استشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي *

TT

تحليل الغدة الدرقية

* أعاني من نقص في هورمون الغدة الدرقية.. وأتناول العلاج الهورموني، وعمري 43 سنة. ما الذي تعنيه تحاليل الغدة ولم يطلبها مني الطبيب؟

غادة س. ـ الرياض ـ يشمل تحليل الغدة الدرقية عنصرين.. الأول نسبة الهورمون المنشط للغدة الدرقية.. والثاني نسبة هورمون ثيروكسين الغدة الدرقية.

والهورمون المنشط للغدة الدرقية تفرزه الغدة النخامية في الدماغ، ويسهم في تنظيم إنتاج الغدة الدرقية لهورمونين هما هورمون ثيروكسين الغدة الدرقية وهورمون ثلاثي أيودوالثيرونين. ودون الدخول أكثر في دوامة الأسماء فإن الطبيب يستفيد من معرفة نسبة الهورمون المنشط للغدة الدرقية في تقويم مدى قدرة الغدة النخامية على إنتاجه أولاً خاصة حينما تظهر على الإنسان أعراض كسل الغدة الدرقية. فلو كانت نسبة الهورمون المنشط قليلة كان السبب في الكسل هو الغدة النخامية وليس الغدة الدرقية، أي أن الغدة الدرقية جيدة لكنها لا تجد من يُنشطها. كما أن هناك حالات تكون نسبة الهورمون المنشط عالية بينما نسبة هورمون ثيروكسين الغدة الدرقية منخفضة. ما يعني أن المشكلة هي في الغدة الدرقية نفسها وليس العيب نتيجة قصور في تنشيطها.

وحينما يُعطيك الطبيب حبوب هورمون الغدة، فإنه يحتاج أن يعرف مدى كفاية الجرعة في وقف الغدة النخامية عن إفراز المزيد من الهورمون المنشط للغدة الدرقية، إذْ يجب أن تكون نسبة الهورمون المنشط ضمن المعدل الطبيعي وليست مرتفعة. وإذا كانت الجرعة عالية جداً فربما تُؤدي الى انخفاض شديد في نسبة الهورمون المنشط للغدة الدرقية.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الطبيب سيُركز أيضاً على معرفة نسبة هورمون ثيروكسين الغدة الدرقية نفسه. وهو هورمون مهم في تنظيم عمليات الجسم الحيوية، أو ما تُسمى بعمليات الأيض، كذلك في حفظ مستوى حرارة الجسم. وارتفاع نسبته عادة يعني فرط وزيادة نشاط الغدة، ونقصه يعني كسل الغدة. وفي حالة منْ يتم تشخيص كسل في أداء الغدة الدرقية ويتلقى علاجاً هورمونياً تعويضياً كحالتك، فإن الطبيب يُتابع بمعرفة نسبة الهورمون في الدم مدى كفاية الجرعة المتناولة أو زيادتها أو نقصها.

وغالب الأطباء يطلب التحليل كل ثلاثة أشهر أو أكثر، على حسب الحالة أ والدواعي الطبية الأخرى التي يراها الطبيب وفق اعتبارات طبية مختلفة.

التوقف عن التدخين

* أُدخن منذ أكثر من عشر سنوات. وعمري 39 سنة. لو توقفت عن التدخين فهل يزول خطره عني وهل يعود جسمي طبيعياً؟

سحر محمود ـ القاهرة ـ نعم يزول بشكل متدرج خطر التدخين على صحتك وسلامة جسمك في أي وقت تتوقفين عن التدخين وبغض النظر عن مقدار عمرك أو عدد السنوات التي سبق لك أن دخنت فيها. والواقع أن الدراسات الطبية أثبتت أن الجسم يُبادر بسرعة في عمليات إعادة إصلاح الجسم فور الإقلاع عن التدخين.

وبعد ساعتين من التوقف يبدأ الجسم في العمل على التخلص من مادة النيكوتين. وبعد اثنتي عشرة ساعة يزول غاز أول أكسيد الكربون من الجسم تماماً. وأهمية الأمرين هذين هو تخفيف العبء عن قدرات الدم على حمل الأوكسجين وتوصيله إلى أنسجة الجسم، والتي تقل في حال وجود غاز أول أكسيد الكربون، وكذلك تقليل الأضرار الناجمة عن وجود مادة النيكوتين على صفائح الدم وعلى شرايين الجسم.

وزوال النيكوتين تماماً من الجسم يتطلب حوالي أسبوع. وهو ما يؤدي أيضاً الى تحسن في حاسة الشم وحاسة التذوق، إضافة إلى نقاء هواء النفس وزوال بقايا الدخان على الأسنان، وتطهير شعر الرأس والوجه وجلد اليدين والأظافر من بقايا الدخان نفسه أيضاً.

ثم في غضون شهر، تبدأ أهداب خلايا بطانة الجهاز التنفسي بالنمو بشكل طبيعي وعودتها إلى سابق النشاط في تطهير مجاري هواء التنفس مما يعلق فيها أو يلتصق بها من مخاط وغيره. ولذا يلحظ المتوقف عن التدخين أن السعال والبلغم يقل تدريجياً عنه. وكذلك يبدأ بالزوال بشكل تدريجي خلال الشهر الأول ذلك الشعور بالإرهاق وتتابع النفس أو اللهاث عند أداء المجهود البدني، وتتحسن الجيوب الأنفية وأدائها لوظائفها.

ومن الناحية الطبية التقويمية لمدى خطورة الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، كمظهرين لأمراض شرايين الجسم، فإن الخطورة تهبط تدريجياً لكن بشكل سريع خلال عام، لتصبح خلال أربعة أعوام قريبة جداً من الناس العاديين الذين لم يسبق لهم التدخين. وكذلك الحال مع خطورة الإصابة بسرطان الرئة، وإن كان الانخفاض في الخطورة يأخذ بضعة أعوام أخرى لكنها ستصل إلى النسب الطبيعية.

الوقاية من السكتة الدماغية « أُصيب والدي بالسكتة الدماغية، وعمري 53 سنة، هل من الممكن أن تصيبني وكيف أحمي نفسي منها؟

وليد محمد ـ جدة ـ هذا ملخص سؤالك. أولا لا داعي لكل المخاوف التي ذكرتها في رسالتك. وما حصل مع الوالد، اتمنى له العافية والشفاء، ربما كان نتيجة لاجتماع عوامل عدة تتعلق بضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وقلة النشاط البدني بعد تقاعده من الوظيفة إضافة إلى عدم حرصه على تناول أدويته كما ذكرت.

والمهم هو متابعة الاهتمام الطبي به لتخفيف ما يُعاني منه ولوقايته من تكرار الإصابة. وذلك من خلال تمارين العلاج الطبيعي والاهتمام بالجانب النفسي لتقبله العلاج ومتابعة الأطباء لضغط الدم والكوليسترول.

السكتة الدماغية تنتج إما عن سد في مجرى أحد شرايين الدماغ، إما لوجود مرض تصلب الشرايين وضيقها بترسبات الكوليسترول في جدرانها، أو لانتقال جلطة دموية من القلب أوشرايين الرقبة إلى داخل شرايين الدماغ وبالتالي سد مجراها.

عوامل خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية تشمل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول ومرض السكري والسمنة والتدخين وقلة النشاط البدني. إضافة إلى وجود اضطرابات في نبض القلب أو أمراض في صمامات القلب، أو تضيقات في شرايين الرقبة.

المطلوب طبياً للوقاية هو ضبط العوامل هذه ضمن المعدلات الطبيعية لها، وذلك من خلال الفحص الدوري لضغط الدم مرة كل سنتين إن كان مقداره طبيعياً وتحليل الكوليسترول مرة كل خمس سنوات أيضاً إن كانت معدلاته طبيعية، وتحليل سكر الدم كل ثلاث سنوات كذلك.

مع الاهتمام بوزن الجسم وممارسة الرياضة البدنية اليومية والحرص على تناول الوجبات الصحية، وهذه كلها تتطلب منك مراجعة الطبيب لإجراء التحاليل والفحوصات، ومن ثم تكون المتابعة الدورية.

* استشاري باطنية وقلب ـ مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

* ص.ب. 7897، الرمز البريدي 11159 [email protected]