لقاح آمن ضد الإنفلونزا

دراسة جديدة تَستنتجُ أن الأطفال الرُضَّع أيضا سيَستفيدون منه وبدون آثار جانبية

TT

تفيد إحصاءات مراكز مكافحة الأمراضِ والوقاية منها الأميركيِة CDCبأن مرض الإنفلونزا يصيب، سنوياً، واحداً من كل خمسة أميركيين، وأن أكثر مِنْ 200 ألف شخص يدخلون المستشفيات بسبب الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا، وأنه يَمُوت نتيجة العدوى والتهابات هذا المرض ما يربو عن 36 الف أميركي كُلّ سَنَة.

وترتفع نسبة الإصابة بالمضاعفات الخطيرة مِنْ مرض الإنفلونزا عِنْدَ الأطفال تحت سن العامين. أما الناس الوحيدونَ المعرضون للخطورة الأعلى لهذا المرض، فهم الواقعون في الفئة العمرية بعد سن الـ65 عاما. ويعتبر التطعيم بلقاح الإنفلونزا سنوياً الوسيلة الوقائية المثلي لمكافحة هذا المرض ومنع الإصابة به.

ولأهمية الفئة العمرية تحت السنتين، والتي تشهد نسبة عالية من إصابات هذا المرض في كل سنة، أجريت دراسة حديثة على أكثر مِنْ 45 ألف طفل رضيع وكبير مِنْ جميع أنحاء الولايات المتّحدةِ، لمعرفة مدى أمان اللقاح ضد الإنفلونزا، فَوَجدَت الدراسة أنه كان هناك فقط بضع حالات لآثار جانبية تَطلّبتْ معالجةً طبيةً كنتيجة للِقاحِ، ولم يكن بينها أية حالة خطيرة.

يقول رئيس الفريق الطبي في هذه الدراسة الدّكتور سايمون جْي هامبيدج، والباحث بوحدة أبحاث كولورادو السريرية في دينفير، وبصفته طبيب أطفال وكوالد لأطفال أيضاً، إن هذا اللقاح مطمئن جداً له، حيث لم تكن هناك سوى بِضْع حالات مرتبطَة بهذا اللِقاحِ ووصفه بأنه لِقاح آمنٌ جداً للأطفال من هذه المجموعةِ العُمرية.

وعليه فقد أوصت مراكز CDC بأن يتم تطعيم معظم الناسِ بهذا اللقاح، حيث أنه أفضل طريقة لمَنْع الإصابة بالأنفلونزا.

واعتباراً من فصل الإصابة بالإنفلونزا 2004 ـ 2005 ، بدأت اللجنة الاستشارية لممارساتِ التلقيحِ في المراكز بالتوصية بتطعيم الأطفالِ مِنْ العُمرِ بين 6 شهورِ و23 شهراً بلِقاح الإنفلونزا. وعند إعطاء الطفل أو الرضيع لِقاحَ الإنفلونزا للمرة الأولى، يجب أنْ يُعطى على جرعتين منفصلتينِ بينهما شهر واحد.

وطبقاً للشركة المنتجة للِقاحِ الإنفلونزا سانوفي باستور Sanofi Pasteur، فإن اللِقاح سَيكُونُ متوفراً بكميات كافية بحلول شهر نوفمبر(تشرين الثاني) الحالي أَو ديسمبر (كانون الأول) من هذا العام على أقصى حد. ونصح المركز بإعطاء لِقاحِ الأنفلونزا كُلّ سَنَة، بشكل مُحدّد، للمجموعات التاليةَ منْ الناسِ :

الأطفال بين سن 6 شهور ـ 5 سنوات.

النِساء الحوامل.

الناس الأكبر سنّاً مِنْ 50 سنة.

الناس الذين يعانون من أحد الأمراض المُزمنةِ مثل مرض السكّريِ، أمراض الرئةِ، وأمراض المناعة مثل متلازمة الإيدز.

الناس الذين يَعملون في الطب والتمريض والنقاهة أَو العنايةِ الطبية الطويلة المدى.

الناس الذين يَعِيشونَ مع الأطفالِ الصغار أو المرضى في بيت واحد لرعايتهم وتمريضهم.

وحيث أن هذه الدراسة الجديدة، والتي تعتبر أكبر دراسة أجريت على هذه المجموعةِ العُمرية، بين 6 شهورِ و23 شهراً، تَضمّنتْ أقلَ مِنْ 9 آلاف تطعيمِ، لذا، قام الدكتور هامبيدج ومعه زملاؤه مِنْ فريق التطعيم الآمن وثمان من منظمات الرعاية الصحيةِ، بفَحص بيانات ذات أثر رجعي لأكثر مِنْ 45، ألف طفل من الذين أخذوا 70ألف تطعيم في الفترة بين يناير (كانون الثاني) 1991 ومايو (أيار) 2003.

ركز الباحثون في فحصهم فقط على المضاعفات التي تكون قد حصلت من اللِقاحِ حتى 42 يوماً بعد أخذ التلقيحِ. وتم استبعاد الآثار الجانبية البسيطة المألوفة مثل التورمِ أَو الألم في موقعِ الحقن.

وكانت الأعراض الوحيدة التي وجدوها «وذات دلالة احصائية مهمّة» هي الغثيان والتقيّؤ. وعلى أية حال، علق على ذلك رئيس فريق البحث د. هامبيدج، بأن هذه الآثار الجانبية كَانتْ من المحتمل بسبب التعرّضِ إلى فيروسِ الإنفلونزا أَو فيروس آخر عند وقتِ التطعيمِ.

وطبقاً للدراسةِ، فإن حالات مثل الربو، التهابات الأذنِ والزكام العادي كَانت أقل حدوثاً بعد التطعيمِ، ورُبَّمَا هي من محض الصدف كما يَعتقدُ الباحثون.

ولقد وَجدتْ دراسة واحدة سابقة ضمن نتائجها علاقة محتملة بين اللِقاحِ ونوبات رعشة تحدث بسبب الحمّى العاليةِ، لكن هذه الدراسةِ الحالية لم تجد مثل هذه العلاقة.

ونشرت نَتائِجُ هذه الدراسةِ في عدد 25 أكتوبر (تشرين الأول) مِنْ مجلّةِ الجمعيةِ الطبيةِ الأميركيةِ.