منظمة الصحة العالمية تطلق حملة ضد الملاريا

دواء جديد يمكن أن يخفف الأعراض خلال 24 ساعة من استخدامه

TT

ركزت الأوساط العلمية والطبية والاعلامية الألمانية، خلال الأيام القليلة الماضية، على الدعوة التي وجهتها الدول الافريقية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في اطار حملة عالمية شاملة ترمي الى القضاء على الملاريا، هذا الداء الخطير الذي يقضي على نحو ثلاثة آلاف شخص يومياً في مختلف انحاء العالم، خاصة في افريقيا ودولها الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.

وتهدف الحملة العالمية الى خفض معدل الوفيات الناجمة عن الاصابة بهذا الداء الى النصف تقريباً، وذلك خلال فترة لا تتعدى عام 2010، مع تركيز الاهتمام بمعالجة المصابين بالملاريا وتوفير الأدوية والعقاقير المناسبة لهم في المستقبل.

وتشير المعلومات التي نشرتها الدوائر الصحية الألمانية المختصة، الى ان الملاريا تمثل خطراً كبيراً على الأطفال الصغار بسبب عدم توفر المناعة الكافية لديهم عند اصابتهم بجراثيم الملاريا التي تحملها أسراب البعوض الناقل لها الى الانسان وتتكاثر في جسمه وتسبب اصابته بداء البرداء.. الذي يؤدي احياناً الى الموت.

ويقول الدكتور جيرد بورشارد، رئيس قسم الاسعاف في معهد الطب الاستوائي في العاصمة الألمانية برلين، ان الملاريا مرض تقليدي مميز يصيب الأطفال في افريقيا ولا تتولد المناعة لديهم ضد هذا المرض إلا بعد تعرضهم للاصابة به عدة مرات، ويشكو الأطفال المصابون بداء البرداء من ارتفاع في درجة حرارة الجسم وحدوث تشنجات بدنية وفقر في الدم، الى جانب الاصابة بفقدان الوعي وفقدان الشهية للطعام وآلام في البطن تؤدي الى تقيؤ ما يتناولونه من طعام وشراب، وعندئذ تفشل الحبوب والعقاقير المضادة للملاريا في اسعاف المريض.

كذلك تشير معلومات منظمة الصحة العالمية الى ان نسبة وفياة الأطفال بسبب اصابتهم بالملاريا عالية جداً إذ تصل الى وفاة طفل كل ثلاثين ثانية. ولذا فقد طور الأطباء الاختصاصيون العاملون لدى المنظمة العالمية دواء حديثاً اطلقوا عليه اسم «ارتيسونات» يحتوي على مادة الكينا النباتية. ويساعد هذا الدواء عى تحسين الوضع الصحي لدى المرضى الصغار، خلال فترة لا تزيد على 24 ساعة، على ان يجري علاجهم في خطوة لاحقة بالادوية المعروفة لعلاج الملاريا ومكافحتها.

وتواجه الأمهات الحوامل خطر الاصابة بالبرداء اكثر من النساء غير الحوامل، بسبب انخفاض نسبة المناعة لديهن خلال فترة الحمل، المر الذي يؤكده الدكتور جيرد بورشارد في برلين. وأشارت المعلومات والارقام المتوفرة الى ان هناك نحو 24 مليون امرأة حامل في القارة الأفريقية مهددات بخطر الاصابة بالملاريا كل عام.

وتعاني الأمهات المصابات بالملاريا من فقر الدم، كما يواجهن خطر الاجهاض بصورة كبيرة، بينما يعاني اطفالهن من نقص حاد في الوزن، وكثيراً ما يمتن خلال الأشهر القليلة التي تتبع الولادة. ولذا تنصح منظمة الصحة العالمية بضرورة تطبيق معالجة وقائية مسبقة، عن طريق الأدوية والعقاقير المقاومة للملاريا.

ولا تشجع المنظمة في استخدام المواد الكيميائية، كالأدوية والعقاقير والمستحضرات الكيميائية التي تقضي على الناموس الذي يحمل طفيلي الملاريا، بل تفضل اللجوء الى الاجراءات والوسائل التقليدية في هذه المعركة، وفي مقدمتها «الناموسية» التي توضع فوق الأسرة والفراش لمنع هذا البعوض من الوصول الى الانسان، إذ من المعروف ان البعوض الناقل للملاريا (انوفيليس) لا يطير إلا في فترة الغروب أو الليل. وفي حال استخدام الناموسية الواقية فان معدل الاصابة بالملاريا في المناطق الاستوائية والمدارية ينخفض الى النصف تقريباً. كما يمكن في هذه الحالة رش الناموسية بمواد خاصة بمقاومة الحشرات والبعوض، ومنها المادة المعروفة باسم «بيرترويد» ذات الأصل النباتي والمستخرجة من زهور الاقحوان والبابونج.