التثقيف الصحي مهم في معالجة الروماتزم

لماذا لا يتقبل البعض إجراء عمليات استبدال المفصل حينما يحتاجونها؟

TT

استمرار عمليات التلف في مكونات مفصل الركبة بفعل مرض الروماتزم Osteoarthritis هو أحد أهم أسباب الإعاقة في العالم أجمع. وعمليات استبدال مفصل الركبة أو الورك Total joint arthroplasty (TJA) المتضرر جداً نتيجة هذا المرض ناجحة في تحسين حالة المرضى النفسية والاجتماعية وحتى المادية إذا ما تمت وفق ضوابط محددة. وبالرغم من هاتين الحقيقتين إلا أن سجلات المستشفيات تشير الى أن ثمة تبايناً واسعاً في الإقبال على هذه الوسيلة العلاجية النافعة، وذلك على حسب المنطقة أو الجنس أو العرق بالإضافة الى الحالة المادية الاجتماعية للمرضى. والسؤال لماذا يقبل بعض من الذين يُعانون، من آلام المفاصل وإعاقات الحركة نتيجة لتلفها، على إجراء عملية الاستبدال، فيما آخرون منهم، يعانون بنفس الدرجة أو أشد، يرفضون ذلك؟

* توعية المريض

* الباحثون من جامعة تورينتو بكندا وغيرها من مراكز البحث العلمي حاولوا الإجابة على هذه المسألة المهمة، بغية تسهيل تقبل معالجة المرضى عبر فهم دواعي إحجامهم عن اتباع النصائح الطبية إذا ما أشارت بضرورة إجرائها. ونشروا نتائج دراستهم في عدد أكتوبر الحالي من مجلة التهابات المفاصل والروماتزم. وخلصوا الى أن الإجابة تكمن في ضرورة بذل المزيد من الجهد في نشر التثقيف والوعي الصحي في المجتمعات حول كيفية معالجة أمراض الروماتزم.

وشملت الدراسة حوالي 2200 شخص ممن تجاوز عمرهم 55 سنة ويُعانون من تلف روماتزمي شديد في مفصل الركبة أو الورك، حوالي 75% منهم من النساء. و60% منهم من مناطق ريفية، والباقي من المدن. وبدأت عام 1999 لمدة سبعة أعوام، التي تم خلالها تقويم مدى تقدم المرض بهم وتقبلهم لعمليات استبدال المفصل. وتم إجراؤها لحوالي 24%على الأقل لمرة واحدة. وتقاربت نسبة إجرائها بين ساكني المناطق الريفية والمدن.

وكان الملاحظ أن العامل الأهم في طول المدة ما بين عرض الطبيب علاج المفصل بعملية الاستبدال وبين إجرائها هو مدى ترحيب المريض وموافقته على الفكرة، أكثر من مقدار شدة المرض والمعاناة منه أو مستوى الحالة الاجتماعية المادية. وتحديداً لدى مجموعة من يُعانون بنفس المستوى من المرض ولديهم نفس المستوى من تقدم الحالة المرضية في إتلاف تراكيب الركبة أو الورك، فإن من يُدركون فوائد العملية هم أكثر إقبالاً على إجرائها بنسبة تفوق 400% ممن هم غير واثقين من جدواها.

هذه الدراسة الفريدة في نوعها توضح أهمية دور التثقيف الصحي في زيادة الإقبال على النصائح الطبية العلاجية، وفي حالة الروماتزم بغض النظر عن درجة الإعاقة والمعاناة أو مستوى الحالة الاجتماعية المادية. وهو ما دفع الدكتور غيلين هاوكر الى القول: إن نتائجنا توضح الحاجة الى تطوير وتطبيق استراتيجيات موجهة على مستوى تقديم الرعاية الطبية. وهو ما يُمكن عبر برامج تثقيف الناس حول مرض الروماتزم وطرق علاجه، خاصة إدراك فوائد عملية استبدال المفصل.

* تمارين قبل العملية

* من جهة أخرى، طرح الباحثون من جامعة هارفارد في بوسطن بالولايات المتحدة ضرورة أن يبدأ المرضى بالانخراط في برنامج تأهيلي من العلاج الطبيعي قبل إجراء عملية استبدال المفصل، وذلك بغية تقليل المدة الزمنية اللازمة للبقاء في المستشفى في فترة ما بعد العملية الجراحية. وأكدوا في دراستهم المنشورة ضمن عدد أكتوبر من مجلة الأبحاث والرعاية لالتهابات المفاصل الأميركية بأن المستوى الوظيفي للمفصل قبل العملية يُؤثر في المستوى الوظيفي بعدها.

وشملت الدراسة حوالي 110 اشخاص تمت لهم إما عملية الركبة أو الورك في ما بين عام 2001 و 2003. وخضع نصفهم لبرنامج تأهيل مائي وعلى الأرض لمدة 6 أسابيع قبل العملية، والنصف الآخر لم يخضع لهذا البرنامج، كما هو جارٍ عادة.

وتبين من النتائج أن من تمرنوا قبل العملية كانوا بعدها يملكون مستوى أفضل من الحركة والنشاط مما قلل بنسبة 73% من مدة بقائهم بالمستشفى مقارنة بالمجموعة التي لم تتأهل بالتمارين قبل العملية. وكانوا ايضا أقدر على المشي لمسافة 50 متراً قبل الخروج من المستشفى، ما يعني تقليلاً في المصاريف المادية وتكلفة العملية على المرضى وعلى مؤسسات الرعاية الصحية، وسرعة عودتهم الى ممارسة أنشطة الحياة اليومية.