أخبار طبية

TT

* كحت اللسان ورائحة الفم > طرحت مجدداً الأكاديمية العامة لطب الأسنان في الولايات المتحدة مشكلة رائحة الفم. وأكدت على أنه بالرغم من معاناة أكثر من 40 مليون شخص في الولايات المتحدة من هذه الحالة الشائعة، إلا أن الأطباء لا تُوجد لديهم حتى اليوم معايير واضحة لطريقة معالجتها. وفي دراسة عرضتها ضمن عدد سبتمبر ـ أكتوبر من مجلتها العلمية لمراجعة المشكلة وصفت الحالة بأنها إخراج هواء ذي رائحة غير متقبلة Halitosis. ويحاول الكثيرون تجنب ظهور رائحة كريهة في فمهم بتجنب أكل الأطعمة ذات الرائحة غير المحببة، ومضغ العلك واستخدام أنواع من غسول الفم وأكل منتجات عدة للنعناع. إلا أن الدكتور جون لي الناطق الرسمي باسم الأكاديمية قال بأن أحد الأسباب الشائعة هو السوائل الأنفية المتساقطة عبر خلفية الفم، والتي تُغطي المنطقة الخلفية من اللسان بطبقة تُصبح مرتعاً خصباً لنمو البكتيريا. وما قد يُفلح في التخفيف من الرائحة الكريهة الناجمة عنه استخدام طريقة كحت اللسان tongue scraper . وحينما راجع الباحثون مجمل الدراسات التي تمت حول جدوى طريقة كحت اللسان بغية تفريش اللسان وتنظيفه بدلاً من استخدام فرشاة الأسنان لهذه الغاية، تبين أن الكحت أو تنظيف اللسان بالفرشاة في منطقته الوسطى والخلفية يُخفف إلى حد كبير من مستوى رائحة مركبات الكبريت المتطايرة volatile sulfur compounds (VSC) levels، والتي تنتج من البكتيريا عند تفاعلها مع الأحماض الأمينية، وتُعطي بالتالي الرائحة الكريهة.

لكن ما لاحظه الباحثون أن التخفيف مؤقت وليس حلاً فاعلاً في زوال وجود الرائحة الكريهة. وطالبوا بإجراء أبحاث أدق حول المواد الكيميائية المسببة لتلك الرائحة ومقارنة جدوى استخدام ملاعق كحت اللسان أو فرشاة الأسنان أو محاليل غسل الفم في تخفيف تركيز المواد الكبريتية.

ومع هذا قال الدكتور لي، في عبارات عملية، إن استعمال منظفات اللسان وكحت طبقته الخارجية هو طريقة مباشرة وسهلة الاستخدام والنقل وزهيدة الثمن. وأضاف بأن الجميع، من الأطفال إلى كبار السن، عليهم تعلم طريقة تنظيف اللسان ضمن عنايتهم اليومية بنظافة الأسنان.

* الأعمال الشاقة والإخصاب > تناول الباحثون الأسبان تأثير ممارسة أنواع شاقة ومُجهدة من التمارين الرياضية أو الأعمال اليومية على قدرات الإخصاب لدى الرجال والنساء. وأكدوا في نتائج دراستهم المنشورة في عدد أواخر سبتمبر من المجلة الدولية للطب الرياضي الأميركية أن هناك ثمة تغيرات تطال هرمونات الذكورة وعدد الحيوانات المنوية حينما يتم إجهاد الجسم في التمارين الرياضية. وفيما يرى الباحثون أن هذه التغيرات السلبية هي تغيرات مؤقتة وغير دائمة، إلا أن الدكتورة ديانا فاموندي وزملاءها في الدراسة نبهوا إلى أن تلك التغيرات ربما تُؤثر بشكل أعمق لدى الرجال الذين لديهم بالأصل تدن في عدد الحيوانات المنوية أو نقص في هرمونات الذكورة.

كما أشار الباحثون إلى أن النساء اللائي يُمارسن أنواعاً شاقة ومجهدة من التمارين والألعاب الرياضية، ستبدو عليهن تغيرات أوضح وأعمق مما يظهر على الرجال في أنظمة هرمونات الجسم. وعلى سبيل المثال فإن اضطرابات الدورة الشهرية وربما انقطاعها أحد أهم ما يُؤثر على مستوى خصوبة المرأة الرياضية، بينما لا يُعلم مدى التأثير على خصوبة الرجل.

وبمتابعة الباحثين لمجموعة من الرجال عند ممارسة نصفهم للتمارين الرياضية الترفيهية، كركوب الدراجة إلى حد الإجهاد أربع مرات أسبوعياً لمدة أسبوعين. والنصف الآخر منهم تجنب أي تمارين رياضية مجهدة خلال تلك المدة. وتبين أن هناك انخفاضاً لدى مجموعة ممارسة الرياضة المُجهدة من ناحية تركيز الحيوانات المنوية وعددها الكلي وحجم كمية ما يصدر من ماء الرجل عند القذف وغيرها من خصائص ونوعية الحيوانات المنوية، بينما ارتفعت نسبة هرمون التستيسترون.

وبعد الانتهاء من التجربة بيومين بدأت الهرمونات وغيرها من خصائص الحيوانات المنوية بالعودة إلى الحالة الطبيعية، وهو ما كان أوضح وأسرع لدى الرجال الأصغر سناً.

وذكر الباحثون أن هناك تقاطعاً بين الدماغ والغدد الصماء والأعضاء التناسلية لدى الرجل بفعل تغيرات عوامل عدة في الجسم أثناء ممارسة التمارين الشاقة. والذي يقترحه العلماء الأسبان هو إجراء مزيد من البحث لإيضاح دور التمارين الرياضية الشاقة على من لديهم بالأصل اضطرابات في قدرات الخصوبة.

* حموضة المعدة والسعال المزمن > وفق النتائج التي تم نشرها في عدد أكتوبر من مجلة الصدر الأميركية فإن الباحثين من جامعة فلوريدا توصلوا إلى أن المُصابين بضيق مزمن في مجاري الرئة الهوائية Chronic obstructive pulmonary disease (COPD) عُرضة بنسبة الضعف لمواجهة نوبات من تهيج وضع الرئة لديهم حينما يكونون أيضاً مصابين بترجيع في أحماض المعدة إلى المريء، ما يعني أن وجود اضطرابات في قدرة عضلة فوهة المعدة على ضبط سوائل المعدة وأحماضها داخل المعدة نفسها، يُسهم في تدهور حالة مرضى الرئة هؤلاء أسوة بما تفعله بهم حالات الأنفلونزا ونزلات البرد.

وتبين للباحثين من متابعة حوالي 90 شخصاً متوسط أعمارهم حوالي 68 سنة مصابين بالضيق المزمن في مجاري الهواء، أن حوالي 40% منهم لديهم ترجيع لحمض المعدة. وتُعرف الهيئات الطبية حالة الترجيع المهم من الناحية الطبية في مرض ترجيع محتويات المعدة إلى المريء gastroesophageal reflux disease (GERD). بأنه حرقة في منطقة أعلى البطن مع/ أو ترجيع ما يُحس به الإنسان حموضةً في حلقه. ويقول الباحثون ان هذا الترجيع ووصول المواد الحمضية إلى منطقة الحلق يجعل من السهل عليها أيضاً الدخول في مجرى الهواء عبر الحنجرة إلى القصبة الهوائية، وبالتالي إثارة نوبات السعال المتكرر وخاصة في الليل. هذا بالإضافة إلى أن وصول نوعية السوائل، غير المعقمة والمحملة بالميكروبات، تلك إلى الرئة يجعل من السهل الإصابة بالتهابات بكتيرية في الرئة، الأمر الذي يزيد من متاعب المصابين بمرض الرئة المزمن هذا. وتفرض النتائج هذه على مرضى الرئة الاهتمام بمعالجة أعراض أمراض المعدة إن كانوا يشكون منها. وكانت الدراسات السابقة قد بينت أن أحد أكبر أسباب السعال المزمن، والليلي على وجه الخصوص منه، إنما هو بسبب حالات ترجيع محتويات المعدة.

وفي نفس العدد الأخير من مجلة الصدر، عرض الباحثون من 20 مركزاً طبياً في الولايات المتحدة نتائج متابعة حوالي 2300 مُصاب بمرض الضيق المزمن في مجاري الرئة الهوائية. وتبين منها أن فيروسات نزلات البرد والانفلونزا هي أكبر خطر يهدد حياتهم واستقرار حالتهم الصحية. وهي الدراسة التي تتزامن مع حلول وقت تلقي لقاح الانفلونزا السنوي.