بين الخطا والصواب

TT

قضم الأظافر.. بين التعود والعلاج > من الأخطاء الشائعة بين الكثيرين، كباراً وصغاراً، الاستمرار في عادة قضم الأظافر والتي تؤدي عادة إلى تشوه شكل الأصابع عند الكبار مع التهابات مختلفة فيها؛ كما تؤدي إلى اضطرابات هضمية عند الأطفال نتيجة مص الإصبع بعد قضمه وابتلاع ما نما عليه من أنواع البكتيريا. يعتبر قضم الأظافر من العادات القهرية الشائعة في الطفولة وبين الكبار، وكثير ممن يقضمون أظافرهم يستمرون في قضمها بصورة متكررة، بحيث تبدو الأظافر قبيحة أو تدمى، ومعظمهم لا يستطيعون التخلص من تلك العادة مع التقدم في العمر.

وتبدأ المشكلة بأن يضع الطفل أظافره في فمه ويعض عليها ثم يقضمها ليهدئ من دوافعه الانفعالية، وذلك عندما يشعر بالتوتر والقلق. ويأتي هذا السلوك كردة فعل من الطفل تجاه تصرف والديه بنهره ومعاقبته، عندما قضم أظافره لأول مرة فانسحب متابعاً هذا السلوك، أو أن يكون بسبب سخرية الآخرين من الأطفال عندما رأوه يقضم أظافره. وقد تبدأ المشكلة أيضاً بتقليد الآخرين عندما يوجد في الأسرة من يمارس نفس العادة، ثم تكرارها إلى أن تصبح عادة لا يستطيع التخلص منها.

ولعلاج هذه الحالة ينصح المتخصصون في علم النفس والسلوك بضرورة الاعتدال في تربية الطفل بإحاطته بالعطف والحنان، وعدم اللجوء إلى الضرب والعقاب مع التظاهر بعدم الاهتمام بهذا السلوك. والعمل على شغل وقته ويديه بممارسة أنشطة مفيدة تشده عن قضم الأظافر، إضافة إلى أن ألعاب الصلصال والرمل والماء والعجين تقلل من توتر الطفل وتشغله عن هذا السلوك. ويُنصح أيضاً بالبحث عن الأسباب التي تؤدي إلى توتر الطفل وتثير قلقه سواء في البيت أو في المدرسة، ومحاولة التقليل قدر الإمكان من التوترات المحيطة به. كما يُنصح بالمحافظة على أظافر الطفل مقصوصة، وعدم ترك حوافها خشنة، حتى لا يجد سبباً لقضمها بأسنانه. وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فيمكن إقناعهم بالتفاهم معهم وتعريفهم بمساوئ هذه العادة.

* حذارِ من ترك وجبة الإفطار > من الأخطاء الشائعة في كافة المجتمعات في العالم، وخاصة عند مَن يرغبون في خفض أوزانهم الزائدة أو مَن يسعون إلى الرشاقة وجمال القوام، أن يلجأ هؤلاء إلى إلغاء إحدى الوجبات الغذائية الرئيسية في اليوم، وعادةً ما تكون وجبة الإفطار، وذلك نزولاً عند المقولة الشائعة بأن الإنسان عندما يجوع ولا يأكل يقوم الجسم أوتوماتيكيا بسحب الدهون المخزونة في خلاياه وبالتالي ينقص الوزن.. لذلك يلجأ الكثيرون لعدم تناول الإفطار من أجل إقلال الوزن. والصواب هنا أن ترك الجسم يجوع دون تناول الطعام مضر بالصحة للغاية، لأن المخ يستشعر الجوع. ويضيف د. طارق رضا استشاري التغذية العلاجية والصحة العامة ورئيس وحدة السمنة بالمعهد القومي للتغذية بالقاهرة، أن هناك، من الناحية التشريحية والوظيفية، مركزين في الدماغ، أحدهما للجوع والآخر للإشباع. والمعدة تعطي إشارة إلى المخ بالجوع عن طريق العصب العاشر المسمى بالحائر، وعندما نتناول الطعام وتمتلئ المعدة بكميات كبيرة من الطعام والشراب، تتمدد جدران المعدة فترسل إشارة إلى الدماغ تشعرنا بالشبع. وكلما زادت كمية الطعام في المعدة، يصبح حجمها أكبر، وبالتالي تحتاج إلى كميات ضخمة مستقبلاً لإعطاء الإشارة بالشعور بالشبع. وعليه فإن الذين يتناولون وجبتين في اليوم، تصبح معدتهم أكبر بكثير من الذين يتناولون ثلاث وجبات في اليوم، وحجم المعدة يتناسب تناسبا طرديا مع الوزن. كما أن عدم انتظام تناول الوجبات يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الفتاكة، فالرجل عرضة لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والإصابة بداء السكري والذبحات الصدرية، أما المرأة فهي عرضة لجلطات المخ ولأنواع مختلفة من السرطان . وإن الامتناع عن تناول وجبة الإفطار، كما أثبتت العديد من الدراسات، يؤدي إلى التوتر والقلق والاكتئاب، بسبب ما يحدث من اختلال في مستوى هرمونات الجسم، ومن ضمنهما السيروتونين والإندورفين .

عليه يجب أن نتناول وجبة الإفطار يومياً وبانتظام، ويُحَبذ أن تكون في الساعة الأولى بعد الاستيقاظ مباشرة، تنظيم مواعيد تناول الطعام، بحيث تصبح المدة الزمنية بين الوجبة والأخرى من 5 ـ 6 ساعات.