يتخلى عن تناولها بدعوة غير ثابتة علمياً حول التسبب في ضعف الانتصاب أو تدني الرغبة في الجنس لدى الرجال، حتى ولا لدى النساء.
والحقيقة أن إحدى الدراسات الحديثة المبدئية والواعدة الصادرة في مارس الماضي للباحثين من جامعة بنسلفانيا في مجلة طب الجنس، تقول «إن تناول عقار ليبتور الخافض للكوليسترول يُؤدي إلى تحسن الانتصاب لدى من سبق لهم تناول حبوب فياغرا دون فائدة منها لمعالجة الضعف في الانتصاب».
ومن المهم الإشارة إلى أن الدراسات الطبية المستفيضة في السنوات القليلة الماضية قد أكدت ما يجب أن يتنبه له من يُعانون من ضعف الانتصاب، وهو أن من الضروري التأكد من سلامة القلب وشرايينه لديهم. والسبب أن عوامل خطورة الإصابة بضعف الانتصاب هي شبيهة جداً بعوامل خطورة أمراض الشرايين، الأمر الذي يُملي على الإنسان المبادرة إلى مراجعة الطبيب ومعرفة سبب الضعف في الانتصاب ومعالجته وفق إتباع الإرشادات الطبية دون غيرها. وهو ما يعني بداهة ومنطقياً أن العلاج الذي سينظف شرايين القلب سينظف أيضاً شرايين الأعضاء التناسلية وسيسمح للمزيد من الدم الوصول إلى الذكر لتعزيز انتصابه.
إمساك لدى الحامل
* أعاني من امساك أثناء الحمل، والطبيب لا يصف لي سوى ملينات، ولا أستفيد كثيراً، ما تنصح؟
منيرة ع ـ أبها ـ الأصل عدم تناول أية أدوية أثناء فترة الحمل إلا بعد استشارة الطبيب المتابع للحمل، وأيضاً عرض الأمور الصحية عليه أثناء الحمل. كثير من النساء الحوامل يشكو من الإمساك، وبعض المصادر الطبية تذكر حوالي 50% منهن يشكو من إمساك من آن لآخر أثناء الحمل. المهم فهم أسباب ظهور الإمساك لدى الحامل، ومحاولة التخفيف من هذه الأسباب. وأيضاً تناول ما يُسهم في تليين الفضلات قبل خروجها بالتبرز.
وتعتبر الزيادة في إفراز هرمون برويسترون أثناء فترة الحمل سبب في بطء عمليات الهضم لدى الحوامل. لذا تكون حركة الأمعاء بطيئة أثناء دفع ما فيها من فضلات. وهناك أيضاً نشاط في قدرات القولون على امتصاص الماء من الفضلات التي فيه، وبالتالي فإن تلك المكونات تصبح أكثر جفافاً ويصعب بالتالي إخراجها. وكلما طالت المدة وتأخر الإخراج أصبحت الفضلات أكثر جفافاً وزادت بالتالي حدة الإمساك.
لذا فإن تنظيم أوقات الأكل وإضافة الألياف الطبيعية إلى الوجبات الغذائية كالتي في الحبوب والبقول والفواكه والخضار، وعدم التأخر في الذهاب لإخراج الفضلات، وتناول السوائل من ماء وغيره، وممارسة المشي والحركة، كلها عوامل تُسهم في ليونة الفضلات وتنشيط حركة الأمعاء. هذه الأمور على بساطتها تُؤثر بشكل إيجابي واضح متى ما تم تطبيقها بعناية واهتمام. المشكلة أحياناً هي أن الطبيب يُعطي نصائح، لكن لا يتمكن الإنسان من تطبيقها لأسباب عدة، وبالتالي لا يستفيد الإنسان منها، فيلجأ إلى الطلب من الطبيب أن يصف له أدوية لمساعدته.
وكثيراً ما يقتصر الطبيب على وصف ملينات الفضلات التي لا تمتصها الأمعاء ولا تُؤثر على صحة الجنين. لكن من المهم التنبه إلى أن فائدة الملينات هذه هي حينما يتناول الإنسان السوائل بكثرة.
* سفر الرضيع بالطائرة
* أنا حامل الآن، لكن سؤالي متى يستطيع المولود السفر بالطائرة؟
رحاب مجدي ـ القاهرة ـ في أي وقت. الرضيع حديث الولادة أو في أي شهر كان عمره يستطيع السفر بالطائرة حتى في الرحلات الطويلة. ولا توجد إرشادات طبية بمنع الطفل من السفر في أي عمر كان، بل هو أمر آمن، بمعنى أن التغيرات التي في أجواء مقصورة الركاب المسافرين من ناحية الضغط الجوي ونسبة الأوكسجين وحتى نسبة الرطوبة هي ضمن ما هو آمن للأطفال حتى حديثي الولادة.
الإشكالية التي قد يراها بعض الأطباء أو حتى بعض الآباء هي أن مقصورة الطائرة منطقة مزدحمة نسبياً، وبالتالي فإن احتمالات التقاط الميكروبات عالية، خصوصاً مع الجفاف الذي يعتري مجاري التنفس بفعل نسبة رطوبة هواء الكبينة ومقدار الضغط الجوي فيها وتدني نسبة الأوكسجين. وهو أمر وجيه خاصة في الأيام الأولى من العمر ما لم تكن هناك ضرورة للسفر. كذلك حينما يكون الرضيع مريضاً جداً، خاصة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي الذي قد يُؤثر على الأذن. لأن اختلاف الضغط عند الإقلاع أو بدء عملية الهبوط يُسبب ألماً للأطفال، حتى الكبار، حينما يختلف بسرعة الضغط على جانبي طبلة الأذن. وهذا يُخفف منه إرضاع الطفل أثناء تلك الفترتين كي يتعادل الضغط على جانبي الطبلة.
هذا كله بالإضافة إلى سهولة القيام بخدمة الطفل وإرضاعه وتنظيفه وتغيير حفائظه وغيرها من الأمور التي يجب عدم إهمالها أثناء مراحل السفر (الذهاب إلى المطار والوقوف في صفوف التفتيش أو غيرها والترانزيت وغيره). والأفضل مراجعة الطبيب المتابع لصحة الطفل أو استشارته شفهياً عن ذلك كل مرة تودين السفر برضيعك.