السعودية تشجع على إجراء الاستشارات والفحوصات الطبية قبل الزواج

الزواج من الأقارب يزيد من احتمال الإصابات الوراثية

TT

أطلق مستشفى المملكة في الرياض برنامج الاستشارات الطبية للمقبلين على الزواج من خلال عيادة متخصصة في الأمراض الوراثية، حيث يستقبل المستشفى المقبلين على الزواج من الشباب والفتيات، لعمل الإجراءات اللازمة، والتي تشتمل على توجيه العروسين في بداية الأمر لتوفير المعلومات الطبية عن عائلتهما، وعرض كافة هذه المعلومات على الطبيب المختص للكشف عن الأمراض الوراثية التي يحتمل أن تصيب الذرية، واتخاذ الإجراءات الاحتياطية اللازمة للوقاية منها، إلى جانب التحاليل إذا لزم الأمر.

وتغطي خدمات هذه العيادة أيضاً تقديم الاستشارات الطبية للعائلات التي لديها أطفال مصابين بأمراض وراثية، أو اعتلالات خلقية مثل القيلة او الكيسة السحائية وانشقاق الشفة والحنك، وزيادة عدد أصابع اليد والرجل، وغيرها، والفحص المبكر لحديثي الولادة للتأكد من عدم وجود أي أمراض وراثية، وعدم تعرضهم لها في المستقبل.

وتعد المجتمعات العربية بشكل عام من المجتمعات التي يشيع فيها زواج الأقارب ضمن نطاق القبيلة، أو العشيرة، أو العائلة والأسرة الواحدة، وهو ما يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض الوراثية ومثال التلاسيما وفقر الدم المنجلي وكذلك أمراض وراثية أخرى كالأمراض الاستقلابية التي تنتج بسبب نقص أنزيمات معينة، وامراض التكيس الرئوي الوراثي، وامراض الجهاز العصبي الوراثية التي تشمل ضمور المخ والمخيخ، وامراض الصرع المستعصية.

وتمكن الطب الحديث من تشخيص العديد من الأمراض الوراثية في سن مبكرة حياة من الإنسان لعلاجها والحد من تأثيرها، وخاصة المتعلقة منها بأمراض الدم الوراثية التي يمكن كشفها عبر تحاليل الدم، كما يمكن الكشف عن العديد من الأمراض الاستقلابية بعد ولادة الطفل بأيام عن طريق اخذ عينة من الدم.

وتتعدد طرق الوقاية من الأمراض الوراثية، ومنها وبطبيعة الحال وكخطوة أولى الاستشارة الطبية المبكرة للمقبلين على الزواج ومراجعة الأطباء ذوي الاختصاص في مجال الأمراض الوراثية، وهو أسلوب شائع في العديد من دول العالم.

ويجب التنبه إلى أن حمل المرأة وهي في سن مبكرة أو في سن متأخرة يلعب دوراً في ظهور بعض الأمراض الوراثية، والتشوهات الخلقية، ومن اشهرها مرض «متلازمة داون»، ولهذا فمن المهم على جميع النساء الراغبات في الحمل، وهن في مثل هذه الأعمار مراجعة ذوي الاختصاص لتفادي الأمراض، والاعتلالات الخلقية عند المواليد، وهذا من ضمن الخدمات التي تقدمها هذه العيادة المتخصصة لأفراد المجتمع.

ندوة في مدينة جدة حول الفحص الطبي قبل الزواج لندن: «الشرق الأوسط» ستقام ندوة عامة حول موضوع الفحص قبل الزواج تتناول واقع ومستقبل الامراض الوراثية، وذلك في مدينة جدة في يوم الاربعاء الموافق 13 يونيو (حزيران) العام الحالي في قاعة المحاضرات بالغرفة الصناعية بمدينة جدة في تمام الساعة السابعة مساء والدعوة عامة للرجال والنساء.

تم تنظيم الندوة من قبل شؤون التعاون المشترك وتنمية المشاريع بالتعاون مع الشؤون الاكاديمية والتدريب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

وتكمن اهمية هذه الندوة بالنسبة لمجتمعاتنا العربية بتسليط الضوء على الزواج من الاقارب والى مخاطره اذ قد يؤدي الى انتقال بعض الامراض الوراثية الى الابناء بنسب اكثر مما يحدث في المجتمعات الاخرى. لهذا فمن الاهمية ان تتم مناقشة الابعاد الشرعية والنفسية والاجتماعية للفحص ما قبل الزواج. وستتضمن المحاور الرئيسية للندوة:

* الضوابط الشرعية والاخلاقية لفحص ما قبل الزواج

* الامراض الوراثية والزواج

* الامراض المعدية (الايدز والكبد الوبائي وغيرها) والزواج

* الخصوبة والحمل والزواج الأبعاد النفسية والاجتماعية وفحص ما قبل الزواج.

كشف الأمراض الوراثية تم في السعودية تكوين لجنة تختص بدراسة الأمراض الوراثية بعد أن سجلت هذه الأمراض زيادة ملحوظة مقارنة بالدول الأخرى، وستقوم اللجنة بالإشراف على الكشف المبكر للمواليد بالمملكة وأجراء التدخل العلاجي السريع تفادياً لحصول الإعاقات.

وأظهرت دراسات اجريت من قبل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض وجامعة الملك سعود ومستشفى ارامكو ارتفاعاً في أمراض التمثيل الغذائي الوراثي وقصور الغدة الدرقية والغدة الكظرية وامراض الدم الوراثية بين السكان في المملكة.

وقال الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز النعيم المدير التنفيذي للتشغيل الطبي والسريري في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض بان اللجنة ستقوم بدراسة الأمراض الوراثية التي لها الأولوية في الكشف المبكر، كما ستقوم بالتعاون مع اللجان المختلفة المتخصصة في وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية والخاصة ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة لدفع برنامج الكشف المبكر للمواليد ليكون على مستوى وطني استراتيجي.

ومن جانبه أشار الدكتور زهير بن عبد الله رهبيني المشرف على لجنة الكشف المبكر بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إلى أن اللجنة قد اتخذت خطوات فعالة في هذا الجانب من خلال الانتهاء من أعداد الدراسات الأولية والخطوط العملية لإنجاح البرنامج وعرضه على اللجان المنفذة في وزارة الصحة لإقرار وجوده على مستوى وطني شريطة أن يكون شاملاً لكل مولود في السعودية سواء في المدن أو القرى حتى يتسنى للمختصين التدخل العلاجي السريع للمواليد المصابين وتفادي حصول الإعاقات الجسمية والعقلية قبل تفاقم المرض.

وأوضح أن اللجنة تتكون من بعض الاستشاريين من قسم طب الأطفال وبعض الباحثين في مركز الأبحاث الأمر الذي سيضفي على اللجنة دفعة قوية للتقدم والتطوير في مجال الكشف المبكر للمواليد، سواء من الجانب التشخيصي أو العلاجي.

واعتبر أن البرنامج في حال تطبيقه سيكون مشابها إلى حد كبير لبرنامج التطعيم لدى الأطفال الذي اثبت جدواه في تقليل حالات الإعاقة الناتجة عن الالتهابات