تناول الطعام خارج المنزل.. يدفع النساء إلى الشراهة في الأكل

متبّعات حميات تخفيف الوزن والشرهات في الأكل هن الأكثر إقبالا على هذه العادة

TT

حينما تتناول النساء وجباتهن الغذائية خارج المنزل فإنهن يأكلن كميات كبيرة من الطعام، مما يجعلهن عرضة للسمنة بغض النظر عن عاداتهن الغذائية. وسواء كانت المرأة تتبع أحد أنظمة الحمية أولا تسأل في شأن وزنها، فإنها، وبلا وعي منها، ستتناول كمية عالية من السعرات الحرارية في وجبات المطاعم أوالحفلات الخارجية. هذا ما يقوله الباحثون من جامعة تكساس في دراستهم المنشورة ضمن عدد نوفمبر (تشرين الأول) من المجلة الغربية لأبحاث التمريض، التي شملت في بحثها خليطاً من نساء عاديات في الأكل، وأخريات من متبعات حميات إنقاص الوزن، وحتى نساء يتميزن بالشراهة في تناول الأكل ضاربات عرض الحائط بأي أهمية لوزن الجسم. ولاحظ الباحثون أن متبعات حميات تخفيف الوزن والشرهات في الأكل هن أكثر إقبالاً علي عادة تناول الطعام خارج المنزل، وأنهن يتناولن كمية تقارب 300 كالوري إضافية في اليوم حينما يأكلن خارج المنزل، وتحديداً في المطاعم، وكذلك حوالي 16 غراما إضافية من الدهون في الأيام التي يتناولن وجبات في المطاعم. وهذه الزيادة تتراكم في الجسم مع مرور الوقت ما لم يتم السيطرة عليها.

* مطاعم خطرة

* وتقول الدكتورة غايلي تيمرمان، من جامعة تكساس والباحثة الرئيسة في الدراسة، إن المطاعم تمثل بيئة عالية الخطورة في التأثير على متبعات حميات تخفيف الوزن وأيضا على الشرهات في الأكل. وفيها يتم فقد السيطرة على كمية الطعام المتناولة وتحصل زيادة فيها. وأضاف الباحثون أن الشرهات يفقدن السيطرة بشكل أخص على حبهن لتناول الطعام، حينما يكن في المطعم أكثر مما لو كن في المنزل، وتحديدا فإن ثلث نوبات الإفراط في شراهة تناول الأكل تحصل في المطعم.

وتتوافق نتائج الدراسة العملية هذه مع يعتقد كثير من الخبراء من أن حب النساء في الولايات المتحدة لدعوات تناول وجبات الطعام في المطاعم هي أحد الأسباب الرئيسة لتفشي السمنة كوباء بين النساء هناك. هذا بالإضافة إلى تناول وجبات الطعام السريعة ولجوء كثير من المطاعم إلي تكبير الحصة الغذائية للزبون الواحد كأحد عوامل الجذب لهم.

وتخالف هذه النتائج ذلك الاعتقاد السائد بأن الشراهة في الأكل تُمارس من قبل النساء في المنازل بعيداً عن أنظار الغير. هذا بالرغم من أن ربع حالات تناول الطعام تمت في مطاعم الوجبات السريعة وأن غالبيتهن كن لا يتناولن أطباق الحلويات بعد وجبات الطعام ، بمعنى أن سبب الزيادة في كمية طاقة وجبات الطعام المتناولة في المطاعم لم يكن بسبب تناولها في مطاعم تقدم الوجبات السريعة، ولم يكن أيضاً بسبب تناول أطباق الحلويات بعد الوجبة، بل هو بسبب نهم يُصيبهن في تناول الأطباق العادية التي تقدمها المطاعم ضمن مراحل الوجبة نفسها.

* شراهة الحفلات

* وتطرح الدراسة هذه مجدداً حقيقة أن الإنسان يفقد السيطرة على ضبطه لكمية ما يتناوله من أطعمة حينما يكون في الأماكن العامة كالمطاعم أو الحفلات، وهو ما سبق لملحق الصحة عرضه قبل بضعة أسابيع عند الدراسة الأميركية التي شملت متخصصين في التغذية وطلاب جامعات في قياس كمية الآيس كريم (البوظة) التي يتناولونها حينما يكونون في حفلة، مقارنة بما يتناولونه عادة، تحت تأثير تغير ما تعودوا عليه في حجم الوعاء الذي يضعون فيه الآيس كريم وحجم ملعقة غرفه عند ملء الآنية تلك.

وجوانب الآنية وملاعق الغرف ومكان تناول الطعام والرفقة لتناولها وطريقة إعداد الوجبات، يشملها كلها مصطلح بيئة تناول الأكل. وهي ذات تأثيرات مهمة في تحديد كمية ما يتناوله الإنسان من أطعمة وبالتالي وزن الجسم لديه. ويأخذ الأطباء والمتخصصون في التغذية هذا الجانب بمزيد من الاهتمام في أبحاثهم الأخيرة.